رئيس التحرير
عصام كامل

5 أسباب ترجح تورط المخابرات الإيرانية في هجوم «نيس» الفرنسية

حادث نيس الإرهابي
حادث نيس الإرهابي
18 حجم الخط

حالة من القلق والمخاوف تجتاح فرنسا عقب هجون "نيس" والذي راح ضحيته عشرات الأشخاص بين قتيل ومصاب، الهجوم الذي الذي يحمل بصمات "داعش" بحسب وسائل الإعلام والخبراء، إلا أن تزامن حادث الدهس المروع مع استضافة باريس مؤتمر المعارضة الإيرانية "مجاهدي خلق"، وزيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان بهدف حسم ملف رئاسة الجمهورية الذي يعطله "حزب الله"، علاوة على الضغوط الفرنسية التي تمارس بهدف رحيل نظام بشار الأسد الموالى لإيران.. جميعها أمور تضع المخابرات الإيرانية في موضع اتهام وتسير الشبهات حول تورط طهران في هذا الحادث المروع متسترة وراء انتشار إرهاب "داعش" في أورربا، وخلال التقرير التالى ترصد "فيتو" 5 أسباب تعزز هذا الطرح.


مجاهدي خلق

يأتي في مقدمة هذه الأسباب، استضافة باريس لمؤتمر المعارضة الإيرانية "مجاهدي خلق" بحضور نحو 100 ألف شخص، وهو ما أدي إلى اشتعال غضب إيران وقامت على إثره باستدعاء السفير الفرنسي.

القلق الإيراني من الحضور الكبير لجماعة "مجاهدي خلق" في باريس، سبب أن فرنسا كانت المحطة الأخيرة من منفى قائد الثورة في آية الله الخميني حيث من باريس بدأ الحراك لإقصاء نظام الشاه محمد رضا بهلوي، حتى عودته من العاصمة الفرنسية إلى طهران رأسا في فبراير 1979، وهي ما يزيد مخاوف الملالى من تكرار التجربة وإسقاط الحكم هناك وتمكين مريم رجوي وأنصارها.

ودعت طهران الحكومة الفرنسية إلى إعلان موقفها الرسمي تجاه "مجاهدي خلق" والتصريحات "المعادية" لإيران التي اطلقت في المؤتمر.

بشار الأسد

يعد الاختلاف بين فرنسا وإيران حول النظام السوري والرئيس بشار الأسد، من أهم النقاط الخلافية بين البلدين، يحث يطالب دائما الرئيس الفرنسي فرانس هولاند برحيل الاسد فيما تدعم إيران الأخير.

وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن نظيره السوري بشار الأسد لا يمكن أن يكون طرفًا في المرحلة الانتقالية بسوريا.

لبنان وحزب الله

الاختلافات الإيرانية الفرنسية لم تتوقف عند النظام السوري، بل امتدت إلى لبنان، حيث تتخذ فرنسا موقفا متشددا من "حزب الله" متماهية قرار العقوبات الأمريكية الأخيرة المتعلقة بفرض حظر على أموال حزب الله في المصارف والبنوك.

كما تمثل عملية انتخاب رئيس للبنان، أهمية كبرى لدى باريس في ظل الفراغ الرئاسى الناتج عن عناد الحزب، ومثلت زيارة وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرولت، إلى بيروت من أجل تحريك الملف الرئسي وسط تسريبات عن دعم باريس للوزير السابق سليمان فرنجيه لتولي الرئاسية، فيما تريد إيران وصول مرشحها الميشال عون.

الصراع في أفريقيا

تعد القارة السمراء من أهم مناطق النفوذ لفرنسا، وهي تعتبر نفسها الوصي على البلاد الأفريقية وسط انتشار قوي للثقافات الفرنسية في القارة، باعتبار هذه الدول كانت مستعمرات فرنسية سابقة.

فيما تتواجد إيران في السنغال وكوت ديفوار"ساحل العاج" والنيجر وأوغندا وغانا غيرها من الدول، حيث تتضعها على أولوية سياساتها الخارجية، من أجل الحصول على ثوراتها وخاصة اليورانيوم، فيما تمثل هذه الدول نفوذا فرنسيا ترفض اقتراب أي قوى أخرى لها.

وترصد فرنسا التحرك الإيراني في أفريقيا بشيء من الريبة، علاوة على تزايد مخاوف باريس من علاقات طهران المشبوهة بجماعات العنف المسلحة في هذه الدول تهدد مصالحها.

وتعتمد إيران في الوجود بأفريقيا على الشيعة سواء من السكان المحليين أو من المهاجرين وخاصة من لبنان.

العلاقات السعودية

يعد الصراع بين السعودية وإيران، من أبرز الصراعات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وتجيش الدولتان العديد من جماعات الضغط في العديد من الدول المؤثرة في الغرب أو الشرق، والتقارب الفرنسي السعودي زاد من قلق إيران تجاه دور لباريس في دعم الرياض ضدها.

فقد قاد ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة تدعيم العلاقة مع فرنسا، عندما وصل باريس في 24 يونيو 2015، لم تكن نظرة الداخل الإيراني عبر القيادة العليا للمرشد على خامنئي والرئيس حسن روحاني لها، تخرج من “نظرة غضب وشرر”.

وبلغت الصدمة في طهران مداها، بعد أن أفصح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، في تغريدة عن توقيع مجموعة من العقود والاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع السعودية بقيمة تبلغ 10 مليارات يورو، في عدة مجالات منها الطاقة والصحة والتسليح والبنى التحتية. وذكّر فالس بأن فرنسا هي المستثمر الثالث في السعودية، فيما تقدم فرنسا للشركات السعودية إمكانات كبيرة للاستثمار.

وجاء التقارب السعودي الفرنسي ليزيد من قلق إيران، من الدور الفرنسي الذي قد يستهدف مصالحها ونفوذها في الشرق الأوسط، في اختلافات بين باريس وطهران في عدد من الملفات بالشرق وأيضا في أفريقيا.
الجريدة الرسمية