يوسف زيدان: تقييم الحكام يبدأ من تاريخ توليهم المسؤولية حتى وفاتهم
كشف الكاتب والروائي الدكتور يوسف زيدان عن الطريقة التي اتبعها في تناول شخصية الحاكم بأمر الله الفاطمي في روايته "حاكم".
وأوضح، أن الحكم على الشخصيات التاريخية يجب أن يتجاوز المقولات الشائعة مثل: "اذكروا محاسن موتاكم" أو "له ما له وعليه ما عليه"، ويستند إلى الظروف المجتمعية المتغيرة، ومستوى الأمن، والاقتصاد، والتعليم في فترة حكمهم.
معيار جديد للحكم على الحكام والعلماء
وأشار زيدان إلى أن تقييم الحكام يبدأ من تاريخ توليهم المسؤولية حتى تاريخ وفاتهم، مع التركيز على أثرهم في الإنسانية.
واستشهد بدور العلماء مثل ابن سينا، الرازي، وابن الهيثم في التطور العلمي والتقدم الإنساني، مؤكّدًا أن تاريخنا صنعه المفكرون والعلماء وليس المشايخ والملتحون.
الحاكم بأمر الله.. ظروف استثنائية
وتابع زيدان، يجب النظر إلى مصر كما كانت عند تسلم الحاكم بأمر الله مقاليد الحكم، حيث كانت مهترئة وخربة وتتعرض لتهديدات من القرامطة، الذين وصفهم بأنه كانوا مثل داعش وبوكو حرام اليوم.
الطفل الذي أصبح خليفة
وواصل:تولى الحاكم بأمر الله الحكم بعد وفاة والده العزيز بالله على الحدود لمواجهة القرامطة، وكان عمره حينها 11 سنة وستة أشهر فقط.
وأشار يوسف زيدان خلال تصريحات ببرنامج “كل الكلام” الذي يقدمه عمرو حافظ بقناة “الشمس” إلى أن هذه الظروف الصعبة تشكل نقطة الانطلاق لتقييم ما حققه خلال حكمه حتى وفاته أو اختفائه عن الأنظار وهو في سن 35، مؤكدًا أن الإنجازات التي حققها تحت هذه الظروف تجعل النظر إليه بمنظور مبسط خاطئ.
يوسف زيدان يفجر مفاجأة: الحاكم بأمر الله رضخ لأمر مدير مكتبة
وكشف زيدان، عن جوانب مضيئة وغير تقليدية في فترة حكم الحاكم بأمر الله الفاطمي، التي شهدت استقرارًا غير مسبوق، مؤكدًا أن تلك الفترة لم تشهد احتكارًا ولا وباء ولا غلاء قاحل.
وسلط “زيدان”، الضوء على القيمة الحقيقية لـ التراث الفاطمي، والتي تتمثل في احترام العلم والمعرفة، ضاربًا مثالًا بـ"دار الحكمة" في القاهرة.
وروى الدكتور يوسف زيدان قصة تاريخية تُبرز مدى احترام الحاكم الفاطمي للعلم والقوانين المؤسسية، وهي قصة لا يمكن تصور حدوثها في أي نظام حكم استبدادي، حيث طلب الحاكم بأمر الله كتابًا معينًا للقراءة من دار الحكمة التي أسسها بنفسه، ورد عليه مدير المكتبة (قَيِّم المكتبة) بأن الكتاب "وقف مشروط بعدم خروج الكتاب" من جدران المكتبة، وبدلًا من البطش، ذهب الحاكم بنفسه ليقرأ الكتاب داخل المكتبة، احترامًا لإرادة أو لمشيئة أو لرغبة الواقف، معقبًا: “تخيل لو واحد من الشاوشية اللي حكموا البلاد العربية قال له مدير المكتبة كلمة زي دي؟، ده كان يقتله هو وعيلته.. دكة الحاكم فضلت زمن طويل تذكر بأنه في حاكم رضخ لواحد أوقف مكتبته”.
وأكد أن الحاكم بأمر الله كان يتمتع بثراء فاحش وسلطة مطلقة، لكنه وجهها لخدمة العلم، مستشهدًا بقصة الحسن بن الهيثم (رائد علم البصريات)، حيث قرأ الحاكم رسالة كتبها ابن الهيثم، الذي كان مضطرًا لإدعاء الجنون في جنوب العراق للنجاة بنفسه، ذكر ابن الهيثم في رسالته: "لو كنت بمصر لصنعت على نيلها عملًا يحصل به النفع"، وأرسل الحاكم في طلب ابن الهيثم واستقبله خارج سور القاهرة وأمره بالتنفيذ، وواجه ابن الهيثم صعوبات تنفيذية في بناء سد على النيل بسبب تداخل المناطق السياسية مع منطقة النوبة (قبل تعيين وزير فاطمي عليها)، وبدلًا من معاقبته لعدم إتمام المشروع، لم يبطش الحاكم بابن الهيثم، بل وظفه في "دار الطراز" للملابس والمصروفات، وخلال فترة عمله في القاهرة، وتحديدًا في بيت بسيط في جوار الجامع الأزهر، كتب ابن الهيثم مؤلفات غيرت تاريخ العلم كله، وكتب ابن الهيثم في 30 عامًا علم البصريات، واخترع الكاميرا، ووضع أسس قياس المسافات والنجوم.
واختتم قائلا: "هو ده تراثنا ده، اللي المفروض نتباهى بيه"، مشيرًا إلى أن التاريخ الحقيقي يحوي قصصًا عن الحكم الرشيد واحترام العلم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا


