دعوة تحمل رسالة.. والأزهر يؤكد أن الاختلاف قوة
تلقيت بالأمس دعوة كريمة من الأزهر الشريف، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب -اسمًا وصفةً كما أشعر دومًاـ شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر، وبمشاركة الصديق العزيز الإعلامي علي الريفي صاحب مؤسسة الريفي ميديا، لحضور احتفالية الأزهر بالأشخاص ذوي الإعاقة..
والتي تُقام صباح الغد في قاعة الأندلس بمركز الأزهر للمؤتمرات. كانت الدعوة في حد ذاتها رسالة، قبل أن تكون مناسبة أو احتفالًا، لأنها تعكس بوضوح رؤية مؤسسة عريقة تدرك قيمة الإنسان، أيًّا كانت ظروفه أو اختلافاته.
إن اهتمام مؤسسات الدولة المختلفة، ومنها مؤسسة الأزهر الشريف، بفئة الأشخاص ذوي الإعاقة -أو كما أُفضّل تسميتهم المختلفون- ليس مجرد نشاط بروتوكولي أو فعالية موسمية، بل هو تعبير صادق عن بعد نظر عميق، وإيمان حقيقي بأن المجتمع لا يكتمل إلا بمشاركة جميع أطيافه، وأن العدالة الاجتماعية لا تُقاس بالشعارات، بل بالفعل والاحتواء والاعتراف بالآخر.
تأتي مثل هذه الاحتفالات والمناسبات والمهرجانات لتؤكد رسالة بالغة الأهمية وهي أن الاختلاف ليس نقصًا، وأن وجود احتياج جسدي خاص لا يلغي القيمة، ولا ينتقص من الدور، ولا يحجب المكانة. بل على العكس، فإن الاعتراف بهذا الاختلاف هو أول خطوة نحو تمكين حقيقي، وإدماج فعلي، يشعر فيه الإنسان أنه جزء أصيل من النسيج الوطني، لا هامشًا على أطرافه.
إن الأزهر، وهو منارة الفكر الوسطي والإنساني عند أصدقائي المسلمين، يرسل من خلال هذه الاحتفالية رسالة أخلاقية قبل أن تكون مجتمعية، مفادها أن الإنسان يُقاس بما يحمله من روح وعطاء، لا بما يفتقده من قدرات جسدية.
فكم من أصحاب الهمم قدّموا للمجتمع ما عجز عنه الأصحاء، وكم من قصة نجاح بدأت من نقطة ظنّها البعض ضعفًا، فإذا بها تتحول إلى مصدر قوة وإلهام. وهنا بالطبع لا أقصد نفسي، فأنا مازلت أحاول في دروب الحياة.
والأجمل في هذه الرسالة أنها لا تُنكر وجود التحديات، ولا تتجاهل الواقع، بل تواجهه بروح المشاركة. فحتى إن كان هناك ضعف في جانب ما، فإن المعنى الحقيقي للمجتمع هو أن نقف جنبًا إلى جنب، نُكمّل بعضنا البعض، ونصنع معًا الصورة الكاملة. نحن لا نساعد من موقع الشفقة، بل نساند من موقع الشراكة، لأن الوطن لا يُبنى بفئة واحدة، بل بكل أبنائه.
مصرنا الحبيبة لا تكتمل إلا بكل أبنائها، المختلفين قبل المتشابهين، والرسالة التي تحملها هذه الاحتفالية هي أن لكل إنسان مكانًا محفوظًا في هذا الوطن، ودورًا لا يمكن تجاهله أو استبداله. وحين تهتم مؤسسة بحجم الأزهر الشريف بهذه الفئة، فهي لا تكرم أشخاصًا فقط، بل تُكرّس ثقافة، وتُعيد صياغة الوعي الجمعي على أساس الاحترام والاحتواء والعدل.
إنني أترقب حضور هذه الاحتفالية لا كمجرد مشارك، بل كمؤمن بأن مثل هذه المبادرات هي حجر الأساس لمجتمع أكثر إنسانية، وأكثر وعيًا، وأكثر قدرة على احتضان جميع أبنائه.. ليكتمل المشهد، وتبقى مصر قوية بتنوعها، عظيمة بأهلها، متماسكة بقلوبهم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
