رئيس التحرير
عصام كامل

أبطال ومجرمون.. فى حادث تصادم قطاري سوهاج

ببالغ الحزن وخالص المواساة نعزى أسر أهالينا من ضحايا ومصابى حادث تصادم قطاري سوهاج وندين بشدة استمرار الإهمال والتقصير البالغ والمشاهد علنا من وقائع الحادث الجلل بكل تفاصيله وقسوة آثاره الإنسانية والمادية والاجتماعية على مواطنى محافظات الصعيد.


فى حادث تصادم قطارى سوهاج، كان هناك أبطال ومجرمون  والمسافة بينهم قلب ينبض وقلب مات من الإهمال والفساد. التقصير والإهمال وعدم كفاءة كل أطراف مرفق سكك حديد مصر رأيناه علنا فى كل وقائع الحادث المؤلم.. قالوا إن القطار ١٥٧ توقف فجأة بفعل فاعل والقطار من مشهد التصادم الذى بثه أحد مواقع السوشيال ميديا لم يتوقف ولكنه كان يسير بسرعة بطيئة جدا ربما لأنه كان يستعد لدخول التحويلة على بعد ٢ كيلو متر بمحطة طهطا بما يكشف الإهمال والقصور الشديد فى إدارة حركة القطارات المسئولة عن إصدار أوامر التسيير والسرعات والتحويلات لسائقى القطارات..

تخاذل
إذا صح ما فهمناه من مشهد التصادم فهذا لا يعنى أن الحادث سببه قصور فى خطط التطوير والتحديث وكل ما تم تصديره لنا من بداية الحادث إلى الآن وإنما إهمال وتقصير مجرمين مسئولين عن إدارة المرفق الحيوى الكبير وهو إهمال وتقصير متكرر على مستوى كل خطوط السكك الحديدية بربوع مصر، وهو لا يقتصر على خط الصعيد وحده، شاهدنا مثله فى حوادث متكررة على خطوط بحرى والقناة فى السنوات القليلة الماضية، فكيف راجع الوزير المختص ورئيس الهيئة تقارير ونتائج حوادثهم المتكررة وماذا فعلوا لتجنبها؟ أم إنهم مشاركون فى استمرار الإهمال والتقصير .

تحية واجبة لدم أبناء الصعيد سواء المسال أسفل عجل القطارات أو فى أكياس الدم التى تسابقوا للتبرع بها لإنقاذ اشقائهم المكلومين.. وتحية أكبر لهبة أبناء قرى مركزى طهطا والمراغة لنجدة ضحايا التصادم المروع  وكل الأسف على تخاذل أجهزة الخدمة المدنية والمحلية بمحافظة سوهاج.. 

حساب المقصرين
لم نلاحظ لأى مسئول بها دور فى نجدة المصابين وضحايا الحادث المفجع على مدى ساعات الإنقاذ الأولى والمهمة والتى كان بطلها الأول والوحيد أهالينا فى قرى ونجوع طهطا والمراغة بما يكشف لنا تردى حال الادارة المحلية بكل مستوياتهم من محافظات ومجالس مدن ومجالس قرى وإدارات أزمات نعلم إنها مجرد يافطة معلقة على جدران دواوينهم.

ساعات وساعات ولم نلاحظ وجود مسئول حكومي أو أمنى واحد فى موقع الحادث المروع الذى من المؤكد أن صدى الصدام دوى فى أرجاء مكاتبهم على بعد خطوات فى مدينة طهطا و المراغة و ديوان محافظ سوهاج ولكن لم يتحرك أحد وتركوا المهمة لهمة الرجال من أهالى القرى والنجوع.. اعتدنا واعتادوا هم أيضا مواجهة الكوارث والمصائب من حوادث تصادم وحرائق وخلافة التى تحل بأهلنا فى الصعيد بصدور وسواعد وهمة اهالينا وتأتى فرق الإنقاذ أو إطفاء الحرائق وغيرها لتدون التقرير أو تكتب محضرها كمشهد الختام فى أفلامنا القديمة.. 

الرئيس وعدنا بالحساب وإنا لمنتظرون.. وليس فقط  الحساب لإدارة مرفق السكك الحديدية بل إدارة الأزمات بمحافظة سوهاج وأجهزتها المحلية.. كانت فى إجازة ونوم عميق  حتى قدوم رئيس الوزراء ليلتقطوا معه الصور ولا يفوتهم مشهد تأبين الضحايا ومواساة المصابين؟!
الجريدة الرسمية