المتحف المصري الكبير تتويج للهوية المصرية
إذن المتحف المصري جاء ليؤكد على هويتنا الوطنية في رسالة قوية للعالم كله، تجلت بقوتها في خطاب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حين قال إن هذه النقوش شاهدة على قصة وطن ضربت جذوره في عمق التاريخ الإنساني، ولا تزال فروعه تظلل حاضره ليستمر عطاؤه في خدمة الإنسانية.
تحيا مصر وتحيا الإنسانية.
الحديث عن الهوية الوطنية المصرية حديث يطول ويطول، لأنه متعلق بالتاريخ البشري من آلاف السنين، وكم من أقلام مصرية تناولت موضوع الهوية والخوض في الإجابة عن السؤال الأهم في حياة المصريين: إلى أي مرجعية ننتمي؟! هل مصر عربية أم فرعونية أم إسلامية أم قبطية؟!
حتى جاء المتحف المصري الكبير -كما أطلق عليه البعض أنه الحدث الثقافي الاستثنائي الذي يعد أكبر متحف في العالم ضم آثار تاريخ حضارة واحدة، حضارة مصرية خالصة- جاء هذا الصرح العظيم ليؤكد هوية مصر تاريخيًّا وثقافيًّا ودينيًّا وحضاريًّا وجغرافيًّا.
لكن يبقى السؤال: هل تتعارض هذه الهوية الفرعونية مع انتمائنا للإسلام العربي؟! في رأيي ليس ثمة تعارض بين الهوية التاريخية والهوية العقائدية، فالإسلام موجود في دول ليست عربية نهائيًّا وعلى سبيل المثال إيران دولة فارسية مسلمة وباكستان وتركيا إلى آخر الدول غير العربية، في حين عقيدتها الإسلام، وتندرج في قائمة دول العالم الإسلامي. دول دخلها الإسلام ولكن لم يغير من هوياتها الوطنية ولم يغير من لغاتها الأصيلة، ولم يغير من أعراقها وتاريخها الحضاري والثقافي.
وكما يتساءل الأستاذ أحمد ناجي قمحة رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية في مقال له في نفس المجلة: هل كان الحدث هو حنين إلى الماضي، أم آلية للدفاع الثقافي واستعادة التماسك في ظل تحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية عميقة؟
ويجيب قمحة: في ضوء الأنثروبولوجيا الثقافية، يمكن فهم هذا الاستدعاء كاستجابة لهويات مهددة بفعل العولمة، وكآلية مقاومة رمزية ضد الصور النمطية التي تحصر مصر في كونها بلدًا قديمًا فقط، لقد تحولت الاحتفالية من مجرد حدث بصري إلى فعل رمزي يعيد تشكيل الهوية الجماعية.
نعم من حق المصريين العمل على استحضار واستعادة مجدهم وعظمة تاريخهم الحضاري وتأكيده للدنيا كلها في ظل عالم متغير، لم يعد يحكمه التاريخ على قدر ما يحكمه العصر الرقمي والمنتجات الرقمية والذكاء الاصطناعي، وهذه التحولات والصراعات والتحديات التي تواجهها مصر سياسيًّا واقتصاديًّا عربيًّا وإقليميًّا ودوليًّا..
وفي ظل هذا الصراع القائم الذي شاءت الأقدار أن تكون مصر في واجهته وتتحمل كل هذا العبء ربما وحدها دون غيرها، ومما يدلل على أن ذلك أن هذا الحدث العظيم لم يجد صداه المطلوب عند بعض الدول العربية التي ربما لا تعترف بحضارة مصر الفرعونية، وكذلك عند تيار الإسلام السياسي والذين ما زال بعضهم أو كلهم يعتبرون الآثار الفرعونية أصنامًا وثنية! وبعضهم يرى فيها رموزًا يجب شيطنتها وإنكارها تمامًا!
لكن على عكس هذا التطرف في التفكير والتعصب الأعمى يؤكد “قمحة” في مقاله أن: الاحتفالية الشعبية في افتتاح المتحف المصري الكبير تمثل عملية استعادة نشطة للهوية الوطنية وليست تجميلًا للماضي، حيث يُستدعى التاريخ كأداة تنظيم نفسي وثقافي لمواجهة المستقبل..
فأين هؤلاء المتشدقون بالهوية الإسلامية -التي لا نختلف عليها كعقيدة وليست كهوية وطنية- أين هم من هذه الهوية الوطنية المتجذرة في أعماق التاريخ المصري والذاكرة المصرية الراسخة عبر العصور!
وعن المتحف المصري يقول الباحث المصري مصطفى عبادة عن هذا الحدث الكبير في معرض إجاباته في حوار أجرته معه جريدة الوطن المصرية: المتحف المصري الكبير هو هدية مصر للمستقبل، ليس لمستقبل الأجيال المصرية والعربية فقط، بل لكل أجيال العالم، وأوسط ما يقال إنه علامة نهضة وحفز لهمم المصريين لمواصلة صُنع الحضارة، بالعلم والفن، بالعقل والوجدان.
وفي إجابته عن سؤال عن الهوية المصرية وموقفها من الهوية الإسلامية قال عبادة -كما أشرت في مطلع المقال: أنا كمصري وطني هو مصر، وديني هو الإسلام، ولغتي هي العربية. بالنسبة لي هذه مسألة محسومة: لا تقُل لي الإسلام وطن، هذه مقولة خادعة وقاتلة، فأنت يمكن أن تكون مسلمًا فى إندونيسيا، لكنك إندونيسي مسلم، أي إنك إندونيسي أولًا ثم مسلم، وليس العكس، وأنا كذلك مصري مسلم، فالهوية تسبق الدين..
ويضيف “عبادة”: الهوية المصرية ليست مجرد جنسية، بل هي مجموعة من القيم والأفكار التي تؤمن بالحب والتسامح والفهم والبساطة والرقى والروحانية الصافية، الروحانية التي تأسست عليها أول حضارة فى العالم آمنت بالحياة الأخرى.
تحيا مصر
Nasserkhkh69@yahoo.com
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
