رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. والد ضحية الزواج العرفي بالشرقية يطالب بالقصاص

فيتو

"أسماء تامر" فتاة لم تتعد سن المراهقة، خرجت للعمل مع شقيقتها لمساعدة والدهما في مصاريف المنزل، ومساعدته في جمع أموال ليستطيع تجهيزهما عندما يحين موعد زواجهما، ولكن شاء القدر أن ترتدي الكفن على يد زوجها الذي تزوجها "عٌرفي" رغمًا عن أهلها.


"بنتي راحت مني قبل ما أفرح بيها ويتكتب كتابها رسمي"، بهذا الكلام بدأ تامر السيد أحد أهالي قرية بساتين بركات بمركز بلبيس بالشرقية، ووالد المجني عليها أسماء، الحديث معنا، مضيفًا، "بنتي جوزها قتلها وأخفى جريمته عن الجميع وظل يسألنا عنها، ويطالبنا بإرجاعها لمنزله".

ويروي لنا الأب المكلوم بداية الحادثة قائلا، "أنا إنسان على حالي، وأقوم ببيع الفول المدمس على عربة بالقرية، لهذا ابنتاي "أسماء 17 عاما"، المجني عليها، وشقيقتها "تيسير 15 عاما"، تعملان بشركة سيكم بمركز بلبيس لمساعدتي وإعانتي على توفير احتياجاتهما ووالدتهما، وأيضا للعمل على تجميع أموال لتجهيزهما عندما يأتي نصيبهما.

وتابع الأب، "وفي أحد الأيام تقدم شاب لخطوبة أسماء، وبسؤالنا عليه وجدنا أنه من عائلة محترمة وهو إنسان جيد، فوافقنا على الخطوبة، وكنا فرحانين جدا أن ابنتنا الكبري ستزف وتلبس الفستان الأبيض، ولكن شاء القدر أن لا تستمر فرحتنا".

واستطرد قائلا، "في اليوم التالي للخطوبة، عادت تيسير "شقيقة المجني عليها" بدون شقيقتها فسألناها أين هي، قالت لم أرها عندما خرجنا من الشركة لا أعلم أين ذهبت"، متابعًا فذهبت إلى مركز شرطة بلبيس وقمت بتحرير محضر باختفاء ابنتي أسماء، وبحثنا عنها في كل مكان لدى أقاربنا وزميلاتها ولكن لم نجدها.

وتابع، "وعقب حادثة اختفائها بـ 20 يومًا، جاء إلينا رجل لا نعرفه، وقال لنا إن ابنتنا أسماء معه بمنزل قام بتأجيره لها، وقام بالزواج منها عرفيًا، على الفور قمت بالتوجه لأحد كبار القرية، ليكون معي ويعلم ماذا حدث".

وأضاف تامر، "قمنا عقب تأكدنا أن أسماء معه بمنزل استأجره لها، وأنه قام بخطفها وتزوجها عرفيًا، وأجبرها على الإمضاء، فقام كبار القرية بعمل جلسة عرفية له، وقرر الحضور بأن يتزوجها رسميا وأجبروه على التوقيع على إيصالات أمانة للالتزام بأن يتم عقد القران رسمى في شهر يونيو المقبل عندما تتم عامها الـ18 وبعد ذلك يتم إشهار زواجهما وإقامة حفل عرس لحين توثيق الزواج رسميا بحضور مأذون"، مشيرا إلى أنه جرت العادة في العديد من القرى أن تتزوج الفتيات قبل بلوغ سن ال 18 عاما ويتم عمل حفل الزفاف ويعتبر زواجا شرعيا طالما تم الإشهار وبعد ذلك يتم توثيق الزواج".

وتابع "تامر" والدموع تنهمر من عينيه، "ولكنه لم يتركها لتفرح ونفرح معها بالعقد الرسمي ولم يمهلها المدة الكافية لتتم عامها الـ 18، فقام بنهرها دائما لكي تأتي له بإيصالات الأمانة التي مضي عليها بالجلسة العرفية، وعندما رفضت كان يسيء معاملتها ويضربها دائما، وفي أحد الأيام جاء إلينا وقال أين أسماء إنت أخدتها من بيتي، فقلت له، أنا مشوفتش بنتي ولا جات هنا خالص".

واستطرد قائلا، "ظل زوج أسماء ينهرني ويتهمني بأني أخفيها وحرر ضدي محضرا بذلك، ولكن تحقيقات المباحث وتحرياتها عثرت على جثة بنتي بها آثار ضرب وملقاة ببئر مصرف صحي موجود بالقرب من منزل زوجها".

وقال الأب المكلوم، "أنا مش عايز حاجة من الدنيا غير حق بنتي، أنا عايز القانون ينتقملي من قاتلها، منه لله الظالم كان يطلقها ويسيبها ومش يقتلها ويحرق قلبنا".

وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، تلقت إخطارًا من العميد أحمد عبد العزيز رئيس مباحث المديرية يفيد بتلقي مركز شرطة بلبيس، بلاغا من "تامر. أ" (45 عامًا- بائع متجول)، بقتل "محمد. ع" (30 عامًا- صاحب محل تليفونات) نجلته "أسماء" (18 عامًا- ربة منزل)وهي زوجة المتهم.

بالانتقال والفحص، تمَّ العثور على جثمان المجني عليها داخل بئر الصرف الصحي بمسكن الزوجية والجثة في حالة تعفن، وتمكن ضباط مباحث المركز من ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بحدوث مشادة كلامية بينه وبين زوجته المجني عليها بسب الخلافات الزوجية، فانهال عليها بالضرب حتى فارقت الحياة وألقى جثتها ببئر الصرف الصحي الموجود بالمسكن لإخفاء جريمته.
الجريدة الرسمية