رئيس التحرير
عصام كامل

سنن وآداب الجمعة المستحبة.. بها تغفر الذنوب

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة
يوم الجمعة له مكانة كبيرة؛ وله سنن وآداب ينبغي الحرص عليها، فسنن يوم الجمعة بها يغفر الله الذنوب والحرص على سنن وآداب يوم الجمعة يرفعه مكانته والحصول على الحسنات وتكفير الذنوب والسيئات.


ويوم الجمعة يختص بكثيرٍ من الفضائل؛ ومنها صلاة الجمعة وخطبتها، فيحرص المسلمون على الاجتماع لأداء صلاتها، وينبني على هذا الاجتماع الكثير من الآثار العظيمة؛ حيث يتعارف فيها المسلمون، ويتعاونون على البر والتقوى، ويستمعون لخطبة الجمعة وعظاتها الطيبة، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويتعلّمون أمور دينهم خاصة إذا أوْلى الخطباء العناية بخطبهم، ويتناصحون فيما بينهم بالخير، ويعرّف لفظ الجمعة في اللغة والاصطلاح بما يأتي:

أعمال الجمعة المستحبة
الجمعة لغةً: تعرّف الجمعة في اللغة بأنّها ضمّ الشيء إلى بعضه وجمعه، وجمعها جُمَع بضمّ الجيم وفتح الميم، أو جُمُعات بضمّ الجيم والميم، وتُقرأ على ثلاث قراءات؛ هنّ: الجمُعة بضمّ الميم كما اشتُهر، والجمَعة بفتح الميم وتدلّ على صفتها من حيث اجتماع الناس مع بعضهم البعض، والجمْعة بتسكين الميم؛ تخفيفاً. الجمعة اصطلاحاً: يومٌ من أيام الأسبوع يتميّز بصلاةٍ خاصّةٍ تسمى صلاة الجمعة.

تسمية يوم الجمعة
 كان يوم الجمعة يسمّى في الجاهلية بيوم العروبة، ثمّ سُمي بيوم الجمعة على اختلافٍ في وقت تسميته؛ فقيل إنّه سمّي بذلك قبل الإسلام، وكان من سمّاه كعب بن لؤي، حيث كان يوماً يجتمع فيه مع قريش ويعظهم ويخطب بهم، وقيل إنّه سمّي بذلك بعد الإسلام.

اقرأ أيضا.. ثواب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. وهل الاستماع إليها يغني عن قراءتها؟

أعمال الجمعة المستحبة
ويعود سبب تسمية يوم الجمعة إلى عدّة أقوالٍ مختلفةٍ ومتعدّدةٍ، وهي: القول الأول: إن الله -تعالى- خلق آدم -عليه السلام- فيه. القول الثاني: فيه جمعٌ وفيرٌ من الخير والبركة. القول الثالث: فيه اجتماع الناس لأداء صلاة الجمعة في المكان الجامع لها. القول الرابع: جمع الله -تعالى- آدم -عليه السّلام- مع حوّاء في الأرض يوم الجمعة. القول الخامس: إنّ كمال الخلق كان قد جُمع فيه. القول السادس: لأنّ أسعد بن زرارة كان يجتمع فيه مع نفرٍ من الأنصار يذكّرهم ويرشدهم.

 سنن ومستحبات يوم الجمعة
 يستحبّ للمسلم في يوم الجمعة أداء بعض الآداب، ومنها: أن تكون هيئته نظيفة؛ وذلك بقصّ الأظافر، ونتف الإبط، وهذا من السّنن باتفّاق الحنفية والشافعية والحنابلة والمالكية، الاغتسال في ذلك اليوم، ودليل ذلك قول النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (من غسَّل يومَ الجمعةِ واغتسل، ثم بكَّر وابتكر، ومشى ولم يركبْ، ودنا من الإمام، واستمع، وأنصت، ولم يَلْغُ، كان له بكلِّ خطوةٍ يخطوها من بيتِه إلى المسجدِ، عملُ سَنَةٍ، أجرُ صيامِها وقيامِها) وهو سنّةٌ مؤكدّةٌ، إلّا من احتلم أو علقت به رائحة كريهة تؤذي الناس فالحكم في هذه الحالة الوجوب، ويمتدّ وقت الاغتسال من حين طلوع فجر الجمعة إلى ما قبل أداء صلاة الجمعة، والمستحبّ في ذلك أن يكون الاغتسال في وقتٍ متأخرٍ قبل الذهاب إلى صلاة الجمعة.

 استخدام السّواك؛ وهو عودٌ صغيرٌ أو ما شابه يستعمل لإزالة ما علق بالأسنان، ومن السّنة استخدامه يوم الجمعة بإجماع الفقهاء الأربعة.

 استعمال الطيب، وهو من أحبّ الأمور إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ويسنّ التّطيب يوم الجمعة للرجال خاصّةً عند الذهاب إلى صلاة الجمعة، حيث يجتمع غالب المسلمين في المساجد، وموضع التطيّب يكون في اللحية والرأس، ويجوز التطيب بالمسك والبخور، أو أيّ نوع طيبٍ تحصل به الرائحة الجميلة، والأفضل التطيّب بالمسك.

ارتداء أفضل الثياب وأنظفها وأجملها؛ اقتداءً بفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهناك محلّ اختلافٍ بين الفقهاء من حيث اللون، وفيما يأتي بيان آرائهم: الشافعية والحنفية: قالوا إن الأفضل ارتداء الثياب ذات اللون الأبيض.

المالكية: ذهبوا إلى أن المندوب ارتداء اللون الأبيض، وإن وافق يوم الجمعة يوم عيدٍ أو نحوه فالأفضل ارتداء اللباس الجديد وإن لم يكن أبيضاً، وإن خرج المسلم يوم العيد لأداء صلاة الجمعة فيُندب الأبيض، ويكون بذلك قد جمع بين بالأمرين. الحنابلة: يُندب ارتداء اللون الأبيض فقط يوم الجمعة. الذهاب مبكّراً إلى صلاة الجمعة، ودليل ذلك ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إِذَا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، كانَ علَى كُلِّ بَابٍ مِن أبْوَابِ المَسْجِدِ المَلَائِكَةُ، يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فَالأوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وجَاؤُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ).

الإكثار من الصلاة على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في يوم الجمعة وليلته،  وللصلاة على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- العديد من الفضائل العظيمة، فيما يأتي ذكرٌ لبعضها:[١٧] نيل فضل صلاة الله عشر مراتٍ على المصلّي على النبي مرةً. العلوّ في درجات الجنان عشر درجاتٍ.

 استجابة الدعاء. نيل عشرة حسناتٍ ومحو عشرة سيئاتٍ. نيل شفاعة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والقرب منه يوم القيامة. مغفرة الله -تعالى- لخطايا وذنوب المصلّين على النبي. حصول البركة في شتّى مناحي حياة المصلّي. الفوز برحمة الله -تعالى- في الدنيا والآخرة. الجمع بين أنواع الذكر، وبالتالي نيل المزيد من الأجر. سببٌ لكفاية المسلم همومه وغمومه.

تلاوة سورة الكهف؛ فتلاوتها مستحبّةٌ يوم الجمعة، ودليل ذلك قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (مَن قرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجمُعةِ سطَعَ له نورٌ من تحتِ قَدَمِه إلى عَنانِ السماءِ يُضيءُ به يومَ القيامةِ، وغُفِرَ له ما بينَ الجمُعَتَينِ)، ويكون وقت تلاوتها كلّ يوم جمعة سواءً في اليوم أو الليلة.
الجريدة الرسمية