رئيس التحرير
عصام كامل

المفتي يحسم الجدل حول حكم تناول لقاح كورونا في نهار رمضان

لقاح فيروس كورونا
لقاح فيروس كورونا
مع استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد، ودخول شهر رمضان المبارك، تكثر الأسئلة الشرعية المتعلقة بأحكام الصيام في زمن الكورونا، خاصة مع استمرار حملة تطعيم المواطنين بلقاح الفيروس المستجد، ومن تلك الأسئلة هي "هل تناول اللقاح الخاص بفيروس كورونا يبطل الصيام".


من جانبه، أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن تناول الإنسان للقاح فيروس كورونا في نهار رمضان عن طريق الحقن لا يفطر الصائم، لأن اللقاحات والتطعيمات بهذا الشكل ليست أكلا ولا شربا ولا هي في معناهما.

وأضاف " المفتي" في حواره لـ"فيتو"، أن تعاطي اللقاحات يكون عن طريق الحقن بالإبرة في الوريد أو العضل أو في أي موضع من مواضع ظاهر البدن ليس من المنفذ الطبيعي المعتاد كالفم والأنف المفتوحان ظاهرا؛ ومن ثم؛ فلا يفطر الصائم بها.

وأوضح مفتي الجمهورية أن شرط نقض الصوم أن يصل الداخل إلى الجوف من منفذ طبيعي مفتوح ظاهر حسا، لا من منفذ غير معتاد كالمسام والأوردة التي ليست منفذا منفتحا، لا عرفا ولا عادة.

حكم التطعيم بلقاح كورونا في رمضان 
وفي سياق متصل، أكد مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أن الصائم لا يفطر بالتطعيم ضد ڤيروس كورونا، ما دام أن اللقاح المستخدم في التطعيم يدخل بدنه عن طريق الجلد بالحقن، فالجلد ليس منفذًا للجوف، وإن كان الأولى تأخيره لما بعد الإفطار.

وأشار إلى أن جميع لقاحات كورونا التي أنتجتها الشركات العالمية كـ(فايزر، وسبوتنيك V، وموديرنا) وغيرها، تعمل عن طريق حقن جزء من شفرة الفيروس الجينية في الجسم (الذراع)؛ لتحفيز جهاز المناعة وإعداده للتعامل مع العدوى.

وأضاف المركز عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الإجتماعي فيس بوك أن اللقاحات والتطعيمات بهذا الشكل ليست أكلًا ولا شربًا ولا هي في معناهما، كما أن تعاطيها يكون عن طريق الحَقن بالإبرة في الوريد أو العضل (العضد، أو الفخذ، أو رأس الألية) أو في أي موضعٍ مِن مواضعِ ظاهرِ البَدَنِ ليس من المنفذ الطبيعي المعتاد كالفم والأنف المفتوحان ظاهرًا؛ ومن ثمَّ؛ فلا يفطر الصائم بها

وأوضح أن شَرْطَ نَقْضِ الصوم أنْ يَصِلَ الداخلُ إلى الجوف مِن منفذٍ طَبَيعي مفتوحٍ ظاهر حِسًّا، لا من منفذ غير معتاد كالمسام والأوردة التي ليست مَنْفَذًا مُنفَتِحًا، لا عُرفًا ولا عادةً.

واستشهد المركز في حديثة بقول ابن نجيم: (قَوْلُهُ: أَوْ ادَّهَنَ أَوْ احْتَجَمَ أَوْ اكْتَحَلَ أَوْ قَبَّلَ، أَيْ لَا يُفْطِرُ؛ لِأَنَّ الِادِّهَانَ غَيْرُ مُنَافٍ لِلصَّوْمِ، وَلِعَدَمِ وُجُودِ الْمُفْطِرِ صُورَةً وَمَعْنًى وَالدَّاخِلُ مِنْ الْمَسَامِّ لَا مِنْ الْمَسَالِكِ فَلَا يُنَافِيهِ كَمَا لَوْ اغْتَسَلَ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ، وَوَجَدَ بَرْدَهُ فِي كَبِدِهِ). [البحر الرائق شرح كنز الدقائق لابن نجيم (2/ 293)]

لقاح فيروس كورونا 

وقال أبو البقاء الدَّمِيري في شرحه لشرط الإمساك عَن وَصُول العَيْن إِلَى ما يُسَمَّى جَوْفا «من شروط الصوم»: (واحترز بالجوف عما لو طعن فخذه أو ساقه أو داوي جرحه، فدخل ذلك إلي داخل المخ أو اللحم ... فإنه لا يفطر؛ لأنه لا يسمى جوفًا، وكذلك إذا افتصد ووصل المبضع إلى داخل العرق، فكل ذلك لا خلاف فيه). [النجم الوهاج في شرح المنهاج لأبي لبقاء الدميري (3/ 295)]

وانتهى إلي أن تعاطي هذا اللقاح في نهار رمضان عن طريق الحَقن بالإبرة في الذراع (العضد) لا يفطر به الصائم؛ لأنه دخل بدنه عن طريق الجلد، والجلد ليس منفذًا للجوف، وإن كان الأولى تأخير تعاطي اللقاح لما بعد الإفطار؛ لما قد يحتاج إليه الإنسان من تغذية أو علاج بعد التطعيم.

صوم مخالط مريض كورونا 
ورد سؤال إلى الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، يقول فيه صاحبه: "هل يجوز للمريض بكورونا أن يصوم وهل المخالط له إذا أراد أن يفطر فهل يحق له الإفطار؟".

ومن جانبه، قال أستاذ الشريعة الإسلامية إن هذا السؤال سوف يفتح أمرا وأن نجعل منه قاعدة للمشتغلين بالفتي والدعوة، منوها بأنه في الأمور الطبية الأطباء في تخصصهم الطبي هم أهل ذكر، مستشهدا في ذلك بقول الله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}،[ النحل:43].

الصيام في زمن الكورونا
وأضاف كريمة، في تصريحات له أن أي أمر طبي الأول في ذلك هو رأي الطبيب، ثم بعده رأي الفقيه، مشيرا إلى أن بعض الأسئلة أيضا كمثل أخذ المرأة الحبوب لتأخير الدورة الشهرية، فإذا أجاب الطبيب الثقة المتمرس ونحن لا نملك في العمل الفقهي الإفتاء إلا أن نثمن ما قاله الطبيب، وهكذا تكون قاعدة.

فيروس كورونا
كما أكد  "كريمة" أن الطيب لو قال للشخص المريض بكورونا أو من عنده اشتباه أفطر عليه أن يفطر، مستشهدا في ذلك بقول الله تعالى {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ}، [البقرة:184].

وأوضح كريمة أنه إذا كان يوجد مجرد ظن أو الانسان ممكن ان يتحمل والطبيب قال ذلك، مشيرا إلى أن الله بعد أن يرخص سيقلل الرخصة، مستشهدا في ذلك بقول الله تعالي {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، [البقرة:184].

وضرب أستاذ الشريعة مثلا في ذلك بأنه لو أن شخصا سافر أكبر من مسافة القصر داخل البلاد أو خارجها فالإنسان كمسافر له أن يفطر، ولكن لو أن قوته وصحته تتحمل السفر الله- سبحانه وتعالى- رخص للإنسان الفطر ولكن قال له في الآية الكريمة {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ }،[ البقرة:184].

وقال إنه يرى أن رأى الطبيب هنا هو الفيصل في هذا الأمر، ثم أيضا إحساس الإنسان أيضا وإذا كان يتحمل عليه ان يصوم ولكن لا يتحمل عليه أن يفطر.

وأكد كريمة أن من لطائف التنزيل أن الله ذكر الرفق واليسر في في أشق عبادتين، مستشهدا في ذلك بقول الله تعالى {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}،[ البقرة: 185]، وفي قوله تعالى {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ}،[ الحج:78].
الجريدة الرسمية