رئيس التحرير
عصام كامل

مارجريت عازر: حزب الجبهة الديمقراطية بوابتي لعالم السياسة

فيتو
18 حجم الخط

مارجريت عازر، من أحد مؤسسى حزب الجبهة الديمقرطية، بل إنها أول سيدة مصرية تشغل منصب أمين عام حزب سياسي، تراها في البرامج التليفزيونية تتنبأ بنتيجة البرلمان القادم، أو يرتفع صوتها في ندوة بالمجلس القومى للمرأة دفاعًا عن أخريات من بنات حواء، وأخيرًا انتهى بها المطاف في حزب الحركة الوطنية المصرية.. تحلم بتشريعات جديدة يسنها البرلمان لتنصف أولئك الذين تدافع عنهم من أبناء الطبقات الفقيرة.


التقيناها لتروى لنا جانبًا من قصة حياتها فرحبت دون أن تبنى سورًا حديديًا حول أسرارها الخاصة، ولم تمانع في إطلاعنا على الجانب الإنسانى في حياتها، ولم لا وهو يزخر بتجربة جديرة بالاقتداء، خاصة أنها تعتبر استقرار حياتها الأسرية مقياسًا لنجاحاتها العملية، وهى التي شغلت العديد من المناصب السياسية وعضو في عدة منظمات وجمعيات أهلية، منها أمين صندوق شبكة الليبراليين العرب ؛ وعضو منظمة حقوق الإنسان المصرية ؛ ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية المساهمة الشبابية للمساعدات الاجتماعية، ناهيك عن أنها برلمانية سابقة.. فإلى نص الحوار:

> شخصية مارجريت عازر.. كيف تشكلت ؟
أنا من أسرة بسيطة، جدتى صعيدية علمتنى كيف تكون المرأة قوية وحكيمة وحنونة في آن واحد، تأمر فيطيع الجميع، وينجح أبناؤها فترجو منهم المزيد، ومنها استوحيت قدرتى على القيام بأكثر من عمل في نفس الوقت، وأستمد تلك القوة والجدية والانضباط في العمل والالتزام بالمهام حتى النهاية، فكانت السيدة الأولى في حياتى، والقدوة التي لا أجد بديلًا عنها حتى الآن.

> وهل توقف الأمر عند الجدة ؟
لا.. كان لوالدى أيضا الدور الخاص به، فكان ذلك الأب الذي يدفع أبناءه دفعًا للتلاحم بالمجتمع ولتكوين أسرة تعرف كيف تساعد الناس، وكان تأسيسه جمعية أهلية صغيرة بداية شغفى بالعمل العام، أما والدتى فشغلها الشاغل هو تربية سوية تضمن لأبنائها الحياة أقوياء من بعدها، محافظين على مبادئهم، تعلمت منها الاعتماد على النفس، وكان والدى حريصين على تقديم أبناء يفتخر بهم المجتمع، ويدافعون عن قضايا وطنهم، وأحاول أن أكون ذلك دائمًا.

> وماذا عن عالمك الصغير حين كنت طفلة ؟
شاهدت المسلسلات والبرامج وما إلى ذلك مما كان يعرض حينها على الشاشة الفضية، إلا أن «البرلمان الصغير» كان برنامجى المفضل، وكم أتمنى عودته فعلًا، ليعرف الأطفال الصغار، كما كنا محظوظين بهذا البرنامج، فقد كنت أنتظره بشغف حتى أرى كيف يتصرف الساسة في البرلمان، وكيف يعرضون القضايا ويناقشون القوانين، وربما يختلف هذا بعض الشيء عن باقى الأطفال، فكنت في السابعة من عمرى عندما أحببت أن أكون شخصية تعرض قضايا الوطن وتهتم بشأن المجتمع، وفى البرلمان الصغير سمعت لأول مرة كلمة التشريع، وظللت أتقصى عنها حتى عرفت أن أي مشكلة أو ظاهرة اجتماعية قد تنتهى إذا توصلنا إلى التشريع المناسب.

> وإلى أين أخذك برلمانك الصغير؟
أخذنى إلى كلية التجارة لأحصل على بكالوريوس تجارة، جامعة عين شمس، وهو الأمر الذي لم يرض طموحاتى، ولم يشبع في نفسى معنى كلمة التشريع، فالتحقت بكلية الحقوق، كل هذا وأنا متزوجة.

> كيف كان حال الزواج مع الدراسة؟
لم يكن الأمر سهلًا، تزوجت وأنا في السنة الأولى بكلية التجارة، وما كانت تنتهى المحاضرات إلا وأعود ركضًا إلى منزلى، فأنا المسئولة عن زوجى ومن بعده عن ابني، وهذا ساعدنى كثيرًا في الاعتماد على النفس، والجدية في ترتيب الوقت، والشدة والصرامة في تحمل المسئولية، وتعلمت كيف تكون المرأة قائدة لحياتها الخاصة ولبيتها، ولأبنائها بعد ذلك، وربما أشعر أن فتيات الجامعة اليوم يختلفن عنى كثيرًا، فهن أصحاب فكر ورؤية عميقة لكل ما يدور حولهن في المجتمع، ومن قبل مرحلة الجامعة تحدد كل واحدة منهن ماذا تريد أن تكون بعد سنوات الدراسة، فالحياة المنفحتة والمتطورة منحت لكل فتاة حياة خاصة تصبو إليها، أما نحن فلم يكن أمامنا الكثير من الخيارات، وهن الآن أكثر حظًا منى ومن بنات جيلى، ومشاركتهن في ثورة 25 يناير شكلت عقولهن في سن صغيرة.

> متى بدأت حياة مارجريت في الشأن العام بعيدًا عن السيدة المتزوجة ؟
حياتى الشخصية لم تنفصل عندما بدأت العمل العام، بل على العكس كنت أقيس مستوى نجاحى في العمل العام، بقدرتى على الموازنة مع حياتى الشخصية، وعدم التقصير تجاه أبنائى أو واجباتى المنزلية، وهذا هو سر النجاح والمعادلة الصعبة، ولم أبدأ العمل العام إلا بعد أن تأكدت أن ابنىّ قادران على خوض غمار الحياة بمفردهما، وكما تعلمت الاعتماد على النفس، نقلت لهما المبدأ ذاته، فلم أخف عليهما من بعدها يومًا واحدًا، وقد بدأت العمل العام بعد التحاقى بالجمعية الأهلية التي أسسها والدى لخدمة الكثير من الأسر الفقيرة.

> وماذا بعد العمل الأهلي؟
بعد الانخراط في العمل الأهلي، اكتشفت أن الحل الوحيد يكمن فيما في عشقى عندما كنت طفلة، وهو التشريعات الجديدة التي يجب أن يسنها البرلمان وتنفذها الحكومة فيستقيم كل ما هو أعوج في المجتمع، ولا سبيل للإصلاح إلا تغيير الوضع السياسي القائم، فقررت الدخول إلى المجال الأوسع، ومن العمل الأهلي إلى السياسة، التي كانت بوابتها حزب الجبهة الديمقراطية، بعد أن تعرفت على الدكتور أسامة الغزالى حرب، والدكتور يحيى الجمل، وشاءت الأقدار أن أكون القيادية بحزب الجبهة الديمقراطية والعضو المؤسس بالحزب، وأردت الدفاع عن حقى في الحياة، وحق الكثيرين ممن أعلمهم ولا يعلمون كيف السبيل إلى وصال الحكومة لكى ينجزوا أعمالهم، واشتركت مع غيرى من السيدات في العمل العام، والعمل السياسي، وكان كل ذلك عام 2006، إلى أن تأسس حزب الجبهة الديمقراطية.

> وهل تسرب إليك الندم على انخراطك في العمل السياسي ؟
لا.. ولو عاد بى الزمن إلى الوراء لاخترت السير في الدروب ذاتها، التي سلكتها، فأنا فخورة بما وصلت إليه من دفاع عن حق المرأة في الوجود، كما فعلت بنات جيلى، وبنات هذا الجيل أيضًا، ولو عدت صغيرة لاخترت أن أكون أمًا وزوجة، وسيدة مصرية تعترض عندما لا يعجبها شيئًا، وأكثر ما يدعو للفخر في حياتى هو اقتدائى بجدتى وابنى المهندس وابنتى المهندسة، وهما اللذان تخرجا في جامعة القاهرة، وتزوجا، ونجحت حياتهما الخاصة، فكللا حياتى الخاصة والعامة بنجاح.

> أخيرًا.. ماذا تنتظرين من المستقبل ؟
أنتظر خيرًا كثيرًا في الأيام المقبلة، بعد أن أحقق كل ما تعلمته في البرلمان الصغير، وآخذه إلى البرلمان الكبير لتكون حياة المصريين أجمعين في مكان أفضل مما هي عليه الآن، وأنتظر قصة نجاح شعب وامرأة شاركت في ثورتين غيرتا وجه مصر، ووجه كل فتاة تعيش فيها.
الجريدة الرسمية