رئيس التحرير
عصام كامل

في الذكرى الـ 116 لميلاد عميد المسرح العربي.."يوسف وهبي": أنتج أول فيلم عربي ناطق.. حصل على لقب "بك" بسبب أغنية في فيلم "غرام وانتقام".. و"الفاتيكان" منحه وسام الدفاع عن الكاثوليك

الفنان الراحل يوسف
الفنان الراحل يوسف بك وهبي

تمر اليوم ذكرى ميلاد يوسف بك وهبي، الذي ولد في 17 يوليو 1898 بمدينة الفيوم على شاطئ بحر يوسف، ونشأ وسط عائلة من الأثرياء، فكان والده "عبد الله باشا وهبي" يعمل مفتشًا للري بالفيوم وقام بحفر ترعة "عبد الله وهبى" بالفيوم، والتي حولت آلاف الأفدنة من الأراضي الصحراوية إلى أراضي زراعية، كما أنشأ المسجد المعروف باسم "مسجد عبد الله بك" المطل على كوبرى مرزبان، والذي كان يعتبر أكبر مسجد بالفيوم حتى وقت قريب.


بدأ يوسف وهبى حياته الفنية بإلقاء المونولوجات والتمثيل بالنادي الأهلي والمدرسة، بعدما تعلق بالفن بعد مشاهدته لفرقة الفنان اللبناني "سليم القرداحي" في سوهاج.
كان والده يريده أن يصبح فلاحا ولكنه التحق بالسيرك للعمل في التمثيل وانتقل بذلك إلى أدنى طبقة اجتماعية وقتها "المشخصاتية" والتي لم يكن معترفا بشهادتها أمام المحاكم.

قرر السفر إلى "إيطاليا" بعد الحرب العالمية الأولى للتعلم على يد الممثل الإيطالي "كيانتوني" بعد إلحاح من صديقه محمد كريم، وعاد إلى مصر عام 1921 ليرث عشرة آلاف جنيه ذهبية بعد وفاة والده.

بدأ وهبى في محاولة الارتقاء بالتمثيل مستخدما المال الذي ورثه عن أبيه، فأنشأ فرقة "رمسيس" في نهاية العشرينيات، وكانت مسرحية "المجنون" هي أول عمل مسرحي له وعرضت على مسرح "راديو" عام 1923 تلاها عدة مسرحيات كبيرة مثل (الموت المدني ـ راسبوتين ـ ابن الفلاح ـ بنت مدارس ـ أولاد الشوارع ـ ناكر ونكير ـ بيومي أفندي).

استمد معظم مسرحياته من الأعمال المترجمة لشكسبير وموليير واسبن، ويري البعض أن يوسف بك هو أول من أدخل الموسيقى التصويرية للمسرح قبل رفع الستار والتي لم تكن معروفة إلا في المسارح العالمية.

بدأ حياته السينمائية بعد إنشائه لشركة "رمسيس" السينمائية بالتعاون مع صديقه محمد كريم بفيلم "زينب" عام 1930 وكان قد تأخر في دخول السينما بسبب الحملة الدينية والصحفية التي تعرض لها بسبب أنباء عن تشخيصه لدور النبي "صلى الله عليه وسلم" في فيلم لشركة "ماركوس"، الألمانية بتمويل مشترك مع الحكومة التركية ولكنه تراجع بعد تهديد الملك فؤاد بسحب الجنسية المصرية منه.

في عام 1932 أنتج أول فيلم عربي ناطق مقتبسًا من إحدى مسرحياته وهو "أولاد الذوات" الذي قام بكتابته وبطولته، تلاه عدة أفلام مثل "الدفاع"، "المجد الخالد"، "ليلة ممطرة"، " ليلى بنت الريف" وعدد كبير من الأفلام والمسرحيات.
شارك في بطولة 60 فيلما وما لا يقل عن 40 فيلما من تأليفه وأخرج أكثر من 30 فيلما، أما المسرحيات فقد وصل عددها إلى 320 مسرحية وكان مسرح نجيب الريحاني الساخر هو أكبر منافس لمسرحه الذي اتسم بالميلودرامية.

و حصل يوسف وهبي على لقب "بيك" بسبب إحدى أغاني فيلم "غرام وانتقام" لأنها كانت تمجد في ذات العائلة المالكة، كما حصل أيضا على وسام تقدير من مجلس قيادة الثورة ودرجة الدكتوراة الفخرية عن مجمل عطائه للفن المصري، اُنتخب نقيبًا للممثلين عام 1953، وعمل مستشارًا فنيًا للمسرح بوزارة الإرشاد كما منحه بابا الفاتيكان وسام الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية، وهو أول مسلم يحصل على هذه الجائزة.
لُقب يوسف بك وهبي بـ "عميد المسرح العربي"، وتوفى في 17 أكتوبر عام 1982 بعد دخوله لمستشفى المقاولون العرب بعد إصابته بكسر في عظام الحوض نتيجة سقوطه في الحمام. توفي أثناء العلاج إثر إصابته بسكتة قلبية مفاجئة، وتخليدًا لذكراه كون محبوه في مسقط رأسه بالفيوم "جمعية أصدقاء يوسف وهبى"، وأقيم له تمثال أمام مقر هذه الجمعية بحي الجامعة بالفيوم على رأس الشارع الذي يحمل اسمه.
الجريدة الرسمية