رئيس التحرير
عصام كامل

كارثة اسمها العناية المركزة بالمنوفية.. 220 سريرا تخدم 4 ملايين مواطن.. قوائم انتظار لمرضى قلب وجراحات في حالات الخطر.. المرضى بين نار المستشفيات الخاصة والموت البطيء..القاهرة بديل سريع للمرضى

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ما بين الحياة والموت خيط رفيع يتشبث به المريض إلا أن هذا الخيط ينقطع في كثير من الاوقات لضعف الرزق وعدم القدرة على الوفاء برسوم دخول مستشفى خاصة أو الحصول على سرير في الرعاية المركزة بالمستشفيات الحكومية، ولا يجد المريض أمامه إلى كرسى فارغ في قوائم الانتظار، ويبقى مصيره معلقا ما بين الحياة أو الموت.


220 سريرا
أزمة أسرة العناية المركزة بالمنوفية، ارتفعت بشكل كبير بالعديد من المستشفيات، والتي تستقبل يوميا العشرات من الحالات المصابة بالأمراض المزمنة التي تحتاج إلى العلاج الفورى ودخول العناية المركزة، وسط قلة عدد الاسرة المتواجدة بالمستشفيات المختلفة، والتي لا تتجاوز الـ 220 سريرا بجميع المستشفيات بالمحافظة ما بين المستشفيات الحكومية والخاصة والتعليمى والجامعة، وتخدم 4 ملايين مواطن.

ففى مركز أشمون أحد أكبر مراكز المحافظة، لا يوجد به سوى 12 سرير عناية مركزة، تخدم أكثر من مليون شخص، موزعين على مستشفى اشمون العام 8 أسرة و4 أسرة بمستشفى جراحات اليوم الواحد.

الموت البطيء
وعندما يذهب المواطن ليسعف أحد الحالات الحرجة لديه، يكون الرد " دون البيانات وانتظر في قوائم الانتظار لحين أن يكون هناك سرير "، الأمر الذي يؤدى إلى تدمير حياة العشرات يوميا من غير القادرين على دخول المستشفيات الخاصة فلا يجدوا أمامهم سوى الانتظار للحصول على سرير وهذا ما لا يحدث، أو الوفاة لعدم القدرة على إسعاف المريض.

تعددت الأسباب والموت واحدا، بهذه العبارة بدأ "خالد م" أحد المواطنين بمدينة أشمون، والذي تعرض والده إلى أزمة قلبية حادة، توجه على أثرها إلى مستشفى أشمون العام، الا أنه لم يجد مكانا في العناية المركزة، فذهب إلى مستشفى اليوم الواحد وتكرر السيناريو ولم يجد أي سرير.

الليلة بـ 300 جنيه
وقبل خروجه من المستشفى وجد أحد العمال بالمستشفى يدله على مكان ولكن بمستشفى خاصة، على الفور لم يفكر كثيرا، وتوجه إلى المستشفى الخاصة ليجد أن الليلة بها 300 جنيه، الأمر الذي لم يقدر على الوفاء به، الا ليلة واحدة وبعدها حاولوا الحصول على مكان بمستشفى شبين الكوم، وعندما وجد المكان وفى الطريق إلى المستشفى توفى والده بعد أن انتظر لأكثر من يومين، مؤكدا أنه لولا ضيق اليد لظللت بالمستشفى الخاصة ولكن قضاء الله نفذ.

القاهرة البديل
وفى مدينة منوف، والتي يتواجد بها 12 سريرا للعناية المركزة، اشتكى أحد المواطنين " م ح " قائلا أنه يسكن بالمدينة وتعرضت والدته لمرض مفاجئ بذبحة صدرية، فذهب إلى المستشفى ولكنه لم يجد أي مكان بالعناية المركزة، وبالاتصال بغرفة الطوارئ لم يجد أي مكان خالى بأى مستشفى بمستشفيات المنوفية، وما كان عليه الا الذهاب إلى القاهرة، وتمكن بعد التواصل مع عدد من الأطباء أن يوفر لها سريرا بأحد المستشفيات بالقاهرة.

من جانبه أكد الدكتور عبدالبارى العجيزى مدير إدارة المستشفيات بمديرية الصحة بمحافظة المنوفية، إن المديرية تسعى جاهدة لتوفير عدد من الحضانات خلال الفترة القادمة من أجل القضاء على قوائم الانتظار.

26 سريرا
وأضاف العجيزى أنه سيتم إضافة 26 سرير عناية مركزة خلال الشهر الجارى للوصول إلى خدمة طبية متميزة والقضاء على قوائم الانتظار التي تشهدها العديد من المستشفيات، لافتا إلى أنه سيتم امداد مستشفى قويسنا المركزى ب4 أسرة، وسرس الليان ب9 أسرة، ومستشفى أشمون العام بـ 10 أـسرة، ومستشفى المخ والاعصاب بشبين الكوم ب3 أسرة، ليصل الإجمالي خلال شهر إلى 26 سرير.
من جانبهم طالب المواطنين بضرورة إلغاء قوائم الانتظار وتقديم خدمة طبية أفضل وان يتم التواصل مع كافة المستشفيات بجميع المحافظات من أجل الوصول إلى خدمة المواطنين البسطاء حتى لا يكون مصيرهم الموت.
الجريدة الرسمية