لم يكن أحد في رأس الثلاث مئة (بداية القرن الرابع الهجري) أحفظُ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعِلله ورجاله من مُسلم ومن أبي داود ومن أبي عيسى (الترمذي)، وهو جارٍ في مضمار البخاري وأبي زُرعة..
مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن عثمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث الأصبحي الحميري المدني، أبو عبد الله، إمام دار الهجرة، أحد الأئمة الأربعة الفقهاء..
واجه الإمام الشافعي أزمة كادت تودي بحياته في زمن هارون الرشيد، لكنه نجا منها بفضل فصاحته، وبلاغته، وعلمه.. ثم حاولت حاشية الحاكم أن تستميله، بالعديد من الإغراءات لكنه رفض زهدا في المناصب..
كان الإمام مالك بن أنس، رحمه الله، قوي الشخصية، شديد الاعتداد بنفسه وعلمه، وكان الأمراء والزعماء يهابونه. وكان مداوما على العبادة، متفرغا للعلم، بعيدا عن السياسة..