رئيس التحرير
عصام كامل

"سرت" مدينة الدم والرصاص.. داعش ترتكب أبشع المجازر بدعم الإخوان و«فجر ليبيا»..أهميتها الإستراتيجية جعلتها مطمعا للمتشددين..ارتوت شواطئها بدماء 21 مصريا..اتخذها القذافى عاصمة بعد سقوط طرابلس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اشتد الصراع بين الجيش الليبي وبين تنظيم داعش الإرهابي في مدينة سرت الليبية، حروب ومعارك خاضها الطرفان خلفت العشرات من الضحايا ومئات المصابين من المواطنين الليبيين الأبرياء، في إطار سعى كل منهم لطرد الآخر والسيطرة على المدينة الساحلية التي تحولت إلى ساحة للاقتتال.


أهمية إستراتيجية
وتعرف سرت بأهميتها كمدينة ساحلية من الناحية الإستراتيجية حيث اتخذ منها الرئيس الليبي السابق، معمر القذافي، عاصمة له، بعد سقوط طرابلس، مع بداية احتجاجات 2011، قبل أن يتم قتله فيها وتحديدًا في أكتوبر من العام نفسه.

وسرت مدينة ليبية ساحلية تطل على البحر الأبيض المتوسط، تقع في منتصف الساحل الليبي بين طرابلس وبنغازي، وتبعد عن العاصمة طرابلس 450 كلم، وتحتل موقعًا متوسط بين شرق ليبيا وغربها، وهي في نفس الوقت تعتبر بوابة للمناطق الداخلية بفزان.

ومع اندلاع الثورة الليبية وقعت اشتباكات بين كتائب القذافي وثوار من داخل المدينة نفسها، وتمكنوا من طرد الكتائب منها، بدعم من كتائب قادمة من مصراته ومدن مجاورة.

مجزرة داعش
وصعد التنظيم الإرهابي من هجماته الإرهابية في سرت أمس الخميس، حيث اقتحم منطقة في المدينة الليبية وقتل 30 شخصا قبل أن يقصف الأحياء ويسيطر على الميناء، وفق المصادر.

وفي أول مجزرة من نوعها يرتكبها المتشددون منذ بدء تمددهم في ليبيا مستغلين الفوضى الناجمة عن انتشار الميليشيات المتشددة، أقدم داعش على تصفية مدنيين كما اقتحموا "المنطقة السكنية الثالثة" في سرت، وارتكبوا مجزرة قبل أن ينسحبوا ويقصفوا الأحياء السكنية.

عشرات القتلي
ارتفع عدد القتلى جراء المذبحة التي ارتكبها التنظيم الإرهابي منذ أمس إلى 169 قتيلا، وأوضحت المصادر أن مسلحي داعش قتلوا العشرات من قبيلة الفرجان، إحدى أكبر القبائل الليبية، والمناهضة للتنظيم المتطرف.

وأضافت أن سكان المنطقة السكنية الثالثة في المدينة الواقعة بين بنغازي وطرابلس، عثروا على 12 قتيلا مقطوعي الرءوس.

ذبح 21 مصريا
وعلى شاطئ المدينة، بثت قوات التنظيم عملية ذبح لـ 21 مصريًا قبطيًا، اختطفتهم نهاية العام الماضي، وقالت إنها «رسالة موجهة إلى أمة الصليب»، ما دفع القوات المسلحة المصرية لشن ضربة عسكرية على قواعد التنظيم في مدينة درنة القريبة من الحدود المصرية الليبية.

السيطرة على الميناء
كما سيطر التنظيم على ميناء سرت، التي كانت قد شهدت في الأيام الماضية مواجهات بين المتشددين والجيش المدعوم من أهالي المدينة الساحلية الواقعة وسط البلاد.

وجاءت موجة التصعيد بعد أن قصف التنظيم الإرهابي الأربعاء الماضي المدينة، بـ"الأسلحة الثقيلة" مناطق سكنية بعد هجمات شنتها قوات من الجيش وشبان من سرت، على مواقعه بـ"مجمع قاعات سرت الكبرى" بمدخل المدينة الشرقي.

شهور من الدم
ويسيطر التنظيم على منطقة المحاكم، بالإضافة إلى المقرات الحكومية التي طرد التنظيم موظفي الدولة منها، في فبراير الماضي، وأحكموا سيطرتهم على مقر المجلس البلدي، ومجمع واجادوجو الضخم، إضافة لمقر جامعة سرت ومجمع قصور الضيافة والنقطة البحرية، وميناء سرت وقاعدة القرضابية، فضلًا عن قاعدة عسكرية في منطقة بوهادي، والتي تعتبر أكبر قاعدة عسكرية بالمنطقة الوسطى وكلها تحت سيطرة داعش.

وكانت المدينة الساحلية والهيئات الحكومية الرسمية الليبية تحت سيطرة التنظيم، واستبدلت أختام المدينة بختم الدولة الإسلامية الخاص بالتنظيم، بالإضافة إلى إنشاء «محكمة إسلامية»، وسيطرت على منفذ الجوازات الخاص بالمدينة.

الإخوان وفجر ليبيا
ومنذ سيطرة داعش على المدينة، لم يجد حليفا متواطئا أفضل من ميليشيات فجر ليبيا المسلحة وجماعة الإخوان، التي قدمت الكثير من الدعم للتنظيم الإرهابي.

وأكدت وسائل الإعلام العربية أن ميليشيات فجر ليبيا أقدمت على الانسحاب من مدينة الجفرة - مايو الماضي-التي تضم قاعدة جوية إستراتيجية، وذلك في وقت يتقدم فيه تنظيم داعش صوب المدينة عقب استيلائه على سرت التي انسحبت منها الميليشيات، وذلك ما جعل الحكومة الليبية تتهم جماعة فجر ليبيا بتسليم مرافق مدينة سرت، وخاصة المطار الدولي، إلى تنظيم داعش.

وأشارت الحكومة الليبية إلى أن "كافة الشواهد تدل على أن تنظيم داعش ما هو إلا الوجه الآخر لميليشيات فجر ليبيا، يتبادلون الأدوار فيما بينهم في التنكيل بأبناء الشعب الليبي وتدمير ممتلكاتهم".

تواطؤ
وأكد سليم الرقعي، عضو مجلس النواب الليبي، الخميس الماضي، أن تنظيم "داعش" الإرهابي يقصف أحياء سكنية في سرت بالراجمات، بينما تقف قوات فجر ليبيا في طرابلس ومصراتة موقف المتفرج ولا تحرك ساكنا.

وأوضح، أن جماعة الإخوان أو"فجر ليبيا" ساندوا أنصار الشريعة "داعش سابقًا" من قبل في سرت حتى لا تقع تحت قوة كتيبة شهداء الزاوية التابعة لقوات الصاعقة في بنغازي، والآن يساندون الدواعش.

وأشار إلى أنه في سرت ليس ثمة وجود لقوات "فجر ليبيا"، كما هو حال كتيبة شهداء بوسليم في درنة، فالقوة في سرت إما للدواعش أو السلفيين الموالين لحفتر، لهذا يفضلون أن تظل سرت تحت سيطرة الدواعش لا تحت خصومهم السلفيين، مضيفًا أن دواعش سرت هم أنصار الشريعة سابقا ومعظمهم ينحدرون من مصراتة وصبراتة.
الجريدة الرسمية