عباقرة ولكن مجهولون، الشيخ أحمد بن يوسف الصديقي.. خريج الأزهر قاضي البحرين
على مر التاريخ الإسلامي لمعت أسماء عباقرة في مختلف المجالات مثل: عمر ابن الخطاب، وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، والبخاري، والشافعي، وابن حنبل، ابن سينا.. ابن رشد.. الكندي.. الفارابي.. الخوارزمي.. الطبري.. أبو حامد الغزالي.. البوصيري.. حتى محمد عبده.. المراغي.. المنفلوطي.. رفاعة الطهطاوي.. طه حسين.. العقاد.. أحمد شوقي.. عبد الحليم محمود.. محمد رفعت.. النقشبندي.. الحصري.. عبد الباسط.. وغيرهم، في العصر الحديث.
لكن هناك أسماء مهمة كان لها بصماتها القوية على العلم والحضارة، ولا يكاد يعرفها أحد، وفي هذه الحلقات نتناول سير بعض هؤلاء العباقرة المجهولين.
الشيخ أحمد بن يوسف الصديقي، خريج الأزهر قاضي البحرين
هو العلامة القاضي الفرضي الشيخ يوسف بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن الصديقي نباء، الشافعي مذهبا.
مولده ونشأته
ولد الشيخ أحمد بن يوسف الصديقي سنة ١٣٣٨هـ، أي عام ۱۹۱۹م، في قرية أم الشجر، بالمحرق، في مملكة البحرين.
وحفظ القرآن الكريم على يد والده ولم يتجاوز السابعة من عمره، وكان والده إمامًا وخطيبًا في مسجد أم الشجر، ثم مات والده فظل الابن في حضانة جده، الذي غرس فيه حب العلم والأدب.
وعندما جاوز الثانية عشرة من عمره حبب الله إليه العلم فشغف به، فارتحل إلى الأحساء طلبا للعلم من مظانه ورجاله سنة ١٣٥٥هـ.
في الأحساء
وكانت الأحساء آنذاك منبعًا للعلم يفد إليها طالبو العلم من جميع بلدان الخليج وغيرها، فأقام فيها مدة ست سنوات، سكن خلالها في رباط الشيخ العلامة أبي بكر عالم عصره في ذلك الوقت، فتلقى العلم على يد أساتذة وعلماء كبار؛ منهم الشيخ محمد بن أحمد بن أبي بكر، حيث أخذ عنه علم الفرائض والنحو والتجويد، وحفظ متن الزيد في الفقه الشافعي، وألفية ابن مالك في النحو، والأجرومية، والجوهرة في علم التوحيد، والنخبة في علم الحديث، والرحيبة في علم الفرائض، وأخذ الفقه على يد الشيخ عبد الله بن عمير الشافعي، ودرس الفقه أيضا على يد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله.
وبعد أن عاد الشيخ أحمد بن يوسف الصديقي من الأحساء، عمل إمامًا وخطيبًا ومدرسا بالمسجد، مع تولية العقود بعد وفاة جده محمد شريف، فاستفاد جمعٌ من الناس من علمه فأخذ يعلمهم ويرشدهم ويقرؤهم القرآن، كما درس على يدي مشايخ البحرين وعلمائها، منهم: عمه الشيخ عبد الله بن محمد الصديقي الفقيه الشافعي الذي كان يؤمه الناس للفتيا والعلم، وكذلك الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل محمود حيث درس على يديه شرح متن الزبد في الفقه الشافعي.
في مصر
ثم هيأ الله له أسباب طلب العلم ثانية، فرحل إلى مصر، والتحق بالجامع الأزهر الشريف، وكان ذلك عام ١٣٧٠هـ، فدرس هناك سبع سنين، حضر خلالها على أكابر علماء مصر ومحدثيها، فأخذ علم التفسير والفقه وأصوله والبلاغة والمنطق والبحث والمناظرة وغيرها من العلوم التي لم يتلقها في الأحساء، فأكسبه ذلك سعة وباعا في الأفق والنظر، وحفظ الكثير من المتون والأشعار منها: نظم الورقات، ومتن البيضاوي في علم الأصول، والمعلقات السبع، والكثير من الأشعار والأراجيز، حتى حصل على شهادة العالمية من الأزهر الشريف.
وكان خلال وجوده في مصر يكتب العديد من المقالات الأدبية والدينية في مجلة الأزهر.
وبعد أن أنهى الشيخ أحمد بن يوسف الصديقي دراسته رجع إلى البحرين، ودرس في دائرة المعارف مدة ثلاث سنوات، مع قيامه بالخطابة والتدريس والإمامة في جامع القضيبية.
وبعدها التحق بسلك القضاء في المحاكم الشرعية، وذلك عام ١٣٨٢ هـ، وخلال هذه المدة كان يلقي الدروس العلمية والدينية في جامع الزلاف، وخصوصًا في المناسبات مثل شهر رمضان وليلة المولد الشريف والإسراء والمعراج وغيرها، وكان ولا يزال بيته عامرا يومه كثير من الناس للسؤال والفتيا والقضاء والإصلاح بين الناس، ويقصده الزوار من خارج البحرين أيضا وخصوصًا في أيام المناسبات.
في القدس الشريف
وحضر مئات المؤتمرات والندوات في جميع الدول العربية والإسلامية، وكذلك أوروبا، وأهم حدث أنه زار القدس الشريف قبل احتلال الصهاينة له، وخطب في المسجد الأقصى، وكانت خطبه محل استحسان وثناء العلماء، وبقي يهوى القراءة والمطالعة في كتب الأدب والبحث وحفظ الأشعار العربية والقصائد النبطية، والرقائق الأدبية، وله مكتبة عامرة بشتى المعارف والكتب والمراجع الدينية والتاريخية والأدبية والسياسية والثقافة العامة.
وعمل وكيلا لمحكمة الاستئناف العليا الشرعية، وعضوا برابطة العالم الإسلامي، وعضوا بمجمع الفقه، وممثلا المملكة البحرين في المؤتمرات الخارجية فيما يتعلق بالشئون الإسلامية، وصدر له كتاب منظوم بعنوان "الأرجوزة اللطيفة، في سيرة ووقائع آل خليفة".
وعُين خطيبًا في جامع القضيبية، ثم عين قاضيًا شرعيًا في المحكمة الشرعية عام 1962.
وفاته
توفي الشيخ أحمد بن يوسف الصديقي يوم السبت، 4 رمضان، سنة ١٤٣١هـ، الموافق 14 أغسطس سنة ٢٠١٠م.
ودفن في مقبرة الزلاق.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا


