وفشل المخطط الإسرائيلي!
السؤال الآن: هل نجح المخطط الإسرائيلي في تمزيق الجسد الفلسطيني المحاصر منذ عام 2007 في فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية بمساعدة حماس كما يروج البعض؟ للإجابة عن هذا السؤال لا بد من مناقشة ما يروج له البعض عن نجاح، ولن أقول انتصار إسرائيل بعد عملية 7 أكتوبر 2023..
في البداية يكون السؤال ما هو تعريف النجاح؟ هل احتلت إسرائيل غزة؟ هل تم قتل كل أهالي غزة؟ هل تم تهجيرأهل غزة لتحويل غزة لريفيرا أمريكية؟ هل تم القضاء على فكرة المقاومة؟ وكيف يكون نجاحًا لإسرائيل في ضوء الفشل الاستخباراتي، وعدم تحقيق الأهداف الاستراتيجية بالكامل بالقضاء على حماس والإفراج عن الرهائن، والخسائر البشرية والاقتصادية، والإدانة الدولية الواسعة، وغياب أي اتفاق سلام جديد؟!
في البداية يأتي فشل المخطط الاسرائيلي الساعي لفصل غزة، والذي استمر من 2007 وحتى الآن واضحًا بعد التوافق الدولي على خروج إسرائيل من غزة، وبدء تعميرها لأهاليها وإدارة للقطاع من قبل السلطة الفلسطينية بدعم دولي متعدد..
وهذا هو محور الإجابة عن السؤال الذي أطرحه، والذي يكون في التمهيد له إن أثار هذه الحرب أكدت للجميع أنه لا عمليات تطبيع أو سلام مستقرة بدون النظر للقضية الفلسطينية، يعني انهيار مفهوم إمكانية تحقيق سلام بمعزل عن الفلسطينيين.
نعود للسؤال عن مدى تحقق هدف إسرائيل الاستراتيجي بفصل غزة عن السلطة الفلسطينية منذ عام 2007.. ويمكننا القول إن إسرائيل لم تنجح في تحقيق فصل نهائي مقبول دوليًّا، نعم على أرض الواقع كان الانقسام بين الضفة الغربية -حيث تقع السلطة الفلسطينية- وقطاع غزة الذي كانت تحكمه حماس قبل الحرب موجودًا بالفعل منذ عام 2007.. وقد سعت إسرائيل بشكل غير مباشر لتعميق هذا الانقسام كجزء من سياستها طويلة الأمد.
لكن بعد 7 أكتوبر والهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة ومحاولة تدمير البنية التحتية لحكم حماس.. ما هي النتيجة؟ أعلنت إسرائيل نيتها القضاء على حماس وعدم السماح لـ السلطة الفلسطينية بالعودة إلى غزة بشكلها الحالي، لكن هذا الرفض لم يترجم إلى قبول دولي لسيناريو الفصل التام.
حيث أكدت القوى الدولية على قمتها الولايات المتحدة على وحدة مصير الضفة الغربية وقطاع غزة كجزء من دولة فلسطينية مستقبلية، معارضة بذلك أي مخططات إسرائيلية محتملة لترسيخ الفصل الجغرافي والسياسي.
ويمكن القول إن مخطط فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية بعد حرب 7 أكتوبر (2023) مثالًا كلاسيكيًا للفشل الاستراتيجى، حتى لو كان هناك نجاح تكتيكي مؤقت في ترسيخ الانقسام سابقًا. على نموذج فرق تسد أو ما يُعرف بـ إدارة الصراع بدلًا من حله..
عن طريق تعزيز وجود حماس كقوة حكم مناوئة للسلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله.. يعنى تحقيق فصل الأمر الواقع، حيث تصبح غزة كيانًا معزولًا تحت حكم حماس، بينما تستمر السلطة الفلسطينية التي تتعاون أمنيًّا مع إسرائيل في حكم الضفة الغربية..
وهذا الفصل يخدم هدفين إسرائيليين: إضعاف حجة إقامة الدولة الفلسطينية الموحدة بعد هذا الإنقسام والفصل الداخلى، والهروب من أي ضغوط دولية بالتفاوض السياسي مع كيان فلسطيني موحد.
والنتيجة قبل 7 أكتوبر.. نجاح تكتيكي في ترسيخ الانقسام الجغرافي والسياسي بين الضفة وغزة، وتهميش القضية الفلسطينية كأولوية دولية وإقليمية مع التركيز على التطبيع مع بعض الدول العربية والاقليمية.. لكن ما النتيجة؟ فشل المخطط الاستراتيجي بعد 7 أكتوبر حيث مثلت الأحداث زلزالًا استراتيجيًا أظهر انهيار نموذج إدارة الصراع ومصيدة حماس.
وأثبت الهجوم من جهة أخرى الفشل الأمني والاستراتيجي في احتواء حماس وإبقائها ككيان منفصل ومحاصر في غزة، ولم يضمن الأمن لإسرائيل، بل أدى إلى فشل أمني كارثي، يعنى هذا الهجوم ألغى فرضية أن الانفصال يضمن الهدوء.
والمهم جدا لمن يشكك أو يقلل من الانتصار الفلسطينى السياسيى رؤية الخروج من العزلة بعد عودة القضية الفلسطينية لصدارة الأجندة الدولية، منهيةً سنوات من محاولات تهميشها عبر اتفاقيات التطبيع.. وظهرالعجز الإسرائلي والنجاح الفلسطيني في وماذا عن اليوم التالي، فحتى بعد تدمير جزء كبير من قدرات حماس، واجهت إسرائيل مأزقًا في تحديد اليوم التالي لحكم غزة..
فالنموذج القديم لحماس إنهار، ومع رفض الحكومة الإسرائيلية عودة السلطة الفلسطينية لا تملك فيه إسرائيل بديلًا قابلًا للتطبيق، وهو ما يُعتبر فشلًا في التخطيط الاستراتيجي لما بعد الحرب.
وجاء الإجماع الدولي وبإصرار واضح في قمة شرم الشيخ بعد الحرب برفضه لمخطط الفصل الإسرائيلي وإصراره على مبدأ الوحدة الفلسطينية كشرط لأي حل سياسي مستقبلي.
وتجلى ذلك في الموقف الأمريكي والأوروبي الضاغط بشدة على إسرائيل لقبول خطة سياسية تؤول فيها إدارة غزة بعد إصلاحات إلى السلطة الفلسطينية أو كيان فلسطيني موحد.. يعنى يمكن ترجمة الهدف ربط غزة والضفة الغربية في مسار يؤدي إلى حل الدولتين.
ولم يكن هذا الأمر فقط فقد تجلى النجاح المصري بقيادة الرئيس السيسى في قمة شرم الشيخ للسلام وبرغم عدم توقيع اتفاقيات سلام، مثلت القمة إجماعًا إقليميًّا ودوليًّا على ثوابت تتعارض مع مخطط الفصل الإسرائيلي: وفي مقدمته رفض التهجير القسري للفلسطينيين، والتأكيد على وحدة الأراضي الفلسطينية وأن غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية. والدعوة إلى حل سياسي شامل يربط إعادة الإعمار بمسار الدولة الفلسطينية.
يعني على الرغم من أن الانقسام السياسي الداخلي الفلسطيني لا يزال قائمًا، فإن إسرائيل فشلت في استغلال الحرب لترسيخ هذا الفصل كأمر واقع مقبول دوليًّا، بل على العكس؛ فإن المجتمع الدولي المتمثل في شرم الشيخ وفي مواقف القوى الكبرى يفرض حاليًّا مسارًا سياسيًّا يتطلب توحيد الضفة وغزة تحت قيادة فلسطينية واحدة كشرط أساسي لإنهاء الحرب والانخراط في أي عملية سلام.
yousrielsaid@yahoo.om
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
