رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يخشون السيسي!!


لا شك أن هناك من يخشى ترشح السيسى للرئاسة هنا وهناك.. ولكل دوافعه وأسبابه.. فحلف قطر وتركيا والأمريكان والإخوان وإسرائيل يعرفون خطورة أن يصل للرئاسة رجل قوى يفهم ويدرك حدود ومقومات الأمن القومى لمصر.. فهذا تهديد مباشر لمصالحهم ومشاريعهم التي تستهدف إضعاف الدولة المصرية وتفكيك جيشها وشرطتها حتى تصبح سوريا جديدة، وهو ما عبر عنه القرضاوى بقوله "إن السيسي لن يحكم ولن يُسمح بذلك".. وتناسى شيخ الفتنة والكذب أن الشعب وحده صاحب الكلمة والقرار يقرر ما يشاء متى شاء.. أليست هذه هي الديمقراطية والشرعية وحقوق الشعوب..؟!


أما من يتذرعون بعودة حكم العسكر، وأن ترشح السيسى للرئاسة من شأنه أن يؤكد دعاوى أن ما جرى في 30 يونيو انقلاب وليس ثورة شعب فنقول لهؤلاء المغرضين.. كفوا عن هذا العبث وانزلوا إلى الناس واسألوهم في القرى والنجوع والمناطق الشعبية والمدن وكل مكان على أرض المحروسة.. مَن ترشحون للرئاسة.. ثم إذا كان ترشح السيسي نزولًا على إرادة الشعب وليس سعيًا من الرجل للمنصب؛ فوضعه الحالى أكثر أمنًا وأقل خطرًا عليه، ويكفيه ما حققه من شعبية في وجدان البسطاء وحب في قلوب المواطنين.. ثم إن ترشحه للرئاسة يستلزم أن يخلع الرجل بدلته العسكرية ويغادر منصبه كوزير للدفاع ثم يعود مواطنا مدنيًا مرشحا برغبة شعبية لمنصب الرئيس بإجراءات ديمقراطية شفافة.. فأين الانقلاب في ذلك.. ثم أليس الدستور ملزمًا للرئيس.. ألم يحدد صلاحياته وسلطاته وكيفية مساءلته ومراقبته شعبيًا.. فلماذا التخوف من عودة الاستبداد والدكتاتورية في ثياب عسكرية.. ألم تقم ثورتان أطاحتا برئيسين في أقل من 3 سنوات..؟!

فإذا كان الفريق السيسي قد حما إرادة الشعب في 30 يونيو ولم يفت في عضده تهديدات الإخوان وحمل رأسه على كفيه استجابة لنبض الشعب الذي لم يخذله فإنه مطالب اليوم بالنزول على تلك الإرادة مرة أخرى رغم القناعة الكاملة للسيسي بأن "حماية الشعب أعز عليه من حكم مصر"- كما قال.. لكن الضرورة تقتضى ألا يخيب أمل الشعب الواثق فيه.. وهذه ليست دعوة أو عودة للشخصنة؛ فالرجل حين تدخل لوقف انهيار الدولة لم يتدخل بشخصه لكن بصفته قائدًا للمؤسسة العسكرية الوطنية التي وظيفتها الأولى حماية الدولة في الداخل والخارج.. وقد تدخل بتوافق كامل من قادة تلك المؤسسة العريقة مدرسة ومصنع الرجال.. فالأوطان دائمًا ما تبحث عن الأبطال المنقذين وقت الشدائد والمحن.. فهل هناك أصعب مما تمر به مصر اليوم..؟!
الجريدة الرسمية