رئيس التحرير
عصام كامل

وقفت في وجه الاحتلال الإسرائيلي وضد التهويد.. وفاة المربية علية نسيبة

وفاة المناضلة ضد
وفاة المناضلة ضد تهويد التعليم علية نسيبة
وفاة عليّة نسيبة، خبر جاء على استحياء في عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع الفلسطينية، فالعالم عرف علية نسيبة بالمربية المقدسيّة، التي سخّرت 60 عاماً من عمرها في التعليم وتنشئة طالباتٍ لا يخضع تعليمهن لمناهج الاحتلال الإسرائيلي، وفي سبيل الخروج من عباءة التهودي أسست مدرسة من أعرق مدارس القدس.


فالمربية المقدسية علية نسيبة نذرت نفسها للتعليم الفلسطيني في القدس ومحاربة كل المناهج الإسرائيلية التي تدخل في نظام التعليم هناك، على مدار أكثر من 60 عاماً، و"الست علية" كما يطلق عليها، تتذكرها أجيال وأجيال من الطالبات في القدس، حيث أسست مدرستها النظامية التي رعتها ورعت الطالبات فيها، منذ أن كانت في شبابها حتي تجاوزت التسعين من عمرها. 

رفضت علية نسيبة العمل تحت إشراف جهاز التعليم الإسرائيلي بعد 1967، وساندت الجهود لمحاربة مناهج الاحتلال، وأسست عام 1970 مدرسة "النظامية" للبنات، وحافظت فيها على تعليم المناهج العربية والمضامين الوطنية.



كانت ذاكرة المعلمة عليا نسيبة، 94 عامًا، تملأها ذكريات ستة عقود أمضتها في جهاز التعليم بمدينة القدس، عاشت خلالها تتابع النكبات التي وقعت بالمدينة، وتفجرت رغبتها في أن تكون من حماة المنهج المدرسي من التهويد بعد الاحتلال عام 1967. 

ولدت علية إبراهيم نسيبة عام 1927 لعائلة مقدسية عريقة، التحقت بالمدرسة المأمونية طالبة رسمية، وهي لم تتجاوز الرابعة من عمرها بعد. ودرست بالكلية الإنجليزية بالقدس الغربية، عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني في ثلاثينيات القرن الماضي، وتخرجت عام 1940 بعد حصولها على الثانوية العامة "المترك"، وهي شهادة لم يكن يسمح إلا للمتفوقين بخوض امتحانها.



كانت علية نسيبة تعيش على بُعد عشرات الأمتار من أسوار المسجد الأقصى في حي واد الجوز المقدسي، وبالرغم من الألام التي تواجهها والعقود الستة التي أمضتها في مجال التربية والتعليم، لكنها لم تكف عن التبسم وهي تسترجع مسيرتها كطالبة ثم معلمة ثم مديرة مدرسة. 

استمرت عليا نسيبة في إدارة مدرسة النظامية منذ عام 1970 وحتى 2005، حيث قدمت استقالتها بعد أن بلغت الـ78 من عمرها.

اختيرت المربية علية نسيبة شخصية القدس عام 2011، وكانت تقول دائما "بذلت الغالي والنفيس لتحقيق حلمي في تأسيس جيل من الفتيات القويات المحبات لوطنهن وللقدس".

الجريدة الرسمية