رئيس التحرير
عصام كامل

شكرًا سيادة الوزير محمد جبران

18 حجم الخط

حين قرأت القرار الرسمي الصادر عن السيد المهندس محمد جبران، وزير العمل، رقم 346 لسنة 2025، والمتعلق بتنظيم أعياد الإخوة المسيحيين، أدركت منذ اللحظة الأولى أن الأمر أعمق من كونه قرارًا إداريًّا عابرًا، أو صياغة قانونية جافة، بل هو امتداد لمسار طويل من التنظيم والتشريع، ومحاولة واعية لضبط الأمور في إطارها الصحيح.

ربما لم يتفهم البعض من الناس، عند قراءتهم للقرار، خلفياته التاريخية والقانونية، خاصة ما يتعلق بتقسيم الطوائف، وهو تقسيم لم يكن وليد اللحظة، ولا اجتهادًا مستحدثًا، وإنما يستند إلى قرار مجلس الوزراء الصادر في 1 /7/ 1953، والذي نص منذ ذلك الوقت على تنظيم بعض الإجازات بهذه الصيغة وبهذا الإطار.

لكن الإشكالية -كما أراها- التي واجهت القرار لم تكن في جوهره أو مضمونه، بقدر ما كانت في طريقة تلقّيه، وقراءة البعض له خارج سياقه، أو التعامل معه بوصفه تمييزًا، أو بالطريقة التي تتجاهل السياق، وتغفل التاريخ، وتُحمّل النصوص أكثر مما تحتمل. بينما هو في حقيقته تنظيم قانوني يهدف إلى الوضوح، وضبط الحقوق، واحترام خصوصية المناسبات الدينية في إطار الدولة الواحدة.

ومن هذا المنطلق، فإنني أقدِّر وأثمِّن بصدق تلك الخطوة، وأراها محاولة جادة ومقدّرة من سيادة وزير العمل لترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية والمواطنة، لا كشعارات مرفوعة، بل كمنظومة قانونية واضحة تحترم الجميع، وتضع كل أمر في موضعه الصحيح، دون انتقاص أو تمييز.

فنحن في مصر، لم نكن يومًا وطن طوائف متصارعة، بل وطن نسيج واحد، يجمعه تاريخ مشترك، ومصير واحد، وأرض واحدة، مهما اختلفت العقائد وتعددت المناسبات.

ولعل ما زاد من قناعتي واطمئناني، هو سعادتي البالغة بلقاء السيد الوزير بالأمس، وهي فرصة أعدّها من اللحظات الفارقة. جلسة لم تكن رسمية بقدر ما كانت إنسانية، جلست فيها مع وزير يستمع أكثر مما يجيب، ويفكّر أكثر مما يتكلم، وعندما يتكلم، يفعل ذلك بعقل راجح، وحكمة هادئة، وبحث حقيقي عن أفضل ما يخدم جميع أبناء هذا الوطن.

فأنا حقًّا وجدت فيه مسؤولًا لا ينشغل بردود الأفعال اللحظية، بل ينظر للصورة الكاملة، ويوازن بين القانون والمجتمع، وبين النص وروحه، وبين القرار وأثره.

خرجت من هذا اللقاء وأنا أكثر إيمانًا بأن مصر بخير، ما دام فيها مسؤولون يدركون حساسية الكلمة، وخطورة القرار، وأهمية أن تُدار الأمور بعقل الدولة لا بانفعال الشارع.

وفي النهاية، ستبقى مصر أكبر من أي سوء فهم، وأعمق من أي جدل عابر، لأنها ببساطة وطنٌ تعلم عبر تاريخه الطويل أن الاختلاف لا يُفسد الانتماء، وأن المواطنة الحقة تُبنى بالفعل، لا بالضجيج.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية