ترامب يسعى للسيطرة على النصف الغربي من الكرة الأرضية.. يحاصر فنزويلا ويعاقب ناقلات النفط.. يحاول احتواء النفوذ الصيني في أمريكا اللاتينية.. وأزمة الصواريخ الكوبية تعود إلى المشهد
وصف كبير مستشاري الأمن القومي في "مركز الاستراتيجية البحرية" في الولايات المتحدة مات رايزنر تحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد فنزويلا بأنها "استعراض للقوة يكشف رغبته في السيطرة على الجزء الغربي من نصف الكرة الأرضية".
وقال رايزنر في مقال نشره موقع "ذا ناشيونال إنترست"، في 10 ديسمبر الجاري، احتجز خفر السواحل الأمريكي ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا لدورها المزعوم في نقل النفط الفنزويلي في انتهاك للعقوبات الاقتصادية الأمريكية. وبعد ستة أيام، أعلن ترامب في منشور عبر منصة "تروث سوشيال"، نيته تنفيذ "حصار كامل" على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات سواء التي تحاول دخول فنزويلا أو مغادرتها، في أول حصار أحادي الجانب تفرضه واشنطن منذ أزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر من عام 1962.
ادعاءات ترامب المضللة تستهدف السيطرة على النصف الغربي من الكرة الأرضية
ويضيف: يدعى ترامب أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو غير الشرعي يستخدم النفط لتمويل إرهاب المخدرات، والاتجار بالبشر، والقتل، والاختطاف، وأن حصار فنزويلا يستهدف "أسطول الظل"، حيث يجري استخدام 20% من جميع ناقلات النفط العالمية لتهريب النفط من البلدان الخاضعة للعقوبات الدولية، وأن 10% من هذه السفن تحمل النفط الفنزويلي حصريا.
ويرى الكاتب أن استخدام ترامب لعبارة "الحصار التام" لوصف استهداف ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات الأمريكية هو أمر مضلل بعض الشيء، حيث أكد بعض أعضاء الكونجرس ما قاله ترامب لا ينبغي النظر إليه باعتباره حصارا تقليديا (يسعى إلى خنق تدفق التجارة داخل وخارج بلد معين)، بل ينبغي التعامل معه باعتباره إنفاذا عدوانيا للعقوبات الأميركية، ورغبة في سيطرة القوة الأمريكية على النصف الغربي من الكرة الأرضية.
واشنطن تسعى لقطع خطوط الإمداد بين بكين وكاراكاس
بحسب المقال، تبنت استراتيجية الأمن القومي التي أصدرتها إدارة ترامب مؤخرا فكرة التعامل مع نصف الكرة الغربي كأولوية أمنية وطنية بارزة، وروجت لـ"مبدأ مونرو"، معلنة أن أمريكا سوف تتصدى للاتجاهات الإقليمية التي ترى أنها تتعارض مع مصالحها، بما في ذلك الهجرة الجماعية، والجريمة العابرة للحدود الوطنية، وأي توغل معاد للولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية.
وفي سياق هذه الاستراتيجية، ربما يكون من الأفضل تفسير حصار ترامب لفنزويلا بوصفه استعراضا للقوة الأمريكية في النصف الغربي من الكرة الأرضية، وليس مقدمة لغزو فنزويلا.
في هذا السياق، يرى رايزنر أن فنزويلا ليست الدولة الوحيدة التي يستهدفها الحصار، حيث تمتد خطوط الحصار على استقامتها لتعطيل الشراكة العميقة بين كاراكاس وبكين؛ حيث تشتري الصين نحو 80% من صادرات النفط الفنزويلية، وتعد شركة البترول الوطنية الصينية أكبر مستثمر أجنبي في النفط الفنزويلي، ولدى الشركات الصينية عقود مشاركة لإنتاج النفط في فنزويلا تمتد لعقود.
القضاء على النفوذ الصيني في أمريكا اللاتينية
ويؤكد الخبير الأمريكي في مقاله أن إدارة ترامب ترغب في القضاء على النفوذ الصيني في أمريكا اللاتينية، كما يتضح من حملة الضغط الناجحة التي شنتها لإقناع بنما بالانسحاب من "مبادرة الحزام والطريق الصينية"، في إشارة إلى ما يعرف بـ"طريق الحرير الجديد"، والذي يستهدف ربط الصين بالعالم في أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية.
وعلى الرغم من أن الصين لديها ما يكفي من النفط لتجنب أي نقص على المدى القريب بسبب تعطيل الحصار الأمريكي لصادرات النفط الفنزويلية، إلا أن موقف ترامب العدواني تجاه أحد شركائها الإقليميين واستهدافه لأكبر مصدر للاستثمار الصيني ممثلا في فنزويلا هو رسالة واضحة إلى بكين للتخلي عن طموحاتها في نصف الكرة الغربي، وفق رايزنر.
ويتابع: يتصور ترامب أن سيطرته على النصف الغربي من الكرة الأرضية يساعد واشنطن على تحقيق مصالحها الخاصة وعزل القوى الأجنبية مثل الصين؛ لكن ذلك قد يزيد عزلة الولايات المتحدة عن جيرانها ويشجع دول أمريكا اللاتينية على إقامة شراكات مع منافسي واشنطن الجيوسياسيين بحثا عن الدعم الأمني في مواجهة أي سلوك عدواني أو غير متوقع من الولايات المتحدة.
صناعة النفط أهم محركات النمو الاقتصادي في فنزويلا
وتعد صناعة النفط أحد المحركات القليلة المتبقية للنمو الاقتصادي في فنزويلا، حيث تمثل نحو 80% من إجمالي قيمة صادرات البلاد وتمول حوالي 60% من ميزانية الحكومة.
وبلغة الأرقام، تمتلك فنزويلا أكبر احتياطيات من النفط الخام في العالم، وأدت العقوبات التي فرضها ترامب خلال فترة رئاسته الأولى على صناعة النفط في فنزويلا في عام 2019، إلى انخفاض أكثر من 50% في صادرات البلاد اليومية من النفط الخام بحلول نهاية العام. ومع ذلك، فإن استخدام فنزويلا لـ"أسطول الظل" لنقل النفط إلى الأسواق الدولية أدى إلى دعم صناعة النفط على أراضيها؛ حيث صدرت حوالي 952 ألف برميل يوميا في نوفمبر 2025، مقارنة بـ495 ألف برميل في أواخر عام 2019.
مادورو يتعهد بمواصلة تصدير النفط لا هوادة
ويختم الكاتب مقاله قائلا: لن يوقف الحصار الأمريكي صادرات النفط الفنزويلية تماما، إذ إن حوالي 40% فقط من سفن "أسطول الظل" التي تخدم فنزويلا تخضع حاليا للعقوبات الأمريكية. ومع ذلك، فإنه يمكن أن يقلل بشكل كبير من قدرة فنزويلا على شحن النفط إلى الخارج ويجبر فنزويلا على إبطاء لإنتاج النفط بشكل كبير. وقد عكست بعض السفن مسارها بالفعل بعيدا عن فنزويلا ردا على استيلاء خفر السواحل على الناقلة. فيما تعهد مادورو، بشجاعة، بأن تستمر فنزويلا في تصدير النفط دون هوادة بسبب التهديدات الأمريكية، وندد بدعوة ترامب لفرض الحصار ووصفها بأنها "تثير الحرب".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا




