رئيس التحرير
عصام كامل

بطولات «التعليم» الزائفة.. «أبو النصر» يتفرغ لحرب «فيس بوك».. لجان إلكترونية لمراقبة صفحات المعارضين لسياسة الوزير.. تحقيقات وتهديدات لنشطاء «الواقع الافتراضي».

وزارة التربية والتعليم
وزارة التربية والتعليم - صورة أرشيفية

على طريقة "ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى"، أصبح بعض نشطاء المعلمين ومحاربي الفساد داخل وزارة التربية والتعليم يتعاملون مع موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" رافعين شعار "لا تقربوا فيس بوك وأنتم منتقدون"؛ بسبب اللجان الإلكترونية التي يرعاها وزير التربية والتعليم لمراقبة صفحات نشطاء المعلمين، وعدد من محرري التعليم في الصحف والمواقع الإلكترونية وموافاة الوزير بتقارير يومية عما يتم نشره عبر تلك الصفحات.

وكشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم أن الوزير استطاع استقطاب عدد من مندوبي الصحف بالوزارة لتكوين لجنة إلكترونية وتدشين صفحة لتلميع الوزير، وتحويلها إلى حملة إلكترونية للمطالبة باستمراره وزيرا للتربية والتعليم، فضلا عن المتطوعين من داخل ديوان عام الوزارة لتقديم التقارير اليومية عن النشطاء من المعلمين الذين ينتقدون الوزير.

وكان الدكتور محمد زهران نقيب معلمي المطرية أكثر المتضررين من آرائه المناهضة لسياسات "أبو النصر"، حيث تعرض لأكثر من تحقيق، وكان آخرها اتهامه بالانتماء لجماعة الإخوان الإرهابية، من قبل عضوين من مكتب متابعة الوزير، واللذان حققا معه بتهمة أنه من خلايا الجماعة الإرهابية النائمة، وانتهى الأمر بطلب استدعاء له للتحقيق معه في الشئون القانونية بالوزارة.

لم يقتصر الأمر على زهران فقط، بل تعداه إلى عدد من المعلمين، وتحول جزء من السكرتارية الخاصة بالوزير إلى لجان تفتيش إلكترونية، لمتابعة ومراقبة الصفحات عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من ذلك مثلا اتصال أحد أعضاء إدارة العلاقات العامة والإعلام بأحد الصحفيين عندما كتب معارضا إجبار الدكتور محمد رجب مدير مركز تطوير المناهج السابق، على الإطاحة به، والذي أجبر على التوقيع على استقالته داخل مكتب الوزير، بعد أن تم استدعاؤه ليجد استقالته مكتوبة وجاهزة.

واعتبر الصحفي أن هذا التصرف به نوع من فرض السطوة من قبل المسئول الأول من التعليم، عندها تلقى اتصالا هاتفيا من أحد أعضاء إدارة العلاقات العامة والإعلام طالبه فيها بإزالة المنشور قبل أن يبلغ الوزير، وهو ما رفضه الصحفي بشدة، ففوجئ بعدها باتصال هاتفي من الوزير شخصيا يعاتبه على ما كتبه عبر صفحته، مما يعني أن وزير التربية والتعليم لديه من الوقت ما يمكّنه من متابعة صفحات فيس بوك للصحفيين والإعلاميين ونشطاء المعلمين.

واقعة أخرى تعرض لها منسق الجبهة الحرة لنقابة المهن التعليمية، أحمد الأشقر، والذي تلقى أكثر من تهديد بالتحقيق والجزاءات؛ بسبب البيانات التي كان ينشرها عبر صفحته الشخصية، أو التي كان ينشرها عبر صفحة الجبهة، وجرى اتهامه بالأخونة، ولما تأكدت الوزارة من عدم انتمائه للجماعة الإرهابية جرى اتهامه بأنه واجهة للجبهة السلفية.

ممارسات اللجان الإلكترونية لوزير التربية والتعليم لم تنته عند هذا الحد، بل وصلت إلى حد مراقبة صفحات عدد من شباب العاملين بالوزارة والمعروفين بالصوت المعارض داخل الديوان، ولدى لجان الوزير الإلكترونية تهمة جاهزة لتشويه الجميع وهي الانتماء لجماعة الإخوان الإرهابية، والوقوف ضد مصلحة البلاد، وتعطيل مسيرة التقدم والارتقاء بالتعليم المصري.
الجريدة الرسمية