رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس مؤسسة "سيدة الأرض" لـ"فيتو": رسالتنا إحياء الثقافة الوطنية وتعميق الانتماء للقدس والهوية الفلسطينية.. الخطاب الإسرائيلي المضاد أقوى التحديات التي نواجهها

د. كمال الحسيني،
د. كمال الحسيني، فيتو
18 حجم الخط

18 عامًا مضت على إنشاء مؤسسة "سيدة الأرض" الفلسطينية كمنارة ثقافية ووطنية، تجسّد الإيمان العميق بدور الفن والثقافة كأدوات ناعمة للمقاومة، وصوتًا حيًا يعكس نبض فلسطين وقضيتها في كل المحافل. 

من رام الله انطلقت "سيدة الأرض" عام 2008، لتصبح اليوم واحدة من أبرز المؤسسات الثقافية والاجتماعية التي تكرّم مناصري القضية الفلسطينية، وتسلّط الضوء على النماذج الملهمة في مختلف المجالات.

"سيدة الأرض" لها فروع منتشرة في مصر، ولبنان، وتونس، وخارج الوطن العربي في ألمانيا، ونجحت في توسيع شبكة علاقاتها مع شركاء ومفكرين وفنانين من مختلف أرجاء الوطن العربي، لتجعل من حضورها منصة فاعلة في المشهد الثقافي والفني العربي.

ويؤمن القائمون على مؤسسة "سيدة الأرض" أن الوفاء لفلسطين لا يكون بالكلمات فقط، بل بالفعل، وبالاحتفاء بمن وقفوا إلى جانبها، وبالمساهمة في بناء ذاكرة حية تنقل رسالتها إلى الأجيال القادمة، وأن الدفاع عن فلسطين لا يقتصر على الميدان السياسي، بل يمتد إلى المجال الثقافي والفني والإعلامي، حيث تكمن القوة الناعمة القادرة على بناء الوعي وتشكيل الرأي العام، وصون الذاكرة الجمعية للأجيال القادمة.

"فيتو" تواصلت مع الدكتور كمال الحسيني، الناشط والمثقف الفلسطيني، و‏الرئيس التنفيذي‏ ‏لمؤسسة "سيدة الأرض"، وكان لنا معه هذا الحوار.

- بدايةً، كيف تُعرّف لنا مؤسسة "سيدة الأرض"؟ وما هي الرسالة الأساسية التي تسعون لتحقيقها من خلالها؟

= تُعرّف «مؤسسة سيدة الأرض» نفسها كمؤسسة فلسطينية شبابية مستقلة تأسّست لدعم فلسطين كشأن وطني ثقافي وإنساني، وليس فقط كمشروع محلي. وتعمل على ربط أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وتكريم من أسهموا في دعم القضية الفلسطينية، وتعزيز حضور الرواية الفلسطينية في الفضاء العربي والدولي. 

رسالتها الأساسية: إحياء الثقافة الوطنية الفلسطينية، وتمكين الفلسطيني من داخل الوطن وفي الشتات، وإبراز من وقف إلى جانب فلسطين من أصدقاء وأشقاء، وتعميق الانتماء للقدس والهوية الفلسطينية.

د. كمال الحسيني، فيتو
د. كمال الحسيني، فيتو

- كيف وُلدت فكرة إنشاء المؤسسة؟ وهل كانت هناك ظروف خاصة دفعتكم لتأسيسها؟

= تأسّست المؤسسة عام 2008.. وكانت الدوافع متعددة: الحاجة إلى تعزيز التواصل بين الوطن والشتات، إبراز الشخصيات الفلسطينية والعربية التي ساندت القضية، وتوفير منصة ثقافية وشعبية تكافئ العطاء المجتمعي تجاه فلسطين. كما أن التحديات التي واجهها الشعب الفلسطيني – من احتلال إلى تشتت – جعلت وجود مؤسسة من هذا النوع أمرًا ضروريًا.

- ما أبرز الإنجازات التي تفتخرون بها منذ انطلاق المؤسسة وحتى اليوم؟

 =  كلّفت المؤسسة نفسها بتنظيم فعاليات سنوية لتكريم «شخصية العام» أو نماذج مميزة من الدعم الفلسطيني، فمثلا: إطلاق أوبريت «شمس العروبة» بمشاركة فنانين من عِدّة دول عربية وفلسطينية، في احتفالية بمسار تواصل ثقافي كبير، وعقد مؤتمرها السادس عشر تحت شعار «القدس بوصلة الأحرار» بمشاركة عربية ودولية، ودعم من منظمة التحرير الفلسطينية، أيضا إطلاق مبادرات مثل «سنصلي في القدس» من الدوحة، ضمن جهود تعزيز حضور القدس ومركزيتها. 

- تعتمد المؤسسة على تكريم شخصيات عربية ودولية داعمة لفلسطين، ما المعايير التي تُعتمد لاختيار المكرَّمين؟

= هناك عدة معايير تم وضعها لاختيار المكرّمين، وذلك من خلال ما ورد: تُختار الشخصيات التي لها «أثر فاصِل» في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته، سواء من الفلسطينيين في الداخل أو الشتات، أو من أصدقاء فلسطين في العالم.  أيضًا تُراعي المؤسسة تنوّع المجالات (فني، ثقافي، اجتماعي، دبلوماسي) والموقع الجغرافي (داخل فلسطين وخارجها) كما ورد في تغطيات الحفل، وبهذا يمكن تلخيص المعايير في: الإنجاز الملموس، التأييد للقضية الفلسطينية، القدرة على أن يكون المُكرَّم «سفيرًا» للهوية الفلسطينية في محيطه.

الرواية الفلسطينية

- هل ترون أن المؤسسة نجحت في إيصال الرواية الفلسطينية إلى العالم؟ وما التحديات التي تواجهونها في ذلك؟

= نعم، المؤسسة أحرزت تقدمًا ملحوظًا في ربط الفلسطينيين بالشتات، وإخراج قصص النجاح والدعم الفلسطيني للعالم، وجعل التكريم وسيلة دبلوماسية شعبية وثقافية. تقارير تفيد بأن المؤسسة ضَعَت حضورًا دوليًا وفتحت قنوات للتواصل حول فلسطين. 

مؤسسة “سيدة الأرض”، فيتو
مؤسسة “سيدة الأرض”، فيتو
  • ما التحديات التي تواجهونها؟

من الطّبيعي أن تواجه التحديات التالية:

      •     قوة الخطاب المضاد (الرواية الإسرائيلية، الإعلام المعاكس) التي تستوجب أدوات أكبر.

      •     التمويل والاستدامة لتوسيع نطاق النشاط عالميًا.

      •     الوصول إلى الجمهور العالمي بفعاليّة أكبر، ليس فقط العرب أو الفلسطينيين، بل المجتمع الدولي الغير متخصص بالقضية.

      •     التنسيق مع الجهات الرسمية والشعبية لزيادة التأثير والانتشار.

- برأيكم، ما الدور الذي يمكن أن تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في دعم القضية الفلسطينية سياسيًا وإعلاميًا؟

= مؤسسات المجتمع المدني مثل «سيدة الأرض» يمكن أن تلعب دورًا محوريًا، نلخصه فيما يلي:

      •     تكملة للدور الرسمي في المجال السياسي والدبلوماسي، من خلال «الدبلوماسية الشعبية».

      •     إنتاج محتوى ثقافي وتعليمي يرسّخ الهوية ويشرح القضية بطرق مبسّطة ومؤثرة.

      •     ربط الشتات بالمركز، وتحفيز المغترب على أن يكون صوتًا نشطًا لقضيته.

      •     فتح قنوات تواصل ثقافية وإعلامية مع مجتمعات في الخارج، لتعزيز التضامن.

المغتربون الفلسطينيون

- كيف يمكن للمغتربين الفلسطينيين أن يكونوا سفراء حقيقيين لفلسطين من خلال مبادرات مشابهة لمؤسسة سيدة الأرض؟

المغترب الفلسطيني يمكنه أن يُصبح سفيرًا حقيقيًا إذا توافرت فيه العوامل التالية:

      •     شارك في مبادرات تمثّل فلسطين (ثقافية، تعليمية، إعلامية) في بلد إقامته.

      •     استخدم منصاته الاجتماعية أو المهنية لنشر القصة الفلسطينية.

      •     تعاون مع مؤسسات مثل «سيدة الأرض» أو غيرها لنقل الفعاليات والأنشطة إلى الخارج.

      •     حافظ على ارتباطه مع الوطن، ليس فقط بشعور، بل بفعل – مثل المشاركة في فعاليات، بناء شبكات دعم، تبنّي مشاريع.

- هل ترى أن العالم اليوم أكثر تفهّمًا للرواية الفلسطينية، أم أن هناك حاجة إلى أدوات جديدة في الخطاب؟

= برأيي: هناك تقدّم في وعي بعض الدوائر، لكن الأمر ليس كافيًا بعد.. فهناك حاجة لأدوات جديدة في الخطاب، مثل: استخدام وسائل التواصل الحديثة (مقاطع فيديو، بودكاست، محتوى رقمي) بلغات متعددة، وكذلك استثمار الفن، الموسيقى، الثقافة الشعبية للوصول إلى الجمهور غير المتخصّص، كما نحتاج إلى تعزيز السرد الشخصي: قصص فلسطينيين يعيشون في الشتات، تجاربهم، نجاحاتهم، والتحديات التي واجهوها ستجعل القضية أكثر إنسانية، مع مواجهة الإبهام أو الانحياز الإعلامي بمعلومات موثّقة وسرد ذكي.

مبادرة “من روسيا إلى فلسطين.. سنصلي في القدس”، فيتو
مبادرة “من روسيا إلى فلسطين.. سنصلي في القدس”، فيتو
  • ما تقييمكم لدور الإعلام العربي والدولي في تغطية الأحداث في فلسطين؟

= الإعلام العربي: غالبًا يعطي مساحة للقضية الفلسطينية، لكن قد يفتقر أحيانًا إلى العمق أو التنويع في الأصوات، أما الإعلام الدولي فما زال يميل إلى تغطية سطحية أو ضمن الإطار الأمني/عسكري فقط، ولا يغوص كثيرًا في الجوانب الإنسانية، الثقافية، والهوية، لذا تفعل المؤسسات غير الحكومية دورًا تكميليًا مهمًا: إنتاج محتوى مُخصّص وذو جودة، والعمل على نشره دوليًا.

اقرأ أيضا: رئيس جماعة السينما الفلسطينية يحيى بركات: الإبادة الصهيونية نهج متواصل منذ اللحظة الأولى للاحتلال.. ونعيش مرحلة "العري الكامل للاحتلال" الذي ينفذ "مجزرة القرن" على مرأى ومسمع من العالم

 

- كيف تعمل المؤسسة على إشراك الشباب الفلسطيني في أنشطتها؟

= المؤسسة تعمل على إشراك الشباب من خلال استقطابهم في الفعاليات، ورش العمل، مساهمتهم في التنظيم، والتعبير الثقافي. (مثال: تكريم شباب فلسطينيين في الشتات، مشاريع بالتعاون مع جامعات أو مؤسسات شبابية)، وهدفها أن يكون الشباب ليس فقط متلقيًا، بل فاعلًا.

تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية

- ما المشاريع الثقافية أو التعليمية التي أطلقتها المؤسسة لتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية؟

= على سبيل المثال؛ مبادرة زراعة شجرة زيتون باسم شخصيات داعمة، ثم فعاليات «أصل الحكاية» في تورط مع الشباب والمجتمع المحلي. 

كذلك تكريم شخصيات فلسطينية نُظر إليهم كنماذج يُحتذى بها، وهذا بحد ذاته مشروع ثقافي يعزز الهوية.

تضامن مع عائلة القائد الأسير مروان البرغوثي، فيتو
تضامن مع عائلة القائد الأسير مروان البرغوثي، فيتو

 بناء جيل فلسطيني 

- كيف يمكن للمؤسسة أن تُسهم في بناء جيل فلسطيني قادر على الدفاع عن قضيته بوعي وحكمة؟

= يمكن تحقيق ذلك عبر تسليط الضوء على القدوة والنماذج المشرقة، ليس فقط كضحايا بل كبناة وأيضا، عن طريق توفير مساحات للشباب ليقولوا: «أنا فلسطيني، لي دور». وكذلك من خلال تعليم التاريخ، الثقافة، الفن الفلسطيني، وتوفير منصة للتواصل مع الخارج، إضافة إلى   تشجيع المبادرات الذاتية من الشباب في الشتات والوطن، وبناء شبكات دعم وإبداع.

- ما هي الخطط المستقبلية لمؤسسة "سيدة الأرض" خلال السنوات القادمة؟

= تتمثل خطط المؤسسة المستقبلية في: تعزيز حضورها في المهجر والدول الصديقة، كما شاهدنا في فعالية «سنصلّي في القدس» من الدوحة. 

وإطلاق مبادرات أكبر للتعريف بالقدس والثقافة الفلسطينية – من خلال فروع أو شراكات دولية.

وتوسيع قاعدة المكرّمين لتشمل مزيدًا من الفئات والمناطق، وربما الاستخدام الرقمي لتعزيز الانتشار.

والعمل على مشاريع مستدامة (ثقافية، تعليمية، بيئية) مثل مبادرات زراعة شجرة الزيتون، وربطها بالقضية.

الصعوبات المالية والإدارية

- كيف تتعاملون مع التحديات المالية والإدارية لضمان استمرارية المؤسسة؟

= من المهم تنويع مصادر التمويل: دعم من مؤسسات خيرية، شراكات دولية، رعايات، تبرعات.

وتعزيز الشفافية والإدارة المحترفة لضمان استدامة المؤسسة ونزاهتها.

وبناء كوادر متطوعة ومدفوعة بحماس، وربط المؤسسة بالشبكات المحلية والدولية.

واستخدام التكنولوجيا والرقمنة لتخفيض التكاليف وزيادة التأثير.

اتفاقية شراكة استراتيجية مع مهرجان روتردام للفيلم العربي، فيتو
اتفاقية شراكة استراتيجية مع مهرجان روتردام للفيلم العربي، فيتو

- لو طلبت منكم أن تختصروا حلمكم في جملة واحدة، ماذا سيكون حلم "سيدة الأرض"؟

= «أن تكون فلسطين حاضرة في الضمير العالمي، وأن ينطفئ الاحتلال بالتعبير الحر والثقافة والمجتمع.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية