رئيس التحرير
عصام كامل

حديث الأربعاء

الضعف والجدل أبرز خصائص الإنسان

18 حجم الخط

•• إن ضعف الإنسان وجداله ينبعان من طبيعته المحدودة وقدراته البشرية، وهو أمر حتمي يظهر في جوانب عديدة مثل الضعف الجسدي، العاطفي، والعقلي. كما أن الجدال قد يكون ناتجًا عن العصبية، وعدم القدرة على ضبط الانفعالات، والخجل، أو الرغبة في تجنب المسؤولية، وإلقاء اللوم على الآخرين، فالجدل المذموم منه ما یکون لدفع الحق أو تحقيق العناد، أو لیلبس الحق بالباطل، وفي أغلب الأحوال يكون الغرض من الجدل هو إخفاء حقيقة عيب فيه ونقص. 


•• التراب والماء هي العناصر المادية التي خلق الله منها جسد الإنسان،  ففي أول خلق الإنسان خُلِقَ البدن، أما النفس فيُعرِفها العلماء بأنها الجوهر اللطيف الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية، وسماها الحكيم: الروح الحيوانية فهو جوهر مشرق للبدن، فعند الموت ينقطع ضوء هذا الجوهر عن ظاهر البدن وباطنه..

وأما في وقت النوم فينقطع عن ظاهر البدن دون باطنه، فثبت أن النوم والموت من جنس واحد؛ لأن الموت هو الانقطاع الكلي والنوم هو الانقطاع الناقص، قال تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.. 


إذن النفس كما يقول العلماء هي جوهر لطيف عكس المادة التي صنع منها البدن، وبذلك يكون الإنسان مزيج من المادة الثقيلة التي صنع منها جسده والمادة الخفيفة اللطيفة التي صنعت منها نفسه، وبذلك تكون شخصية الإنسان مركبة من توازن هذين العنصرين، فإذا طغى جانب المادة الثقيلة على شخصه أخلد إلى شهوات الجسد وحيوانيته، وإذا سما وأرتقى طغى الجانب المشرق عليه وسمت روح ذلك الإنسان. 


•• الله خلقنا وخلق في البشر صفة التدافع والتنافس، لذلك رفع بعضنا فوق بعض درجات، لتستمر عجلة الحياة مع حركة تروسها وتدافعها، ومن خلال إبداعات البشر واختلاف أفكارهم وتجددها حسب قدارتهم العقلية وإمكاناتهم المتباينة؛ تتعايش البشر لأنهم شاءوا أو أبوا؛ يكملون بعضهم البعض  في منظومة حياتية أرادها الله هكذا، فخلق موارد معيشتها، وأسباب بقائها. قال تعالى {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}.. 

لذلك لا عجب من هذه الذاتية البشرية بدرجاتها المتفاوتة؛ ولو تأملنا حكمة الخالق في ذلك الاختلاف لما وجدنا كل هذا العتاب وذلك التلاوم بين الناس فكلٌ منّا يرى في نفسه الأفضلية عن الآخر. الكل يبدع في تمجيد ذاته ولو بينه وبيت نفسه! كما يبدع في لوم الآخرين وقد يصل به انفعاله حد التوبيخ والإساءة والألفاظ الجارحة. 

وفي ذلك يقول الجاحظ في وصفه لعقل الإنسان: "ليس على ظهرها إنسان إلا معجب بعقله، لا يسرُّه أن له بجميع ما له ما لغيره، ولولا ذلك لماتوا كمدًا ولذابوا حسدًا، ولكن كل إنسان وإن كان يرى أنه حاسد في شيء، فهو يرى أنه محسود في كل شيء". 


••  لقد خلق الله الإنسان ضعيفًا لكي يختبر قدرته على الصبر والمثابرة، وأن ضعفه لا يلغي تكريمه من الله، كما أن ضعفه يتجلى في كونه عرضة للشهوات، أما التجبر والتكبر فهو سلوك بشري ناشئ عن تضخيم الذات أو الاستعلاء على الآخرين، ويمكن أن يكون ناتجًا عن شعور بالنقص أو الخوف الداخلي، أو عن إعتقاد خاطئ بالاستحقاق الزائد أو عدم وجود رقيب على أفعاله. 


•• ومن صفات الإنسان الهلع والجزع ومنع الخير والضجر وقلة الصبر والخوف خاصة عند تحول النعمة عنه وتبدل حاله، وفي حال أصابته النعمة فهو سريع المنع للخير قال تعالى: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا).


•• إن حب الدنيا وزينتها وهي من الصفات التي تتساوى فيها النفوس، فقَلّ من نجد من لا يبتغي بعمله كسب المزيد من عرض الحياة الدنيا وزينتها من مال وجاه وولد، (فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ). 

•• لقد خلق الله الإنسان وأعطاه العقل والقدرة على التمييز بين الخير والشر ومنحه القوة والإرادة على اختيار الأصلح فيقول تعالى: ﴿ وَنَفۡسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَاهَا ﴾، وبين له الطريق ووضح معالمه ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ وبالتالي فأن مسؤولية الاختيار تقع على عاتق الإنسان ولا نفع من التهرب والإنكار والتنصل من الأفعال، فكل واحد يتحمل مسؤولية اختياره وعاقبة الطريق الذي سار فيه.
ويبقى الإنسان عالقا بين المادة والروح، بين العقل والعاطفة، بين نعيم الدنيا الفاني ونعيم الآخرة التي في علم الغيب. 
Nasserkhkh69@yahoo.com

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية