رئيس التحرير
عصام كامل

ثالث أغلى الإرهابيين.. من هو "أبو عبيدة" الذي رصدت أمريكا ملايين الدولارات لاصطياده

أبو عبيدة يوسف العنابي
أبو عبيدة يوسف العنابي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب ال
عرضت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، مكافأة مالية قدرها 7 ملايين دولار مقابل أي معلومة تؤدي إلى تحديد مكان وجود زعيم "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أبو عبيدة يوسف العنابي.


وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: إن المطلوب الجزائري، المعروف أيضًا باسم يزيد مبارك، أصبح في نوفمبر 2020 زعيمًا للتنظيم خلفًا لمواطنه عبد المالك دروكدال، الذي قُتل في يونيو 2020 في شمال مالي بأيدي القوات الفرنسية.

وأضافت: "نشجع أي شخص لديه معلومات عن أبو عبيدة يوسف العنابي على إرسال رسالة نصية إلى (المكافآت من أجل العدالة) عبر سيجنال أو تلجرام أو واتساب.. علمًا أن كافة الاتصالات والمعلومات ستبقى في سرية تامة".



هذا الرقم الضخم الذي رصدته واشنطن لاصطياد زعيم القاعدة في بلاد المغرب العربي".. يطرح سؤالًا مهمًا: من هذا الرجل؟

أبو عبيدة يوسف العنابي.. اسم يعرفه المغاربة جيدًا بعد أن تردد كثيرًا مع كل عملية إرهابية نفذها فرع القاعدة في شمال أفريقيا والساحل، وكانت البداية في نوفمبر الماضي حين عيّن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب (أبو عبيدة) على رأس التنظيم خلفًا للجزائري عبد المالك دروكدال الذي قُتل بيد القوات المسلحة الفرنسية في يونيو الماضي شمالي مالي.

 الإرهابي "الثمين" 
لم يكن "العنابي" أول إرهابي على قائمة المكافآت الأمريكية، بل سبقه "كبار رؤوس أخطر التنظيمات الإرهابية".

ومنذ الثاني من يونيو2021، بات الإرهابي أبو عبيدة يوسف العنابي "ثالث أغلى الإرهابيين" في العالم بقيمة ضخمة وصلت إلى 7 ملايين دولار.

وسبق أن رصدت الولايات المتحدة قبل ذلك أكبر مكافئتين للإدلاء بمعلومات عن مكان تواجد الإرهابيين زعيمي القاعدة السابق أسامة بن لادن وتنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغداي، والتي وصلت قيمتها إلى 25 مليون دولار لكل واحد منهما.


كما وضعت واشنطن مكافأة بـ5 ملايين دولار للبحث عن الإرهابي رمزي يوسف أحد العقول المدبرة لهجمات 11 سبتمبر 2001، وكذلك مكافأة أخرى بـ15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن 3 إرهابيين مرتبطين بتنظيم القاعدة في سوريا وهم: أبو عبد الكريم المصري وفاروق السوري وسامي العريدي.

السفاح 
تقارير إعلامية أمريكية تحدثت عن أن رصد مكافآت مالية لاصطياد الإرهابيين في بعض مناطق العالم لا يتم إلا في حالات استثنائية تكون مرتبطة بالأساس بـ"أخطر القضايا"، في حين تلتزم بالسرية التامة على هُويات بقية المطلوبين ونوعية المعلومات عنهم.

وسبق للخارجية الأمريكية أن أدرجت الإرهابي أبو عبيدة يوسف العنابي ذو الأصول الجزائرية في 10 سبتمبر 2015 على قائمتها السوداء للإرهاب، ووصفته بـ"الإرهابي العالمي المصنف في شكل خاص".

كما أدرجته الأمم المتحدة على لوائح الإرهاب العالمي في 29 فبراير 2016 لارتباطه بتنظيم القاعدة الإرهابي، ومشاركته في تمويل أعمال وأنشطة ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" والتخطيط لها أو تيسير القيام بها أو ارتكابها والمشاركة فيها.

خبير الاقتصاد والإرهاب 
وتتضح "خصوصية" الإرهابي المكنى بـ"العنابي" من مسيرته الإجرامية التي تمتد على مدار 30 عامًا، بدأها من الجزائر وامتدت إلى مالي وبقية الساحل.


وأبو عبيدة يوسف العنابي واحد من أكثر الإرهابيين دموية في منطقة المغرب العربي والساحل، وممن يزعمون أن الأعمال الإرهابية "جهاد في سبيل الله".

اسمه الحقيقي مبارك يزيد ويكنى بـ"أبو عبيدة يوسف العنابي"، وترجع تسميته بـ"العنابي" إلى مسقط رأسه بمدينة "عنابة" الساحلية الواقعة شرقي الجزائر، والتي حصل فيها على شهادة بكالوريوس في الاقتصاد.

وهو واحد من مؤسسي التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بالجزائر عام 2004 مع الإرهابي المقبور عبدالمالك درودكال، والتي اقترفت عدة عمليات إرهابية ضد مدنيين وقوى الأمن، خصوصًا بالمناطق الشرقية.

وفي نوفمبر 2009، نجا الإرهابي أبو عبيدة العنابي من الموت بعد أن تمكن الجيش الجزائري من إصابته بجروح بليغة إثر كمين عسكري بمنطقة "امسوحان" التابعة لمحافظة لولاية تيزيوزو شرقي البلاد. 

وخلال تلك العملية نجح الجيش الجزائري في القضاء على 3 إرهابيين من قادة تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الإرهابي حينها.

غير إن التحاقه بالجماعات الإرهابية كان قبل ذلك بأكثر من 10 سنوات؛ إذ كان واحدًا من الإرهابيين الذي تلقوا تدريبهم في أفغانستان أوائل التسعينيات، قبل أن يلتحق بما كان يسمى "الجيش الإرهابي للإنقاذ" بالجزائر عام 1993 مع الإرهابي درودكال، والذي كان يمثل الجناح العسكري للجبهة الإرهابية للإنقاذ الإخوانية المحظورة.

كان الإرهابي "العنابي" ظل الزعيم السابق للتنظيم الإرهابي درودكال، وبعد مبايعته لتنظيم القاعدة الإرهابي في 24 يناير عام 2007، تغير اسم التنظيم إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب"، والذي كان ينشط في المرتفعات الجبلية الوسطى والشرقية في الجزائر.

ونتيجة للضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم الإرهابي من قبل الجيش الجزائري، وتمكن خلالها من قتل واعتقال عدد كبير من أمرائه وقيادييه، استطاع الإرهابي العنابي الفرار من الجزائر عبر تونس ثم إلى مالي، ليتحلق بالجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل.


وفي فبراير 2017 أصدر القضاء الجزائري حكمًا بالإعدام غيابيًا على الإرهابي عبد المالك درودكال المكنى بـ"أبو مصعب عبد الودود" مع 24 إرهابيًا يتواجدون في حالة فرار خارج الجزائر بينهم الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة مبارك يزيد (العنابي)، وصدرت بحقهم أوامر دولية بالقبض.

وكان العنابي واحدًا من المؤسسين للتنظيم الإرهابي "نصرة الإسلام والمسلمين" في شمال مالي، وهو التنظيم الذي ضم الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة الأم في المغرب العربي والساحل.

الجريدة الرسمية