رئيس التحرير
عصام كامل

مكرم.. فارس الكلمة والقلم

رحل الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد عن عمر 86عامًا، وذلك بعد مشوار عطاء امتد لأكثر من 60 عامًا، بينما ترك أثرًا لن يُمحى من ذاكرة صاحبة الجلالة، حيث سطر تاريخًا ناصعًا بمسيرة صحفي مخضرم طالما أعطى الكثير لمهنة لا وقود لكبارها سوى العطاء، أما على المستوى النقابي فقد كان الرجل نموذجًا نادرًا للأداء الخدمي بل وصل الأمر به إلى تسخير كل طاقاته وعلاقاته لخدمة زملائه بكل ما أوتي من قوة. 


قل عن الرجل ما شئت، فهو في النهاية لم يكن قديسًا ولا ملاكًا، كان بشرًا يخطئ ويصيب، شأنه في ذلك شأن أي إنسان، لكن الإجماع العام بين جموع صحفيي مصر والعالم العربي، يؤكد أن الرجل كان يدير العمل النقابي بقيم عليا يندر أن تتكرر؛ وذلك بالعمل على صون كرامة الصحفي والحفاظ على الكيان النقابي، وكان من أنبل تلك المبادئ التي زرعها مكرم محمد أحمد في قلب نقابة الصحفيين، أنه لا فرق بين صحفي وآخر على أي أساس يتعلق بانتماء مهني أو ميول سياسية.

تجلس مع الكبار من شيوخ المهنة وبعض شبابها الذين لامست بدايات مسيرتهم جزءا من مسيرة الكاتب الراحل؛ فتسمع لكل منهم موقفا عاشه مع مكرم محمد أحمد، إما بحل مشكلة أو إحتواء أزمة أو دفاع عن حق.. ولم يكن غريبًا أن يودع أبناء هذا الجيل الكاتب الراحل بكلمات مؤثرة تجدد التأكيد على فروسية الرجل.. فلقد رحل فارس الكلمة والقلم، حاملاً معه أسراره؛ لتودعه صاحبة الجلالة جسدًا، بينما بقيت مبادئه «حالة صحفية» تستحق أن تروى.. رحم الله الكاتب الراحل وألهم تلامذته الصبر. 
الجريدة الرسمية