رئيس التحرير
عصام كامل

حاربت الجهل والسرطان في سن السبعين.. أكبر باحثة ماجستير ترفع شعار لا يأس مع الحياة.. وتوجه رسالة مهمة للشباب ووزير التعليم

الحاجة امال باحثة
الحاجة امال باحثة الماجستير مع محررة فيتو بالدقهلية
"بعد ما شاب ودوه الكتاب" مقولة تتردد منذ زمن بعيد ولكن كسرتها الحاجة آمال إسماعيل متولى 78 سنة بنت مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، بعد أن اتخذت قرارا باستكمال تعليمها وهي في سن الـ 38 عاما، إلى أن سجلت الماجستير بآداب المنصورة وهي في عمر ٧٥ عاما.





كشفت السبعينية باحثة الماجستير عن أنها استكملت  تعليمها، وحصلت على الشهادة الإعدادية عن عمر 38 عاما، والثانوية العامة بعمر 71 عاما، وحصلت على ليسانس آداب قسم اجتماع عن عمر 75 عاما، ولم تكتف بذلك بل قررت الحصول على الماجستير وتعمل حاليا عليها وتنتظر موعد مناقشة الرسالة وعمرها 78 عاما.



وتابعت: بعد نجاحي في الليسانس احتفل بي جميع زملائي وعميد الكلية ووكيلها وعندما صعدت للمنصة لألقى كلمة، أخبرتهم جميعا أنه لا يوجد يأس مادام هناك أمل.



ووجهت  باحثة الماجستير رسالة  لكل شاب عازف عن التعليم: لا تضيع عمرك حتى لو بتشتغل وتمتلك أموالا فلا غنى عن العلم، يكفى أن أول آية نزلت في القرآن كان بدايتها "اقرأ"، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم" إن الملائكة لا تضع أجنحتها لطالب العلم حتى يرجع".




ووجهت آمال رسالة إلى الرئيس السيسي وزوجته: " شكرا على اللي انتم بتعملوه في مصر ومتخافوش من سد النهضة، وعن قلة المطر ربنا هينزل علينا مطر كتير".




وناشدت آمال الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم بتجهيز الأدوات التعليمية أولا قبل التعليم الإلكتروني، حيث إن المصريين هم أساس العلم فى كل البلاد العربية، بداية من المرحلة الابتدائية وحتى التعليم الجامعى، فيجب علينا ضبط أدواتنا لسير العملية التعليمية الإلكترونية بشكل صحيح.



وتمنت أمال ان تذهب مرة أخرى إلى بيت الله الحرام، وعن التغيرات التى مرت بها على مر سنوات عمرها، هى انها اصبحت اكثر هدوءا، حيث كانت تتسم بالعصبية.



وقالت آمال تزوجت في سن الـ ١٤ عاما ولم اكمل مرحلة التعليم الأساسي بل خرجت من التعليم من الصف الثاني الاعدادي رغم تفوقها، وتزوجت وانجبت من الأبناء ٤ بنتين وولدين، وحرصت وكرست حياتى لهم فتخرجا مهندسين وأطباء، الدكتور المهندس محمد العدوي، والمهندس مصطفي العدوي ، والدكتورة سونة العدوي طبيبة بشرية والدكتورة شرين العدوي دكتوره في الأدب.

 

وتابعت: توقفت عن الدراسة وعمري ١٢ عاما، لانه قديما فى الريف تتزوج الفتاة فى سن مبكر وهذا كان أهم من التعليم، وعبرت عن حبها الشديد لزوجها، فكان لطيف وقريب مني في السن وكان وسيم وجميل ويمتلك حسن الخلق.



وأكدت آمال على شغفها وحبها الشديد للقرأة ، فكان يحضر زوج اختها الكتب والمجلات، ويحفذها على القراءة،وانها قرأت لكبار الكتاب مصريين وأجانب، فكانت تعشق رواية مدينتين لتشارلز ديكنز.




و أشارت آمال أنه منذ اليوم الاول لتركها المدرسة ،كانت أمنية حياتها هى استكمال تعليمها ،حيث انها انهت الصف الثانى الاعدادي، وعادت فى سن ال ٣٨ عندما سافر زوجها ، الى ليبيا و انتهزت الفرصه وحصلت على الشهادة الاعداديه.



وظل يراودها أمل التعليم إلى أن أكملت تعليمها الإعدادي وهي في سن ٣٨ عاما حين سفر زوجها الي ليبيا ، وبعدخا سافرت لزوجي وأصبت بالكانسر ، وتوفي زوجي إبان الثورة في عام 2011.




وأصبحت وحيده ويمر بي العمر ولا يفارقني التفكير في استكمال تعليمي وشجعتني نجلتي وبالفعل في عام ٢٠١١ أتمتت تعليمي الثانوي عن عمر يناهز ٦٨ عاما وإلتحقت بكلية الاداب قسم اجتماع جامعة المنصورة لأتم التعليم الجامعي وعمري ٧١ عاما.




وتابعت الحاجة أمال كنت حريصة علي ان ألتحق بكلية الاداب قسم إجتماع لحبي وشغفي برواد الأدب أمثال طه حسين 

واكدت الحاجة آمال علي انها قامت بتسجيل الماجستير في عام ٢٠١٨ ، وإنتهت من هيكل الرسالة تحت إشراف الدكتورة فتحية السيد الحوتي أستاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الأداب جامعة المنصورة، الدكتورة نورا طلعت اسماعيل أستاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الأداب جامعة المنصورة.


وبعد انهاء أبنائى تعليمهم وزواجهم ، أصبت بالسرطان مرتين ،ولم أخاف منه وانتصرت عليه ،وكنت دائما أردد "انا مش هموت بيك".



وفى بداية اول يوم دراسى بالجامعة ، تعجب زملائي والأستاذة لكبر سنى، فأتذكر عندما دخل دكتور بالمحاضرة وظل ينادى "يا أستاذه يامدام " ولم أنتبه له وعندما قال يا "حاجة" قولتله نعم قالي ده مكان تلقي علم مش مكان انتظار قولتله انا جايه اتلقي علم انا طالبه واظهرت له الكارنيه وبدا يتكلم معى، ونتناقش حول التوحد، وعلمت حينها أنه ليس له علاج ولا سبب وانا قرات كتاب لامينه السعيد اول حاله كتاب عن التوحد.
الجريدة الرسمية