في حب الله ورسوله
من ديوان (في حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم)
سَيأتِيني رَسُولُ اللَّه ليلًا = يَرُشُّ النُّورَ في كُلِّ الشِعَابِ
يُضئُ الكَونَ مِنْ حَولي فَأصحُو = عَلى عِطرٍ تَعلَّقَ في ثِيابي
ومُوسيقَى تُدَاعِبُ صَمتَ قلبي = فَيَعزِفُني النَّهارُ على الربابِِ
نـُورٌ أَضاءَ بَصِيَرتي فَأضاءَني = لمَّـا تَـذَكرَتُ الحَبيبَ مُحَمَّدَا
وكَأنَّما سَطَعَتْ شُمُوسٌ في دَمِي = وكأنَّمــا قَمَرُ السَمَاءِ تَعَدَّدا
فَبِـذِكرهِ يحلـو الوجُودُ فَنرتَقي = يا حظَّ مَنْ باسمِ الحَبيبِ تَزوَّدا
هُـوَ بالرِّسَالـةِ والهدَايةِ قَدْ أتى = شَرُفَتْ بِه الدُنيا وكَانَ مُكَمَّلا
مِـنْ بَعْـدِ شّقِّ الصَّدْرِ وُجِّهَ قَلبُهُ = للغَـارِ، مُعتَكِفًَا غَدا مُتَأمِّلا
حَتى بَـدا جِبريـلُ قَالَ اقرأ وقُلْ = فَكأنّـَهُ في العِلـمِ كَانَ الأوَّلا
عَـرَفَتْ قُريشٌ أنَّهُ قَمَرُ الدُجَى = وَقَرينُ صِـدقِ القَولِ تِلكَ صِفَاتُه
في النَّاسِ كانَ رَشيدَ حِسٍّ باسمًا = كالأُقْحُـوانِ تألَّقَتْ وَجَنَـاتُـهُ
وَضَميرُهُ الحيُّ اِنَبرى يَسمُو بِهم = لو تَبخَلِ الدُنيـا تَـزِيدُ هِباتُـهُ
صَلَّى عَليهِ اللهُ، والرُسلُ، الملائِكُ = في العُـلا وَصَلاتُهُ سَعدٌ وَوَعْدْ
صَلَّى عَليهِ اللهُ والأُمَمُ التي = جَاءتْ وَرَاحَـتْ والتي لـمْ تَأتِ بَعدْ
صَلَّـى عَليـهِ الطَّيرُ والأشجَارُ = والوديانُ والأنهَارُ في قُرْبٍ وَبُعْدْ
يا لِيلَةَ الإسرَاءِ قُولي أَفصِحي = للمَسجِدِ الأقصَى سَرى بَلْ أُكْرِما
بمَدَارجِ الفََـلَـَكِ العَلِيّـَةِ بَعدَمَـا = بالمُرسَلينَ جَميعِهِمْ صَلَّى، سَـما
في المنُتهى خُطُواتُ جِبرِيلِ انثَنَتْ = ودَعَـا مُحَمَّـدَنَا لأنْ يَتَقَـدَّما
سَبعُـونَ أَلفَـًا مِنْ حِجَابٍ أُخرِقَتْ = لمُحَمّـَدٍ، مِـنْ بَعدِ صَمتٍ غَلَّفَا
قَـد هَـمَّ يَخلَـعُ نَعلَـهُ لَكِنْ بَدَا = نـُورٌ عَلى نُـورٍ عَلى نُورٍ طَفا
نَـادَاهُ رَبُّ العَـاَلميــنَ مُؤكِـدًا = أَنْ يَـا مُحَمَّدُ أَنتَ أَنتَ المُصطفى
وَلتَشهدي يَـا لَيْلَةً هَجَرَ الرَّسُولُ = بـِلادَهُ فِيـها بِأَمْـرِ اللهِ لَــهْ
هَلْ عَشَّشَتْ تِلكَ الحَمَائِمُ صُدْفَةً = والعَنكَبـوتُ بِخَيْطِـهِ قَد ظَلَّلَهْ
واللهِ لا.. فالعَنكَبـوتُ يُحِبّـُهُ = والطَّيـرُ أَيضـًا أمـرُ رَبى أَرسَلهْ
كَمْ سَاءَلوني مَنْ تحُبُ عَلى المَدَى = قُلْتُ الإله الوَاحِد الفَرد الصَمَـدْ
كَمْ سَاءَلوني مَنْ تحُـبُّ لأجلِـهِ = قُلتُ المكَمَّل في الصِفَاتِ المُعْتَمَـدْ
لَـو سَاءَلـوني عَنْ مَحَبَّةِ آلِـهِ = سَأَقُولُ هُمْ في القَلبِ عِشقٌ لا يُرَدْ
اتَبكِى عُيوني حِينَ أنْطِقُ اسمَهُ = وَيَميــلُ قلبي رَاهِبًا يَتَعبَّدُ
وتَظلُّ أَحْرُفُهُ الكَريمَةُ في فَمـي = نُـورًا يُبَـدِّدُ ظُلمَتي يَتَجدَّدُ
وأَطيرُ عُصْفُورًا طَليقًا في السَمـا= وتَروقُني نَجواه فَهْوَ مُحَمَّدُ
أنا ما أَتيتُكَ يا حَبيبـي مَادحـًا = يَكفِيـكَ مَدحُ اللهِ والتَمجِيدُ
فَصِفَاتُ خَلقِكَ في الكِتَابِ كَثيرَةٌ = لَيسـتْ لهـا حَدٌ ولا تَحديدُ
أنا هَائمٌ في نُورِ حُبِّـكَ ذَائِـبٌ = فَأَظـلُّ أَبكـى والغَرَامُ يَزِيدُ
عَجَبًا لهاتِيكَ الحُرُوفِ تَضَاءَلتْ = حَجَمًا أَمَامَكَ يا مُحَمَّدُ تَشهَدُ
عَرَفَتْ مَقَامَكَ يا حَبيبي فانبَرتْ = تُوفِيكَ حَقَّكَ، تَحتَفي وتُؤيِّدُ
طَـارتْ لِكُلِّ العَالمينَ تُزيدُهُمْ = فَـرَحًا بِنُورِ اسمِ النَّبي تُمَجِّدُ
كُنْ يا حَبيبي لـي شَفِيعًا عِندَما = تَفنى الحياةُ ويَنتَهي التَشييدُ
لَكَ يا ابنَ عَبْد اللهِ فيَّ حَلاوةٌ = فـالقَلبُ يَنطِقُ واللِّسانُ يُعِيدُ
فَأذَنْ لَنَا أَنْ نَـذْكُرَ اسمَكَ دَائِمًا = فَبِنـورِ ذِكرِكَ يَعذُبُ التَرديدُ
