رئيس التحرير
عصام كامل

مزرعة شمسية فوق كل منزل

18 حجم الخط

لا أعرف ما الذي يعوق هذا المشروع في وقت يتزايد فيه الطلب على الطاقة من جهة ونار أسعار الفواتير التي تصعق المواطنين من جهة ثانية، وتخفف بل وتنهي مشكلة دعم الكهرباء التي تثقل ظهر الحكومة من جهة ثالثة. وعلينا اليوم ونحن تستعد للانطلاق في ثورة جديدة للتنمية، والطاقة فيها هي حجر الزاوية، أن نعمل في هذا المشروع.

مزرعة شمسية فوق كل منزل، ليس مجرد مبادرة بيئية مهمة، بل هو مشروع اقتصادي واجتماعي وطني، يهدف إلى تحويل أسطح المنازل في جميع أنحاء الجمهورية إلى محطات توليد طاقة نظيفة.

وتعتمد هذه الرؤية على نشر واستخدام الألواح الشمسية على أسطح المنازل والمباني السكنية، ليحولها من مخازن للقبح والكراكيب، إلى أصول منتجة للكهرباء ودون الحاجة لأراض كبيرة لإقامة مشروعات لإنتاج الكهرباء، ثم ربطها بالشبكة القومية للكهرباء.. 

وأطلق البعض مصطلح الفوائد السبعة علي مشروع المزرعة الشمسية فوق كل منزل، وهي خفض فاتورة الكهرباء وتوليد الدخل بالنسبة للمواطن، والاستقلالية المالية في مجال الطاقة، فبعد فترة استرداد رأس المال، يصبح المنزل تقريبًا مجانيًا من فواتير الكهرباء، بل ويمكن أن يدر دخلًا عبر بيع الفائض من الطاقة للدولة ودعم الاقتصاد الوطني بتقليل عبء استيراد الوقود الأحفوري (الغاز والمازوت) المستخدم في المحطات التقليدية، وتوجيهها لمشاريع التنمية الأخرى.

والمهم الذي يعتبره البعض رفاهية، وما هو كذلك، مكافحة تغير المناخ وتوفير بيئة نظيفة تنعكس على صحة المواطن، وبلغة أهل الأرقام سنقلل الإعتمادات المنفقة فى الصحة إذا قضينا على السبب والمسبب.

فكل لوح شمسي يتم تركيبه يمثل خطوة للأمام نحو مستقبل أخضر، وتوليد الكهرباء من الشمس يعني انعدام الانبعاثات الكربونية وأكاسيد النيتروجين والكبريت، مما يحسن جودة الهواء ويقلل من الأمراض المرتبطة بالتلوث.

ومن جهة مهمة إذا تحول هذا المشروع إلى مشروع قومي سيتلزمه مئات آلاف المهندسين والفنيين والعمال لتركيب وصيانة الألواح، يعني خلق قطاع جديد وفرص عمل في سوق العمل المصري يسمى بـ الوظائف الخضراء.

وبدلًا من الاعتماد على محطات ضخمة ومركزية قد تكون عرضة للأعطال أو الظروف القاسية، يصبح إنتاج الطاقة موزعًا على ملايين الأسطح، يعني تعزيز أمن الطاقة في البلاد ويقلل من خسائر النقل والتوزيع.

واستغلال الأسطح، بصفتها مساحات غير مستخدمة في الغالب، في وظيفة حيوية، يحقق أقصى استفادة من البنية التحتية القائمة دون الحاجة لأراضي جديدة.

والسؤال لماذا يتم تعطيل أو عرقلة مثل هذا المشروع والذي يمكن الاستفادة بمثله لإنارة كل الشوارع والطرق الداخلية والمحورية والدائرية والسفر إلى كل أنحاء البلاد، بتركيب محطات صغيرة للطاقة الشمسية على الأعمدة تتولى تكلفتها شركات الدعاية والإعلانات.

ولا شك أن تطبيق مثل هذا المشروع على نطاق واسع يتطلب تضافر جهود حكومية وتشريعية ومالية وفى مقدمتها توفير التمويل الميسر للمواطنين لشراء الألواح، وتبسيط إجراءات الترخيص والربط بالشبكة، وضمان جودة الألواح والمقاولين.

نعم قطعت مصر شوطًا كبيرًا في قطاع الطاقة المتجددة، ومحطة بنبان الشمسية العملاقة ومزارع الرياح خير دليل على ذلك. ومشروع مزرعة شمسية فوق كل منزل هو الخطوة التالية والمنطقية نحو ديمقراطية الطاقة، حيث يصبح كل مواطن شريكًا في إنتاج واستهلاك الطاقة النظيفة. إنها فرصة ذهبية لإعادة تشكيل علاقتنا بالبيئة وبمستقبل أبنائنا.

وأبرز عيوب وتحديات برامج التمويل الحالية لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية هو ارتفاع أسعار الفائدة، فالشروط المالية تحول هذا المشروع إلي حلم صعب المنال، مما يستلزم تدخل الرئيس للموافقة على تيسير الإجراءات مثل شروط دخل شهري محددة وتحويل الراتب للبنك، وهو ما قد يستبعد شرائح كبيرة من المواطنين، خاصة أصحاب الحرف والمهن الحرة أو ذوي الدخل المنخفض والمتوسط الذين هم في أمس الحاجة لخفض فاتورة الكهرباء.

والحل مشروع قومي من خلال الحكومة ويتم التقسيط فيه لمن يريد على الفاتورة الشهرية، من خلال برامج تمويلية دولية بأسعار فائدة رمزية أو منخفضة جدًا، ومنعدمة من قبل المؤسسات الدولية التى تهتم بالبيئة.

علينا أن نستفيد من بعض التجارب العالمية الناجحة التي أثبتت أن تحويل أسطح المنازل إلى محطات توليد للطاقة الشمسية ليس ممكنًا فحسب، بل هو نموذج اقتصادي وبيئي فعّال يمكن تطبيقه على نطاق واسع.

فعلي سبيل المثال ألمانيا التي تعتبر رائدة في مجال الطاقة الشمسية، رغم أنها ليست من أكثر الدول سطوعًا ويعود نجاحها في نشر الطاقة الشمسية السكنية إلى عاملين رئيسيين:
- ألزمت الحكومة شركات الكهرباء بشراء كل كيلوواط/ ساعة إضافي ينتجه صاحب المنزل ويتم ضخه في الشبكة، وبسعر ثابت ومضمون أعلى من سعر الشراء، ولفترة طويلة (عادة 20 عامًا). 
- الدعم الحكومي والقروض الميسرة جدًا من بنك التنمية الألماني (KfW) بفوائد منخفضة للغاية للمواطنين لتركيب الأنظمة، مما جعل التكلفة الأولية في متناول الجميع.

وفي أستراليا يتم الاستفادة القصوى من أشعة الشمس وتعد رائدة عالميًا من حيث نصيب الفرد من الطاقة الشمسية، وعلى الرغم من أن الصين هي أكبر مُصنِّع ومُنتج للطاقة الشمسية في العالم (من حيث إجمالي القدرة)، إلا أن لديها أيضًا تجارب ناجحة بتقديم دعم مباشر وحوافز مالية للمواطنين والشركات لتركيب الأنظمة المثبتة على الأسطح والتركيز على دمج أحدث التقنيات لزيادة كفاءة الألواح وتقليل التكلفة الإجمالية للأنظمة السكنية. فهل نستفيد منهم؟!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية