رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» ألقت الضوء على تحركاته منذ أشهر .. تفاصيل دراسة جديدة تكشف سعي أردوغان لاختراق أوروبا

ماكرون وأردوغان
ماكرون وأردوغان

رغم أهميتها القصوى، إلا أن دراسة جديدة أعدها المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب، لم تأت بجديد عما نشرته "فيتو" على مدار أشهر عن تزايد مخاوف الدول الأوروبية من اتساع رقعة نفوذ السلطات والاستخبارات التركية وتوظيف المساجد الأوروبية للحشد السياسي والتجسس على المعارضين، وتمكين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أحلامه في الخلافة والسيطرة على العالم الإسلامي. 



جديد الدراسة 

لكن الجديد في الدراسة إشارتها إلى تحويل سفارات دول بعينها إلى مراكز للتجسس والتنصت على المعارضين الذين هربوا أو تم طردهم ونفيهم إلى الخارج، وملاحقتهم أينما كانوا، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر، وينبه الحكومات والأجهزة الأمنية الأوروبية للعمل على كبح أنشطة وممارسات الاستخباراتية وأذرعها على الأراضي الأوروبية.

اختراق المخابرات 

لفتت الدراسة إلى مشاركة السفارة التركية في حملة لجمع المعلومات الاستخبارية واستهداف معارضي الرئيس التركي، ونقلت الدراسة عن صحف غربية وثائق تثبت فيها الاختراق التركي لعدد من المجتمعات الأوروبية على رأسهم فرنسا.
 
كانت "فيتو" كشفت على مدار الأشهر الماضية، بالجريدة الورقية والموقع الإلكتروني تفاصيل محاولات الإدارة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان، اختراق المجتمعات الأوروبية من خلال المساجد والأئمة سواء المعينين بها أو الذين تتم إعارتهم من تركيا للبلدان الغربية، وأغلبهم محسوب على تيارات الإسلام السياسي، ما كان يمكن أردوغان وتركيا من السيطرة الكاملة على الصوت الإسلامي في الغرب.

كما كشفت "فيتو" عن الطريقة التي استطاع بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التلاعب بملف الإسلام السياسي، بداية من رفض استيراد أئمة من الخارج.

مرورا بفرض إجراءات قاسية لإعادة الروح المدنية للبلاد، نهاية بفرض عقوبات تصل إلى الطرد والتجريد من الجنسية على كل الجمعيات الدينية والأفراد المنتمين لها إذا لم يلتزموا بإبقاء الدين بعيدًا عن السياسة  والالتزام بالقيم الفرنسية التي تعظم الثقافة المدنية وترفض خلط العام بالخاص . 

لعبة أردوغان 


التشدد الفرنسي في مواجهة مشروع أردوغان، لم ينجح في إيقافه الشتائم والتجريح وتسخين العالم الإسلامي على فرنسا واتهامها باستهداف الإسلام، لهذا تواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في محادثة مرئية عبر الفيديو الثلاثاء الماضي بعد أشهر من توتر العلاقات بين باريس وأنقرة وصلت إلى حد الحرب الكلامية بين الرئيسين.

عاد الرئيس التركي إلى سياسة الحوار مؤكدا إنه يمكن لبلاده وفرنسا، بصفتهما حليفين قويين في حلف شمال الأطلسي ـ ناتو ـ تقديم مساهمات مهمة لجهود الأمن والاستقرار الإقليمي، لكنه نسى أن ساعة الحقيقة حانت، ومهما كانت جهود المصالحة مع الغرب، لن تعود الأمور كما كانت للإسلاميين، إن سمحوا باستمرارهم بالأساس . 

الجريدة الرسمية