رئيس التحرير
عصام كامل

صرخة زوجة في محكمة الأسرة: «أنا محرومة»

محكمة الأسرة-صورة
محكمة الأسرة-صورة أرشيفية

داخل أروقة محاكم الأسرة، وبين دفاترها.. قصص وحكايات أغرب من الخيال.. أبطالها أناس كانوا يعيشون حياة طبيعية، غير أنهم تعرضوا لمشاكل اجتماعية أحالت حياتهم إلى جحيم، وأصبحوا مجرد أسماء في سجلات القضاء.. أما السبب الأكثر شيوعا في تلك المشاكل الأسرية، وقضايا الطلاق والخلع، فهو عدم مقدرة الأزواج على إشباع رغبات زوجاتهم الجنسية، وكثيرات منهن وقفن بكل جرأة أمام هيئة المحكمة وقلن بصراحة: «نحن محرومات جنسيًا».


من بين هؤلاء سيدة تدعى «ن. أ» مقيمة في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.. تزوجت قبل سنوات من جار لها، وعاشت معه في هدوء واستقرار، ورزقهما الله بالبنات والبنين.. وفجأة تغيرت الأحوال وتبدلت الأوضاع، وأصبح الزوج غير قادر على القيام بواجباته نحو زوجته.. صبرت عليه وتحملت كأي زوجة مخلصة لعل ما أصاب زوجها أمر طارئ وسيعود إلى طبيعته، غير أن صبرها طال وازدادت حالة زوجها سوءًا، وتضاعفت مأساتها مع الحرمان.. واجهت الزوج بما يدور في عقلها وجسدها.. هاج وماج وثار ثورة عارمة انتهت بتلقينها علقة ساخنة، وعلى فترات متقاربة تكرر نفس المشهد.. ضاقت الزوجة ذرعا بحياتها التي تحولت إلى جحيم لا يطاق، فطلبت الطلاق بالطرق الودية، إلا أن الزوج رفض في إصرار وتحد.. في النهاية لم تجد الزوجة أمامها سوى محكمة الأسرة، فلجأت إليها وأقامت أمامها دعوى خلع.

قالت الزوجة: «أنا سيدة بسيطة.. كنت أحلم برجل أعيش في ظله ورعايته ويوفر لى الحياة الكريمة ويشبع رغباتى الجسدية.. وقع اختيارى على «س».. شاب ميسور الحال قوى البنية عذب اللسان.. وجدت فيه كل المواصفات التي أبحث عنها في فارس الأحلام.. هو أيضا مال قلبه إلىّ وصارحنى بحبه.. طلبت منه التقدم لأسرتى وخطبتى ففعل.. وفى ليلة لن أنساها تم الزفاف.. داخل حجرتنا عشت في عالم آخر كله سعادة ونشوة.. تذوقت لذة الحب وتفجرت بداخلى شهوات ورغبات هائلة، أيقنت معها أن أيامى المقبلة ستكون كلها سعادة ومتعة ولذة..

مرت الأيام سريعة وأنا أرتشف كل ليلة من كؤوس المتعة حتى الثمالة.. بعد 9 أشهر بالتمام والكمال رزقنا الله بابنتنا الكبرى فزادت من سعادتى، ثم جاء شقيقها وتضاعفت سعادتنا».. أضافت الزوجة: «يقولون في الأمثال دوام الحال من المحال.. هذا المثل انطبق عليّ تمامًا.. فقد تكاثرت علينا الهموم والمشاكل مع تزايد الأعباء المالية، وانعكس ذلك على أداء زوجى في الفراش، وأصبح غير راغب في ممارسة الحب معى، حتى وإن فعل لا يشبعنى.. تفهمت ظروفه ووقفت بجواره وشجعته، ولكنه فشل أيضا في أداء واجباته الزوجية..

طلبت منه أن يذهب إلى الطبيب ولكن كرامته منعته، وأصبح عصبى المزاج يثور لأتفه الأسباب بل يعتدى عليّ بالضرب.. ازدادت الأمور سوءًا وهجرنى زوجى في الفراش نهائيًا، وفى كل ليلة كان يغط في نعاسه ويتركنى اتقلب على نار الشوق والحرمان، والرغبة المحمومة التي اشتعلت في جسدى، خاصة أننى مازلت شابة في مقتبل العمر وشهواتى ورغباتى في تزايد مستمر، وكثيرا ما كنت استمع لصديقاتى يتحدثن عن لياليهن الساخنة في أحضان أزواجهن، وأتحسر على حالى مع ذلك الزوج الغارق في همومه ومشاكله العاجز عن إشباعى جنسيًا.. فكرت في أن أبوح بسرى إلى أسرتى لعلها تجد لى حلا، ولكننى خشيت من الفضيحة، ومن نظرة أسرتى لى على اعتبار أن الكلام عن الجنس «عيب ومحظور» على السيدات، ولا ينبغى لهن التفكير في المتعة الجسدية، كل ما هو مطلوب منهن إمتاع أزواجهن فقط بغض النظر عن احتياجاتهن الخاصة».

تنهدت الزوجة في ضيق واضح قبل أن تضيف: «ضقت ذرعا بحياتى هذه، خاصة أن الشيطان أوشك أن يوقعنى في الحرام.. قررت أن أثور على وضعى هذا كما ثار جسدى على عجز زوجى.. واجهته للمرة الأخيرة، وطلبت منه بحسم أن يجد له حلا، وأكدت له أننى أنثى شابة ولى متطلبات ورغبات لابد من إشباعها، وعليه أن يذهب إلى الطبيب للعلاج.. ازداد في عناده وتعنته وأصر على أنه رجل مكتمل الرجولة، واتهمنى بالمريضة بـ «الجنس» ولا أشبع منه أبدًا.. احتد النقاش بيننا وطلبت منه الطلاق والافتراق بالحسنى، ووعدته بأن سره لن يخرج أبدًا.. المهم أن يحررنى لأجد زوجا آخر يشبعنى جنسيًا.. رفض بشدة وكان جزائى علقة ساخنة وتهديد بالقتل إذا تحدثت عن هذا الموضوع مرة أخرى.. أدركت أن حياتى أصبحت مستحيلة مع هذا الرجل، وخشيت على نفسى من الفتنة أو أن أقع في الحرام وألا أقيم حدود الله.. بعد تفكير طويل قررت أن أتنازل عن كل شيء مقابل حريتى وعقدت العزم على خلعه، فتقدمت إلى محكمة الأسرة بشبرا الخيمة، بدعوى أطلب فيها الطلاق خلعًا بسبب عجز زوجى عن إشباع رغباتى الجنسية..

وتم استدعائى من قبل الخبيرة الاجتماعية وتحدثت معها بلا حياء في كل شيء، ونفس الأمر تكرر مع الخبيرة النفسية، وحاولت كل منهما إثنائى عن دعوى الخلع، ولكننى اتخذت قرارى ولن أتراجع عنه، فتمت إحالة الدعوى إلى المحكمة، وأنا الآن في انتظار حكم الخلاص غير مهتمة بكلام الناس أو إلحاح أسرتى عليّ حتى أتنازل عن الدعوى».

بعد تفكير طويل قررت أن أتنازل عن كل شيء مقابل حريتى وعقدت العزم على خلعه، فتقدمت إلى محكمة الأسرة بشبرا الخيمة، بدعوى أطلب فيها الطلاق خلعًا بسبب عجز زوجى عن إشباع رغباتى الجنسية.. وتم استدعائى من قبل الخبيرة الاجتماعية وتحدثت معها بلا حياء في كل شيء
الجريدة الرسمية