رئيس التحرير
عصام كامل

«يهود إثيوبيا».. الهروب من الفقر إلى عنصرية الاحتلال.. «الموساد» خطط لتهريبهم عن طريق السودان.. ونسبة الفقر بالأسر الإثيوبية في إسرائيل تتعدى الـ50%.. والتعدي على أحد جنودهم يشعل ا

فيتو
18 حجم الخط


استقبلت إسرائيل العشرات من يهود "الفلاشا" القادمين من إثيوبيا، الأسبوع الجاري كجزء من مجموعة تتضمن 1300 مهاجر جديد من إثيوبيا والذين من المتوقع أن يحصلوا على المواطنة في إسرائيل قريبا، وذلك في الوقت الذي يعامل فيه المواطنون ذوو البشرة السوداء كمواطنين من الدرجة الثانية داخل دولة الاحتلال.


حلم الهجرة
ويعيش يهود إثيوبيا الذين يطلق عليهم اسم "فلاشا مورا" منذ سنوات في مخيمات مؤقتة في إثيوبيا، انتظارا للحصول على موافقة "إسرائيل" بالانتقال إليها بعد أن تقدموا بطلبات بذلك، حيث يصل أعداد اليهود في إثيوبيا إلى نحو من 7 إلى 9 آلاف نسمة يعيشون في مدينة "غندر" شمالي البلاد.

الهروب إلى الجحيم
ويلجأ الكثير من الأفارقة – خاصة يهود الفلاشا- بالهجرة إلى إسرائيل سواء عن طريق الهجرة الشرعية أو التسلل أملا منهم في الفوز بحياة أفضل، خاصة بعدما أعلنت دولة الاحتلال استعدادها باستقبال اللاجئين الأفارقة، وفتح باب الهجرة ليهود إثيوبيا، إلا أن سوء معاملة اليهود الإثيوبيين داخل إسرائيل وتردي وضعهم الاقتصادي واعتبارهم مواطنين "درجة ثانية" تسببت في اندلاع انتفاضة كبري العام الماضي ضد حكومة نتنياهو، خاصة وأن نسبة الفقر في أوساط الأسر الإثيوبية قدرت بنحو 51.7٪ مقارنة بـ 15.8٪ من إجمالي سكان إسرائيل.

انتفاضة الأفارقة
وفجرت حادثة اعتداء عنصرين من الشرطة الإسرائيلية على يهودي إثيوبي بزي عسكري- العام الماضي- غضب الآلاف من أبناء بلدته في إسرائيل، خاصة وأن اعتداء عناصر شرطة الاحتلال على الجندي الإثيوبي جاء بخلفية عنصرية، مما أشعل شرارة تظاهرات الأفارقة المقيمين في إسرائيل اعتراضا على سوء معاملتهم، مطالبين بضرورة احترامهم.

التجنيد بجيش الاحتلال
ويطلق الإسرائيليون على اليهود الإثيوبيين تعبير "الفلاشا"، وهي الكنية العبرية لسلالة اليهود في إثيوبيا، وبدأت هجرة اليهود الإثيوبيين إلى إسرائيل واستكملت تمامًا في نهاية العام 2013، ويخدم اليهود الإثيوبيون في الجيش الإسرائيلي، ويعتبرهم الفلسطينيون من أكثر الجنود عنصرية ضدهم، نظرًا لقسوتهم في التعامل معهم.

وتشير إحصاءات غير رسمية إلى أن يهود إثيوبيا في إسرائيل يبلغ عددهم 125 ألفًا و500 شخص، منهم نحو 5400 يخدمون في الجيش الإسرائيلي، ونحو 82 ألف إثيوبي في إسرائيل ولدوا خارجها، بحسب موقع أوثيوبيان ناشونال بروجكت الإسرائيلي والخاص بالطائفة الإثيوبية في البلاد.

فكرة التهجير
وبدأت فكرة تهجير يهود إثيوبيا لدولة الاحتلال عام 1973 عندما أعد وزير الهجرة والاستيعاب الإسرائيلي تقريرًا شاملًا عن مجموعة الفلاشا العرقية، وجاء في التقرير أن الفلاشا كانوا غرباء عن الأمة اليهودية في مختلف جوانب حياتهم، وخلص التقرير إلى أنه لم يكن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات لمساعدة هذه الجماعة للهجرة إلى إسرائيل.

بعد فترة وجيزة من نشر تقرير وزارة استيعاب المهاجرين عام 1973، أصدر حاخام عوفاديا يوسف، الحاخامية الكبرى في إسرائيل مرسومًا يقضي بأن الفلاشا هي قبيلة سليلة إسرائيل، ويتوجب توفير تعليم يهودي ملائم لهم ومنحهم الحق بالهجرة إلى إسرائيل، فحسب تعريفه، يعتبر هذا من التعاليم الربانية.

من ناحية أخرى، قال شلومو جورين من الحاخامية الكبرى في إسرائيل إن إثيوبيي إسرائيل ليسوا من نسل سبط إسرائيل، وقال بأن المجتمعات غير الإسرائيلية استوعبتهم على مدى السنوات.

وانتهت قوانين حكم لعوفاديا يوسف بتطبيق قانون العودة "إسرائيل" على المجتمع، بغض النظر عما جاء في تقرير وزارة استيعاب المهاجرين وبغض النظر عن موقف رئيس الحاخامية الأشكنازية، وبهدف جلب مجتمع إسرائيل بيتا إلى إسرائيل، تأسس مكتب داخلي ضم ممثلين من وزارة الدفاع الإسرائيلية ووزارة الداخلية الإسرائيلية ووزارة استيعاب المهاجرين والوكالة اليهودية، وتم تفعيل القانون بعد انتخاب مناحم بيجن رئيسًا للوزراء عام 1977.

دور الموساد
ونظرًا لعدم وجود علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل وإثيوبيا، تواصل الموساد الإسرائيلي مع مسؤولين في السودان، وسافر الآلاف من يهود الفلاشا سيرًا على الأقدام إلى الحدود مع السودان، وانتظروا هناك في مخيمات مؤقتة حتى نُقلوا جوًا إلى إسرائيل.

وبين عامي 1977 و1984، نقل هؤلاء المهاجرين من تلك المخيمات إلى إسرائيل بواسطة سفن وطائرات تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي، وقام 8 آلاف يهودي برحلة محفوفة بالمخاطر إلى إسرائيل، وتوفي منهم نحو 4 آلاف شخص من المرض والجوع.
الجريدة الرسمية