رئيس التحرير
عصام كامل

"وثيقة" محمد صبحي!

ما قدمه محمد صبحي -النجم الكبير- من احتفالية فنية على مسرحه بمناسبة نصف قرن على عمله بالفن وثيقة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معان.. استعراض تاريخي لرحلة صبحي الفنية -مع حفظ الألقاب- لكنها تشابكت مع الواقع الثقافي الذي عاشه وعاشت بلادنا كلها معه.

"صبحي" الذي يعترف إنه في التكوين الثقافي والفني ابن ثروت عكاشة وما رآه طفلا وصبيا ثم شابا في الخمسينيات والستينيات..

ولأن الانسان -أي إنسان- بعقله ووعيه وطموحاته وأحلامه يتشكل في هذه السن لذا ما قدمه بعد ذلك في عدة عصور والعديد من وزراء الثقافة ظل امتدادا لصبحي ابن هذه المرحلة واستنادا عليها..

ولذلك قدمنا ونقدم التهاني للفنان الكبير على هذه المناسبة.. لكن نتوقف -ويجب أن نتوقف- أمام احتفالياته التي امتزج الخاص فيها مع العام ودفعه وشجعه -أو قل اضطره- لتشريح الواقع الفني والثقافي المصري ولم يتوقف عند بكائية طويلة على الحال الذي نعيشه منذ السبعينيات التي مرت عليها الاحتفالية عند الانطلاقة الكبرى بأعمال صبحي الأولى الخالدة "إنتهي الدرس يا غبي" و"فرصة العمر" و"الجوكر" لكنها هنا كانت بخليط من الجهد الذاتي مع القدر مع إيمان أخرين به ودعمهم له..

"الموظف المجرم" والإساءة للشعب والحكومة!

غابت الدولة منذئذ وهنا وبخفة دم وسخرية يقدم صبحي بين السطور -المشاهد- حلوله لعودة القوى الناعمة من جديد بقوتها الأسطورية مع ثروت عكاشة!

كان صبحي في احتفاليته نبيلا مع كل من اقترب منه.. لم ينس أحدا.. ولم يتجاهل أحدا.. في مناسبة لم يسبقه إلى فكرتها أحد.. وليلة رأس السنة ستذيع قناة المحور الاحتفالية التي تصلح تماما للعرض كعمل مسرحي لا ينقصه إلا إضافات بسيطة... لكنه -صبحي- يقدر ظروف كورونا وغيرها ويستعجل أن تصل رسائله من احتفاليته إلى من يهمهم الأمر.. ومن يهمهم الأمر كانوا في القاعة وقت عرضها.. وربما في الإعادة إفادة!

تابعوا الاحتفالية.. هي في ذاتها وثيقة.. تستحق الاهتمام.. كما تستحق التأمل.. وأن تتحول إلي مرجعية.. فلم تكن قط مجرد سيرة ذاتية!


الجريدة الرسمية