رئيس التحرير
عصام كامل

صنداي تايمز تحذر من مخاطر التجسس الصيني على بريطانيا

الصين
الصين
18 حجم الخط

تحت عنوان "غزو الجواسيس"، نشرت جريدة صنداي تايمز البريطانية تحقيقا حذرت فيه من أن "بكين تزيد بشكل مطرد من وجودها الدبلوماسي في المملكة المتحدة، وتضيف مسؤولين جددا كل شهرين، وتشتري عقارات في جميع أنحاء لندن"، مؤكدة أن التهديدات التي تشكلها الصين على الأمن القومي البريطاني تتجاوز المفاهيم التقليدية للتجسس.

وقالت الجريدة: "إن بكين قامت بشراء المنازل وجمعت مجموعة كبيرة من المسؤولين لدعم خطتها البالغة قيمتها 750 مليون جنيه إسترليني (أي أكثر من 997 مليون دولار) لتشييد مبنى جديد لسفارتها في لندن".

وبحسب التقرير، فإن ما تقوم به بكين يواجه معارضة كبيرة من السلطات المحلية، وأعضاء البرلمان، ومسؤولي المخابرات البريطانية".

ويرى المعارضون أن الحكومة الصينية توسّع وجودها الدبلوماسي في بريطانيا بشكل منهجي في "رويال مينت كورت"، وهو مجمع تاريخي في لندن كان المقر الرئيسي لدار سك العملة الملكية في الفترة من 1809 وحتى عام 1967، ويضم مباني سكنية ومكاتب، ويقع بجوار برج لندن، ويشهد حاليا تطويرا ليصبح مقرا جديدا لسفارة الصين، مع الحفاظ على بعض الأجزاء التاريخية مثل أقبية دير سيسترسيان القديم.

مخاوف بريطانية مشروعة ونفي صيني لفكرة التجسس

وبحسب "صنداي تايمز"، فإن "المعارضة السياسية والرسمية الواسعة في بريطانيا ترجع إلى مخاوف من أن يجري استخدام هذا المقر الكبير لأغراض تتجاوز العمل الدبلوماسي الاعتيادي، بينما تصف الصين المخاوف البريطانية بأنها مبالغ فيها".

في المقابل، ترى تقارير إعلامية أن المخاوف البريطانية مشروعة، مشيرة إلى ما جرى في أكتوبر الماضي، حيث أشار تقرير نشرته جريدة "فايننشال تايمز" أن حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر عطلت بشكل حاسم التحقيق في التجسس الصيني ضد السياسيين في البرلمان البريطاني كريستوفر كاش وكريستوفر بيري، اللذين كانا متهمين بتمرير معلومات عن أعضاء البرلمان البريطاني لجاسوس صيني. 

المصالح البريطانية عطلت تحقيقا في قضية تجسس صينية

وبحسب "فاينانشيال تايمز"، فإن "تعطيل التهم بحق السياسيين البريطانيين جاء بهدف حماية العلاقات التجارية والدبلوماسية مع بكين، رغم المخاوف من أن دولة معادية قد تسللت إلى قلب الديمقراطية البريطانية".

ونقلت الجريدة عن مسؤولين قولهم: إن "قرار النيابة العامة بإسقاط قضية التجسس الصيني جاء بعد خلاف كبير بين مستشاري الأمن الدولي لستارمر ووزارة الخارجية من جهة، ووزارة الداخلية البريطانية من جهة أخرى؛ حيث رغبت الداخلية البريطانية في المضي قدما في القضية، لكن خلافا نشأ نتيجة رغبة مستشاري الأمن ووزارة الخارجية بعدم إزعاج الصين، خاصة مع سعي المملكة المتحدة لتحسين العلاقات مع ثالث أكبر شريك تجاري لها".

ووفق تقارير إعلامية، فإن "استراتيجية الأمن القومي" البريطانية، التي نُشرت في يونيو الماضي، حذرت من زيادة أنشطة التجسس والتدخل الصيني في الديمقراطية البريطانية.

تجسس صيني باستخدام طرق تقليدية

ويرى الباحث في الشئون الأمنية في هيئة الإذاعة البريطانية جوردون كوريرا في مقال نشر بتاريخ 30 أكتوبر 2025، أن "الصين تتجسس على بريطانيا ضمن الإطار التقليدي للطرق القديمة للتجسس البشري المرتبطة بالحرب الباردة، حيث يعمل الجواسيس تحت غطاء كونهم دبلوماسيين، ويجندون الناس لتمرير الأسرار".

ويضيف: أجهزة المخابرات الصينية مهتمة بالحصول على معلومات من مصادر متعددة، بما في ذلك صناع السياسات والموظفين الحكوميين والمؤسسات الديمقراطية، وهي قادرة على التصرف بشكل انتهازي لجمع كل ما في وسعها من معلومات".

تجسس بريطاني مقابل التجسس الصيني

يقول كوريرا: "تقوم كل دولة تقريبًا بهذا النوع من التجسس، فالرغبة في معرفة ما تفعله الدول الأخرى هو أمر قديم قدم التلال. وتقوم المملكة المتحدة بهذا النوع من التجسس ضد الصين (كما اشتكت الصين نفسها علنا). وعندما يجري القبض على هؤلاء الجواسيس، يتصاعد الخلاف رغم أن طل طرف يعلم أن ما يحدث يدخل في نطاق الأمور العادية".

لكن كوريرا يؤكد في الوقت ذاته أن "ما يميز الصين حقًا ــوما يكمن في قلب المشكلةــ هو أن التهديدات التي تفرضها الصين على الأمن القومي البريطاني تتجاوز المفاهيم التقليدية للتجسس"، مشددا على أنه "مما يزيد الأمور تعقيدا أن بعض التهديدات ترتبط ارتباطا وثيقا بالأسباب التي تجعل الكثيرين يعتقدون أننا بحاجة إلى التعامل مع الصين".

نصف مليون متعامل مع المخابرات الصينية

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، فإن "تزايد المخاوف بشأن النفوذ السياسي للصين يرجع إلى الحجم البشري الهائل للاستخبارات الصينية، والذي تقدره بعض التقديرات بنصف مليون شخص؛ ما يعني أنها قادرة على متابعة عملها على نطاق أوسع في عديد البلدان حول العالم".

يقول كوريرا: تتصاعد لمخاوف بشأن النفوذ السياسي الصيني؛ ففي يناير 2022، أصدر جهاز "إم آي 5" تحذيرا بشأن أنشطة كريستين لي، التي يعتقد أنها تسللت إلى البرلمان؛ ونفت السيدة لي هذه المزاعم. وفي وقت لاحق، اتخذت إجراءات قانونية ضد "إم آي 5"، وأخبرت المحكمة أن التحذير الذي صدر ضدها ذو "أغراض سياسية".

ولع الصين بالتجسس على المنشقين

وهناك مجال آخر يثير قلق مسئولي الأمن في المملكة المتحدة، وهو ولع الصين بالتجسس على المنشقين، وهو ما يعرف بـ"القمع العابر للحدود الوطنية"، وهو الأمر الذي كان هدفا رئيسيا للمخابرات الصينية لسنوات مع التركيز على مجموعات مثل الناشطين في إقليم التبت.

لكن وصول العديد من الناشطين الشباب المؤيدين للديمقراطية من هونج كونج إلى المملكة المتحدة، في أعقاب حملة القمع التي فرضتها بكين، زاد من المخاوف، وهي الاتهامات التي اعتادت بكين نفيها، بحسب كوريرا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية