رئيس التحرير
عصام كامل

"القلة والزير لمواجهة كورونا".. حكاية عم سليمان القناوي مع صناعة وبيع الفخار في رمضان | صور

حكاية عم سليمان القناوي
حكاية عم سليمان القناوي مع صناعة وبيع الفخار

رغم كبر سنه وصيامه في جو شديد الحرارة والتي تتجاوز الـ 40 في قنا إلا أن صامد يسعى وراء لقمة العيش حتى في الصحراء القافلة متسلحا بالإيمان وأن الله سيكرمه في الرزق وسيرفع البلاء الذي أصاب معظم دول العالم ومنها مصر.

"فيتو" التقت العم سليمان محمود ، بائع فخار بالطريق الصحراوي الغربي ناحية قرية المحروسة التابعة لمدينة قنا ، ليسرد لنا معاناته مع بيع الفخار في زمن الكورونا وصيام شهر رمضان الكريم.

الحلال الصعب

"علي الرغم مما نحن فيه إلا أنني أصر على الخروج يوميا للبيع والشراء ولا أستغل هذا الطاعون لتحقيق أي أرباح دون وجه حق .. احنا غلابة لكن منحبش إلا حلال ربنا" بتلك الكلمات بدأ العم سليمان حديثه معنا ليؤكد أن أي شخص يستغل هذا الوباء لتحقيق أي أرباح ويرفع الأسعار دون وجه حق فسوف يكون عقابه مضاعفا.

وأضاف: ”عمري تجاوز الستين ومررنا بأزمات كثيرة ولكن انتشار فيروس بهذا الشكل  هو الأصعب ولا ننكر أن هذه الأزمة علمتنا الكثير وفي مقدمتها هو أن الحلال مفيش أفضل منه ومد اليد لغير الله لا يفيد”.

معاناة الطين

وأوضح أنه يرفض أي مساعدات من أي جهات ويفضل العمل علي الرغم من من شقاء وعناء المهنة مردفا: ”مع بدء فصل الصيف نقوم بتصنيع الفخار ونجهز لهذا الأمر ولكن هذا العام طبعا الامر مختلف كثيرا” .

وعن المعاناة التي يواجهونها في هذه الصنعة قال: ”نعاني كثيرا في جلب المادة الخام من طين وخلافه أثناء البدء في عملية التصنيع وبالطبع ننقل الفخار في الساعات الأولى للبيع علي الطريق الصحراوي ، لكن الحال تغير بسبب الحظر ، والإقبال أصبح ضعيفا من المواطنين ومنهم من يطلب منا طلبيات خاصة في المحال التجارية والمطاعم التي تعمل بنظام الديليفري” .

الفخار والجائحة

واستطرد: "بالطبع الفخار من المنتجات التي تنقي المياه ويكون الطعام فيها له طعم ومذاق خاص وخاصة الصعيد مشهور بالطواجن والقلة والزير وهذا أفضل للمواطنين في ظل الخوف من الفيروس القاتل".

وتابع: ”الفخار به مادة الهرم والتي تحافظ علي درجة حرارة الماء والطعام لذا المطاعم والقري السياحية تطلب الكثير منه ، ولا يزال الطلب مستمر من المحال والمطاعم رغم الجائحة إلا أن الأهالي يفضلونه وخاصة في الماء فكبار السن يفضلون مياه الزير و القلة عن مياه الثلاجة

"أيادي متعاصة طين".. "فرنسا الصعيد" تروي حكايتها مع صناعة الأواني الفخارية في قنا | صور

مفخرة

وأضاف العم سليمان ، أن القلة في الشرفات كانت ولا تزال مفخرة في البيوت القديمة وزينة ويفضلها الكثير من المقاهي والكافيهات فهم يخصصون أماكن لها فيها لإقبال الأهالي عليها بالطبع قبل تلك الجائحة.

واختتم حديثه قائلا: "لن اترك الطين الذي خلقنا منه وحياتي لن تتوقف عن العمل إلا بعد أن يرقد جسدي تحت الأرض ، ولن أمد يدي إلى أحد ، احنا الصعايدة منعرفش غير الشقى والتعب".

الجريدة الرسمية