رئيس التحرير
عصام كامل

ولا يزال فى الحلم بقية!

لا يزال فى الحلم بقية، مازلت أحلم بأن أرى بلدى فى صدارة العالم المتقدم، نعم.. فى صدارة العالم فهى جديرة بذلك، جديرة والتاريخ يتحدث بأن مصر جاءت قبل التاريخ، مصر القديمة من يصدق أن شعبها كان لا يعرف الأمية، كان التعليم شبه إجبارى، فى المعابد وفى البيوت، لم يكن أحد من العامة لا يعرف القراءة والكتابة وكثير من المعلومات العلمية والعامة، مصر أرض الأنبياء منهم يوسف وموسى وعيسى عليهم جميعا الصلاة والسلام.. مصر هي التى أسقطت التتار وحررت بيت المقدس، وحتى الان ما زالت بصمتها واضحة فى نهضة العديد من الدول ولن يستطيع أحد أن ينكر ذلك، فالعامل المصرى هو الذى يرفع الأنقاض الآن ليعيد إعمار غزة..


المصريون هم الذين شقوا قناة السويس بأجسادهم ودماء أعز شبابها، المصريون بنوا السد العالى، ومجمع الألومنيوم، وقلاع الحديد والصلب، المصريون هم الذين رفضوا الهزيمة وقهروا المستحيل وعبروا قناة السويس فى السادس من اكتوبر 1973 وحطموا إسطورة الجندى الإسرائيلي الذى لا يقهر، وفى ثورة 30 يونية كان الإنسان هو المحرك لتخليص مصر من عصابة كادت تحكم قبضتها على البلاد، كل هذا يجعل فى صدرى وقلبى بقايا أحلام، نعم.. الشعب الذى علم العالم وكان فى يوم من الأيام القوة الأولى فى العالم مؤكد له أن يحلم بخلق عالم أفضل وأرقى وفى صدارة الدول المتقدمة.

بيع مراكز الشباب
ففى كل هذه الأحداث التاريخية سنجد البطل الحقيقى هو الشاب المصرى، وبالتالى إذا أردت تحقيق إنجاز تاريخيا، لابد من تنمية الإنسان أولا فهو حجر الزاوية التى يتم البناء عليها.

من هنا نصل إلى قضية مهمة وخطيرة وهى أن الإنسان هو الأهم فلابد أن يأتى فى المقدمة لبناء أى نهضة حقيقية، الذى آثار هذا الموضوع هو أن هناك مشروع ومقترح مقدم من النائب ثروت سويلم لبيع أراضى مراكز الشباب، بزعم أنها ستجلب مبالغ كبيرة يمكن استخدمها فى تجهيزات حديثة للشباب، والذى تجاهله النائب هو أن هناك مشروعا يتم تنفيذه بالفعل بتحويل هذه المراكز إلى أندية مثلما حدث فى عدد من مراكز الشباب سابقا..

ولكن ربما لا يعرف القارئ أن الاشتراك وصل إلى 40 ألف جنيه للشباب، فمركز الشباب الذى كان تقريبا مجانا أصبحت عضويته بعشرات الآلاف من الجنيهات، من يقدر عليها، وللأسف الذى بدأ هذا المسلسل هو الوزير خالد عبدالعزيز عندما حول مركز شباب الجزيرة إلى نادى..

بناء الوعي
أصبح الاشتراك فيه أكثر من 40 ألف جنيه، ثم قام الوزير ببناء نادى بمدينة 6 أكتوبر بنفس قيمة الاشتراك، إذا على الشباب أن يبحث عن مكان آخر يمارس فيه الرياضة، مع العلم أن مراكز الشباب دورها ليس إكتشاف مواهب رياضية أو ممارسة الكرة، ولكنه المدرسة التى يتم بناء الشاب وتنمية لقدراته الذهنية والثقافية، ليكون فى النهاية شاب سوى يواجه الحياة بثقة ووعي، ولكن عندما تتراجع أهمية مراكز الشباب والثقافة فان الشارع والمقاهى والأماكن غير الصحية ستجذب اولادنا.

يا أهل الحكم.. انتبهوا فى التنمية الإنسان يأتي قبل الحجر، الانسان يبنى، ويعمر، ويحافظ، وبدون إنسان قوى فلا قيمة للبناء مهما كانت قيمته. وتحيا مصر.. تحيا مصر بشبابها فى الريف والحضر.. تحيا مصر بعرق ودماء الشباب العظيم.
الجريدة الرسمية