رئيس التحرير
عصام كامل

بايدن وإعلان الحرب على بوتين!

في أواخر مارس من ٢٠١٩ فوجئ العالم بقوات روسية ومهندسين عسكريين روس وقد وصلوا إلي فنزويلا! الولايات المتحدة التي تؤكد أنها تراقب كل نسمة هواء تمر فوق فنزويلا، وتزعم أنها تراقب الكون كله وخصومها في المقدمة، تفشل في معرفة أي شيء عن تجهيزات واتصالات ومغادرة طائرات، إلا بعد إتمام العملية بما يكشف حجم الخيبة الأمريكية ووصول هذه القوات والخبراء، ومعهم ٣٥ طنا من الأسلحة الروسية بنجاح للزعيم الفنزويلي مادورو!


لم تكن الصفعة الروسية لأمريكا وإنقاذ حليف مهم هي الأولى.. بل رأيناها بشكل أكثر حسما وجرأة في سوريا.. إذ تدخلت مباشرة في الصراع هناك بكامل قوتها وانتهى الأمر إلى ضبط المعادلة وإنقاذ سوريا من التمزق والقضاء فعليا على أكثر من مائة ألف إرهابي وفق أرقام رسمية!

الإرباك الذي تصنعه روسيا لأمريكا في جنوب أوروبا والتواجد في أزمات عديدة مثل ليبيا وغيرها، ومع ذلك يبقي الأخطر على الإطلاق، وهو التطور المذهل والهائل في نوعية وكفاءة السلاح الروسي الذي شهد قفزة غير متوقعة على الإطلاق تشكل في ذاتها خطرا على الولايات المتحدة، كما تشكل خطرا على سمعة السلاح الأمريكي.

فسلاح واحد للدفاع الجوي مثل "إس ٣٠٠" وعائلته من "إس ٤٠٠" وغيره كشفوا ضعف "الباتريوت" الأمريكية! فضلا عن صواريخ "سارمات" وغيرها (راجع مقالنا بعنوان الشيطان الروسي) ومداها يصل إلى ٢٠ ألف كيلو متر، تسير في مسار متعرج تجد المضادات لها صعوبة في إسقاطها بما يحتاج إلى ٥٠٠ صاروخ لإسقاط صاروخ واحد منها تعمل لتتمكن من توقع أكثر من مسار تستطيع منها إسقاطه!

بايدن وبوتين
لكل الأسباب السابقة يحق لبايدن أن يعتبر روسيا وليس الصين عدوه الأول.. ويهاجم بعنف الرئيس بوتين ويرد الأخير بسحب سفيره من واشنطن ويحق لبايدن أن يعتبر روسيا تهدد نفوذ دولته التي هي القوة الأكبر في العالم والتي يريد أن تبقى قوة واحدة وحيدة!..

السياسة والقوة العسكرية يفعلان ذلك وليس الاقتصاد.. وهو قرار لم يتخذه بايدن وحده بل قوى أخرى تتحكم في العالم سرا لن تقبل بسقوط أو تراجع الولايات المتحدة.. وذلك لأسباب اقتصادية.. وعقائدية أيضا!
والحديث متصل..
الجريدة الرسمية