زي النهارده، قصة نفي الزعيم أحمد عرابي ويومياته الحزينة في الغربة
في مثل هذا اليوم من عام 1882، قررت سلطات الاحتلال البريطاني نفي الزعيم أحمد عرابي خارج البلاد، بعد فشل الثورة العرابية وسقوط الإسكندرية ثم القاهرة في قبضة القوات الإنجليزية، ولم يكن النفي مجرد إجراء عقابي، بل خطوة سياسية هدفت إلى إبعاد رمز التمرد العسكري والشعبي عن المجال العام المصري، وقطع أي إمكانية لعودة مشروعه الإصلاحي.
أحمد عرابي، الوطني الشريف في يد الاحتلال
أحمد عرابي، ضابط تخرج من صفوف الجيش المصري، وتصدر المشهد السياسي والعسكري في أواخر القرن التاسع عشر، مطالبًا بإصلاحات داخل المؤسسة العسكرية، ثم تطورت مطالبه إلى مواجهة مباشرة مع الخديوي توفيق والتدخل الأجنبي، خصوصًا النفوذ البريطاني والفرنسي، وبلغت المواجهة ذروتها في معركة التل الكبير، التي انتهت بهزيمة القوات العرابية، لتدخل بعدها القوات البريطانية القاهرة وتفرض سيطرتها الكاملة على البلاد.
وعقب الهزيمة، ألقي القبض على أحمد عرابي وعدد من قادة حركته، وجرى تقديمهم للمحاكمة بتهمة العصيان ومحاولة قلب نظام الحكم، ورغم صدور حكم بالإعدام، جرى تخفيفه لاحقًا إلى النفي المؤبد خارج مصر، في خطوة عكست حرص الاحتلال على تحييد عرابي دون تحويله إلى رمز شهيد داخل البلاد.
سرنديب، المنفى البعيد لـ عرابي وذاكرة العزلة
جرى نقل أحمد عرابي إلى جزيرة سرنديب، المعروفة اليوم باسم سريلانكا، وهي جزيرة تقع في المحيط الهندي وكانت آنذاك تحت السيطرة البريطانية، وهناك عاش عرابي سنوات طويلة من العزلة، بعيدًا عن مصر التي قاد فيها واحدة من أولى محاولات التمرد الوطني المنظم ضد الاستبداد الداخلي والهيمنة الأجنبية.
وفي منفاه عاش أحمد عرابي حياة هادئة نسبيًا، وابتعد عن العمل السياسي المباشر، لكنه ظل محتفظًا بمكانته الرمزية كزعيم وطني سابق، وتشير مذكراته وبعض الروايات التاريخية إلى أنه انشغل بالتعليم والعبادة، وكتب رسائل تعكس شعوره بالخذلان، ليس فقط من الهزيمة العسكرية، بل من تبدد حلم الدولة الوطنية التي كان يتطلع إليها.
وبعد سنوات طويلة من النفي، سمح لأحمد عرابي بالعودة إلى مصر في مطلع القرن العشرين، لكنه عاد إلى واقع مختلف؛ احتلال مستقر، وحركة وطنية جديدة تجاوزت تجربته، وزعيم سابق تراجع حضوره السياسي لحساب أجيال أخرى من الرموز الوطنية.
وبعد مرور أكثر من قرن على نفيه، يبقى أحمد عرابي حاضرًا في الذاكرة التاريخية المصرية بوصفه أحد أوائل من كسروا حاجز الصمت في مواجهة السلطة والاحتلال، ورمزًا لمرحلة انتقالية في تشكل الوعي الوطني، انتهت بالمنفى، لكنها تركت أثرًا ممتدًا في مسار الحركة الوطنية المصرية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
