رئيس التحرير
عصام كامل

«مصطفى» ميكانيكي أسيوط الكفيف.. فقد بصره صغيرا وأصبح الأشهر في بلدته.. بالتدريب والمثابرة أتقن إصلاح وصيانة الموتسكيلات

فيتو
فقد البصر ولكن سكنت قلبه أبواب البصيرة، "الأسطى مصطفى" أشهر ميكانيكي موتوسيكل بمحافظة أسيوط، تحدى الإعاقة وفقدانه للبصر وراهن على بصيرته، تمسك بالحياة والأمل وبثقته العالية نافس كبار الميكانيكية في منطقته وذاع صيته بين الأنحاء.




ضرب الأسطى مصطفى مثالا رائعا في الرضا بقضاء الله وقدره بل وشكر الله على نعمه، فإن نقصت أحدها عوضها بأخرى، ذهب ضياء عينيه وفقد البصر وباتت الدنيا ظلام فأشعل نور البصيرة وأضاء قلبه ونوافذ حياته وبات يرى بها أدق أدق التفاصيل التي يعجز عنها المبصرون.

بالتدريب والمثابرة على دراية تامة بمكونات الموتوسيكلات والتروسيكلات بمجرد لمسها، يعرف أين الداء وكيف دواؤه، وبإحساسه العالي تمرد على الإعاقة وأصبح بارعا في فن تصليح وميكانيكا الموتوسيكلات.





ورشة الأسطى مصطفى

في محله الصغير ظهرت الموهبة الكبيرة، تقع ورشة الأسطى مصطفى لإصلاح الدراجات النارية بقرية العصارة بمركز الفتح التابع لمحافظة أسيوط، من هناك امتهن مصطفى مهنته يذهب إليها يوميا يجد فيها أمله وقوت يومه وخروجه من دائرة الظلام لدوائر الضوء بالدرجات، ورغم تعرضه لفقدان البصر إلا أنها لم تؤثر عليه بل نماها حتى أنه برع فيها أكثر من بعض المبصرين واستزاد من إمكانياته من خلال البحث على الحلول عن طريق اللاب توب خاصته، ليؤكد أن النور في القلوب والإعاقة ما هي إلا اختلاف يزيد الشخص تفردا.

التقت فيتو بمصطفى محمد مصطفى الطالب الكفيف بالصف الثاني الثانوي بمدرسة النور والأمل بمحافظة أسيوط، بمقر ورشته الصغيرة لإصلاح الدراجات البخارية بقرية العصارة والتي حولته لأسطورة أمل واجتهاد.

ميكانيكا الموتوسيكلات
في البداية، قال مصطفى: كنت أعمل مع والدي في ورشة ميكانيكا السيارات منذ كنت في الـ ٥ من عمري رغم إصابتي بفقدان البصر، وكنت أساعده في بعض الأشياء البسيطة، ولذلك تطورت علاقتي بالمفكات والميكانيكا ولكنني وجدت سهولة في ميكانيكا الموتسيكلات، مع مرور الوقت والتدريب أصبحت على دراية تامة بمكونات الموتسيكلات والدراجات البخارية بجميع أنواعها وأشهر الأعطال وكيفية إصلاحها، وكان لوالدي الفضل الأول في ذلك.




ضعف في شبكة العين ثم عمى كلى

وتابع مصطفى: كنت مبصرا في الصغر وأصبت بضعف في شبكية العين ظل يتضاعف اللي أن فقدت البصره كليا في العام الأول من عمري، لافتا أن أسرته لم تبخل عليه بالكشف والعلاج وذهبت به لأشهر الأطباء في أسيوط والقاهرة وبعض المحافظات ولكن كان امر الله نافذ وفقد بصره ورغم ذلك لم يستسلم وبدأ في استئناف دراسته بمدرسة النور والأمل وإكمال طريقه العملي في إصلاح الدراجات البخارية حتى صار له زبائن يطلبونه بالاسم للكشف وفحص مركباتهم وإصلاح أعطالها التي عادة ما يقتاتون منها أكل عيشهم وخاصة انه ملتزم بالمواعيد ويقضي أغلب وقته في ورشته ويتقن عمله

التنمر والسخرية

 أكد الاسطى مصطفى أنه تعرض في بداية الأمر للتنمر وللسخرية خاصة حينما قرر أن يعمل في ورشته وينفرد عن والده ويكمل في إصلاح الموتسيكلات نظرا لظروف إعاقته ولكنه صمم على إكمال طريقه رغم تشكيك البعض في قدرته على التصليح وبعد عدة تجارب أصبح قادرا بكل سهولة على فك وتركيب كل ما يخص الموتوسيكل وزادت أعداد زبائنه وأصبح له ماله الخاص ويحب عمله وينمي معرفته به من خلال لاب توب سلمه له اللواء عصام سعد محافظ من إحدى المؤسسات الخيرية لمساعدته في عمله بورشة التصليح وإذا توقفت معه بعض الأعطال كان يلجأ لحلها من خلال ومن خلال الاستفادة من خبرات والده.

أعمل بإحساسي بالأشياء

وأضاف مصطفى: أي ميكانيكي يحتاج لمساعدة ان كان كفيف أو صحيح لذلك يلجأ أحيانا لمساعدة أشقائه الصغار وخاصة في تركيب الموتور والشنبر الذي يحتاج لترتيب بعينه من الداخل حسب اللون وبعض المكونات حسب الحجم مما يصعب عليه تنفيذه بمفرده، اما باقي المكونات فيستطيع مصطفي حلها وتركيبها باحساسه ونور بصيرته وحسب مهاراته وتدريب فأولا يمسك الصامولة ويعرف مقاسها ويمسك مرة الأخرى المسمار المناسب لها في المقاس ويبدأ في ربطها مشيرا ان الكثير من جيرانه وزبائنه يشجعونه على العمل ويثنون على تفوفه في الإصلاح ويوجهون له الشكر حتى على صفحات الفيس بوك.

مناشدة السيد الرئيس

وناشد مصطفى الرئيس عبد الفتاح السيسي بمساعدته في علاج عينيه أو توفير عائد مادي ثابت يعيش منه ويضمن له تقلبات الحياة، لافتا إلى أنه يثق في كرم الله وخاصة انه حباه سمعة طيبة ومهارة عالية وثقة كبيرة في تحدى الإعاقة والانتصار عليها.
الجريدة الرسمية