رئيس التحرير
عصام كامل

شجاعة العقل!

كثيرة هى السمات والصفات الشخصية الرائعة التى أنعم بها الله جل وعلا، على الأشخاص النابهين والمتفوقين فى الدنيا.. ولكن يبقى من وجهة نظرى أن أهمها على الإطلاق فى الوقت الحالى، الذى تراجعت فيه القيم والمبادئ والرجولة والشهامة إلى حدها الأدنى، هى صفة «شجاعة العقل»، وفى هذا يحدثنا أمير الشعراء «أحمد شوقى» عن هذه الصفة الرائعة قائلًا:

إن الشجاعة فى القلوب كثيرةٌ
ووجدت شجعان العقول قليلا


فالعقل الشجاع سيجعلك دائمًا لا تقول إلا كلمة الحق مهما بلغت الضغوط، وسيجعلك تتصرف بجسارة ونبل وفروسية فى جميع المواقف مهما بلغت التحديات، وستكون قادرًا به بإذن الله على الركض بكل نجاح فى المسار الذى اخترته لنفسك فى حياتك المهنية والاجتماعية مهما بلغت الصخور والعقبات، فالعواصف تجعل جذور الأشجار تتمسك أكثر بالتربة، فتصبح أعمق وأقوى فى باطن الأرض.

أولوية تنمية الإنسان!

وشجاعة العقل تعرف على أنها إظهار القوة العقلية والأخلاقية في وجه المخاطر، والصعوبات، لأن الشجاعة مصدرها العقل وهذا ما أثبتته الدراسات؛ إذ تمكن العلماء من رصد مركز الشجاعة في الدماغ حيث يقع في منطقة اللحاء الحزامي والقشرة الحزامية والتي هي المنطقة المسؤولة عن الخوف، والمشاعر، والتوتر وغيرها، فهذه المنطقة تصبح نشطة عندما يقرر العقل القيام بعمل شجاع والعكس صحيح.

والعقل الشجاع هو الذي يواجه مخاوفه ولا يسمح لها بأن تعطله أو تجعله مترددًا وبالتالي يتقدم صاحبه في كل مجالات الحياة. وشجاعة العقل لا تعني التهور.. لأن العقل يفهم ويحلل ويقيس ويصدر النتائج ويقوم بردود فعل منطقية وأخلاقية محسوبة فى الوقت الصحيح. 

إقرأ كثيرًا، واستمع إلى النابهين والمتفوقين كثيرًا، واجعل علاقتك بالله العلى العظيم فى غاية القوة، واستمد منه العون والمدد، وتفهم قوانينه الكونية الأبدية، واحرص على تطبيقها، وستتمتع حينها بشجاعة العقل التى لا مثيل لها بإذن الله.
الجريدة الرسمية