رئيس التحرير
عصام كامل

دير شبيجل: الرئيس الإيرانى يطرح صفقة على الغرب بشأن النووي

الرئيس الإيراني حسن
الرئيس الإيراني حسن روحاني

ذكرت مجلة دير شبيجل الألمانية أنها علمت من مصادر استخباراتية أن الرئيس الإيراني حسن روحاني من المقرر أن يطرح على الدول الغربية مقترحا بوقف تخصيب اليورانيوم في مفاعل فوردو النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران، وذلك قبل كلمته المتوقع أن يلقيها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الشهر الجاري.


وقالت المجلة -في تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت- إن "العقوبات الدولية التي أقرتها الدول الغربية ضد إيران يبدو أنها آتت ثمارها، ونجحت في التأثير على الاقتصاد الإيراني، بدليل أن روحاني بدأ في تقديم التنازلات لإنهاء التصادم والمواجهات المحتدمة التي استمرت لفترة طويلة بين الغرب وبلاده حول برنامجها النووي.

وأضافت أن هذا التنازل سيمثل نقطة تحول كبيرة وحساسة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، فوفقا للمصادر الاستخباراتية، فإن روحاني سيقترح على الغرب وقف العمل بمفاعل فوردو، الكائن في موقع قريب من مدينة قم الإيرانية، ويقع تحت سطح الأرض بنحو 70 مترا مما يجعله محصنا وغير قابل للتدمير بواسطة القنابل المخترقة للتحصينات، والذي يعمل فيه العلماء على الوصول بنسبة تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 % المطلوبة لإنتاج السلاح النووي رغم نفي طهران لسعيها لامتلاك هذه النوعية من الأسلحة.

وأشارت المجلة إلى ما يمثله مفاعل فوردو تحديدا، والبرنامج النووي الإيراني إجمالا، من تهديد خطير لدى الغرب..لافتة إلى عدم وجود ما يثير مخاوف الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين وإسرائيل، بما في ذلك ترسانة السلاح الكيماوي السورية، على نحو يضاهي مخاوفهم من منشآت إيران النووية كمفاعلات ناتانز وأصفهان وفوردو.

وأفادت المجلة بأن المقترح الذي يعده روحاني لا يقتصر على وقف العمل في مفاعل فوردو، بل يشمل أيضا السماح للمفتشين الدوليين بمراقبة إزالة أجهزة الطرد المركزي من المفاعل، على أن تقوم واشنطن وحلفاؤها الأوربيون في المقابل برفع العقوبات المفروضة على طهران بما في ذلك رفع الحظر المفروض على صادرات النفط الإيرانية، والسماح للبنك المركزي الإيراني بالعودة مجددا لممارسة أعماله على المستوى الدولي.

وأشارت إلى أن روحاني، في إطار إقدامه على تقديم مثل هذه التنازلات، قد يبادر بعقد مفاوضات من شأنها أن تؤدي لاستئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية مع واشنطن.

و وفقا للمصادر الاستخباراتية التي كشفت عن خطة روحاني، فإن وزير خارجيته محمد جواد ظريف سيلتقي الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوربي كاثرين أشتون في نيويورك الأحد المقبل لإطلاعها على الخطوط العريضة لهذه الصفقة، على أن يعلن عنها الرئيس الإيراني قبل أو خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية سبتمبر الجاري.

وقالت دير شبيجل إن ثمة "تطورات واعدة" على صعيد الملف النووي الإيراني قد حدثت مؤخرا، منها ما صرح به الرئيس الجديد لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية ووزير الخارجية السابق على أكبر صالحي للدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن بلاده مستعدة لتعزيز وتوسيع تعاونها مع الوكالة، ومنها ما كشف عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حديث لإحدى القنوات الأمريكية بشأن تبادله لرسائل مؤخرا مع نظيره الإيراني، ورغم أن أوباما لم يكشف عن محتوى هذه الرسائل إلا أن بعض المصادر الإعلامية رجحت أن يمهد هذا الأمر الطريق أمام رئيسي البلدين لعقد لقاء بينهما للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979.

و أوضحت أن روحاني، الذي تولى منصبه رسميا الشهر الماضي، يسير على نهج مقبول، فهو يخاطر بفقدان التأييد على المستوى الداخلي في حال فشله في الحصول على تنازلات كبيرة من الطرف الآخر في مقابل كل تنازل سيقدمه لهذا الطرف، كما أن الرئيس الإيراني لا يمكنه تحمل تبعات طرح مسألة حق بلاده في تخصيب اليورانيوم ضمن هذه الصفقة، فهو الحق الذي أكد عليه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئي، كما دافع عنه روحاني نفسه في أكثر من مناسبة أثناء عمله كمفاوض مسئول عن الملف النووي الإيراني من قبل.

وأشارت المجلة إلى احتمالات أن يتعرض روحاني بسبب هذه التنازلات لانتقادات واسعة من الحرس الثوري صاحب القوة والمعروف بنهجه الراديكالي، وأن يصبح الرئيس الإيراني خائنا من منظوره وأن يصبح في موضع شكوك دائمة، خاصة إذا ما أدرج حق طهران في تخصيب اليورانيوم ضمن الصفقة التي سيطرحها على الغرب.
الجريدة الرسمية