رئيس التحرير
عصام كامل

جبر الخواطر!

للأسف يسود اعتقاد خاطئ أن فرائض الإسلام مقصورة على الصلاة والصوم والزكاة والحج وصلة الرحم وبر الوالدين.. وتناسوا أن الدين المعاملة.. وهناك أمور لا تقل أهمية عن العبادات ذاتها، ومنها المحبة وجبر الخواطر الذي هو من أفضل الطاعات فقد دخل رجل الجنة في كلب سقاه بعد أن كاد يموت عطشاً، كما دخلت امرأة النار في هرة لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.


جبر الخواطر يعبر عن عظمة أخلاق المسلم ونبله وكرمه ومواساته لأخيه المسلم وشركائه في الوطن في المحن والشدائد.. وجاءت آية "وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى" كاشفة لعظم جبر الخواطر.. فمن سار بين الناس جابراً للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر.. وإذا ما وفقك الله لعون أخيك ومواساته في شدته وجبرت خاطره وفرجت كربه فإن الله سوف يسخّر لك من يقف بجانبك في شدتك.. فالبر لا يبلى، وكما تدين تدان.

جبر الخواطر ولو بكلمة طيبة له أثر طيب فلو كنت مهموماً فسوف يفرج الله تعالى همك لأنك فرجت هم غيرك؛ فجابر الخواطر لا ينساه ربه مهما طال الزمن، وحتما سوف يرضيه جزاء ما قدم للآخرين من معروف.. وكما يقول الشاعر:
من يفعل الخير لا يُعدَم جوازيه .. لا يذهب العرف بين الله والناس. 
الجريدة الرسمية