رئيس التحرير
عصام كامل

"الأزهري" يرد على مصطفى العدوي: المدرسة الأشعرية تعتصم بكتاب الله وسنة الرسول

الدكتور علي الأزهري
الدكتور علي الأزهري عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر

قال الدكتور علي الأزهري، من علماء الأزهر الشريف، إن المدرسة الأشعرية لم تبتعد توحيدًا جديدًا، بل جاءت تواكب بين مدرستين كبيرتين، مدرسة نصية ربما لا تجعل للعقل مجالًا لمجرد إعماله، ومدرسة عقلية تقدم العقل في كل شيء، فجعلت العقل هو صاحب الحكم على كل شيء، ونحت النص جانبًا، حتىٰ اشتُهِرَ عنهم هذا الأصل (الحسن ما حسنه العقل، والقبيح ما قبحه العقل).

جاء ذلك بعد هاجم الشيخ مصطفى العدوي، الأشاعرة واصفا إياهم بأنهم ليسوا من أهل السنة .


وأوضح "الأزهري" في تصريح لـ"فيتو" أن الإمام المؤسس أبا الحسن الأشعري رحمه الله تعالىٰ نشأ في حجر المعتزلة وكان متقنًا لعلومهم، مجيدًا في اعتقادهم، حتى ظل يفكر مع نفسه بعد مجاهدة طويلة ومناظرات عديدة بينه وبين رؤوس المعتزلة انتهت بانخلاعه من معتقد المعتزلة، والاتجاه شطر معتقد أهل السنة والجماعة .

 

واضاف: كان رحمه الله حنبليًا كما ذكر صراحة في كتابه الإبانة عن أصول الديانة فقال: (فصل في إبانة قول أهل الحق والسنة: فإن قال لنا قائل: قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافعة والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون، وديانتكم التي بها تدينون.


قيل له: قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكتاب الله ربنا عز وجل، وبسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وما روى عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته - قائلون، ولما خالف قوله مخالفون؛ لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل، الذي أبان الله به الحق، ودفع به الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيع الزائغين، وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وجليل معظم، وكبير مفهم.

 


وأشار إلى أن جملة قول الأشاعرة: أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله، وبما جاءوا به من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نرد من ذلك شيئًا، وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو، فرد صمد، لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق وأن الجنة والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور وأن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده، استواء منزها عن الممارسة والاستقرار والتمكن والحلول والانتقال، لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، ومقهورون في قبضته، وهو فوق العرش، وفوق كل شيء، إلى تخوم الثرى، فوقية لا تزيده قربًا إلى العرش والسماء، بل هو رفيع الدرجات عن العرش، كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى، وهو مع ذلك قريب من كل موجود، وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد، وهو على كل شيء شهيد).


الجريدة الرسمية