رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس جامعة القاهرة لـ"فيتو": لا مساس بمجانية التعليم.. ونعتزم إنشاء 3 أفرع دولية بالسعودية والإمارات وقطر.. "عبد الصادق": نسعى لإقامة جامعة خاصة على أرض 6 أكتوبر.. ولدينا 33 ألف طالب وافد

رئيس جامعة القاهرة
رئيس جامعة القاهرة يتحدث لـ فيتو
18 حجم الخط

التمويل من أهم التحديات التي تواجه تنفيذ استراتيجية الجامعة للذكاء الاصطناعي


نقدم مكافآت تصل إلى 90 مليون جنيه للباحثين عن النشر الدولي


نسعى لتحسين أوضاع أعضاء هيئة التدريس من خلال الجامعة الأهلية والأفرع الدولية

حصلنا على موافقة مجلس الوزراء لانشاء فرع دولي بعجمان بالإمارات


نبحث الاستحواذ على جامعة تكنولوجية أوالانطلاق بجامعة جديدة 


 سنتغلب على قلة أعضاء هيئة التدريس في بعض التخصصات بالتعاقد مع أساتذة من الخارج


 نأمل أن نعلن قريبا عن خطوات واضحة لتطوير قصر العيني في مرحلته الأولى


 افتتاح مستشفى ثابت ثابت بكامل طاقتها في غضون أشهر


نأمل أن يدخل المجمع الطبي للأطفال الجديد الخدمة خلال 12 شهر

 

ننافس بشراسة في التصنيفات الدولية ونعمل على دراسة نقاط القوة والضعف


لا نجري تحاليل المخدرات لأعضاء هيئة التدريس للترقي ولدينا ثقة تامة بهم


واجهت تحديات كثيرة في إدارة الجامعة منها خروج الأساتذة للإعارات وتوفير الموارد المالية

 

 


على مدار أكثر من مائة عام، وقفت جامعة القاهرة، الجامعة الأم، شامخة أمام الكثير من الصعاب والتحديات الداخلية والخارجية، محاولة قدر استطاعتها أن تتميز وتسعى للتطور في كل حقبة مرت بها، حتى حفظت مكانتها بين أفضل الجامعات العالمية.
الآن تدخل الجامعة في حقبة عالمية جديدة، تسعى خلالها للتسلح بأحدث وسائل وتقنيات العصر الحديث، حيث اتخذت من الذكاء الاصطناعي سبيلا للوصول إلى العالمية، وتحقيق التطور اللازم بكافة جوانبها.
ولأنه أصبح سمة لعصرنا الحديث بدأت الجامعة في وضع مخطط تنفيذي لبنية تحتية شاملة لدمجه بالمقررات الدراسية والعملية البحثية والإدراية أيضا، إضافة إلى مساهمتها في إدخاله إلى شتى القطاعات الحيوية بالدولة.

وخلال حواره مع “فيتو” كشف الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، أبرز التحديات التي تواجه سير العمل، والكثير فيما يخص الجامعة ومستشفياتها وكلياتها، وإلى نص الحوار..
 

بداية، كيف ترى ما توصل إليه المؤتمر الدولي الأول للذكاء الاصطناعي الذي نظمته الجامعة؟

انتهينا منذ أيام من المؤتمر الدولي الأول للذكاء الاصطناعي، الذي كان يحمل شعار الربط بين الأوساط الأكاديمية والقطاع الصناعي، وهذه مسألة غاية في الأهمية لأنها تتوافق مع رؤية الدولة واستراتيجية التعليم العالي التي اطلقت في مارس 2023، والمؤتمر كان له مجموعة من الأهداف العامة، أحد أهم هذه الأهداف هو تبني تسريع استخدامات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية بالدولة، فالعالم يسير بشكل متسارع في هذا الملف وينبغي أن نلحق بركبه، ومن الأهداف أيضا أن نساعد في الاقتصاد الوطني بمشروعات تربط ما بين تطبيقات البحث العلمي والقطاع الصناعي، وتعزيز ريادة مصر في مشهد الذكاء الاصطناعي على النطاق الإقليمي والدولي.
 

 

وكيف رأيت الصدى العالمي للمؤتمر؟

حجم المشاركات الدولية التي كانت بالمؤتمر ألقت بظلالها على الصدى العالمي له وردود الأفعال العالمية فقط كان برعاية منظمة اليونسكو وبالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وبحضور منظمة الصحة العالمية بالإضافة إلى حضور شركات عالمية تكنولوجية، وكنا حريصون على عمل إعادة تسمية للعلامة التجارية لجامعة القاهرة، بأن نظهرها بمظهرها اللائق على مستوى العالم وأن يكون هناك مؤتمر دولي سنوي لجامعة القاهرة تشارك به مختلف الأوساط الأكاديمية من دول العالم والشركات التكنولوجية وغيرها من القطاعات، وهذا لن يتأتي إلا من خلال ملف الذكاء الاصطناعي الذي يهتم به العالم أجمع الآن.

 

كانت جامعة القاهرة سباقة في وضع استراتيجية خاصة بها لدمج الذكاء الاصطناعي في كافة النواحي، كم تبلغ الميزانية التي تم تخصيصها لذلك؟
 

أحد أهم التحديات التي تواجه تنفيذ استراتيجية الذكاء الاصطناعي في الجامعة هو التمويل، والاستدامة ونحن نحتاج لأن تكون البنية التحتية لدينا مهيأة بحيث تستوعب لكم  كبير من المعلومات لأننا نعلم أن الذكاء الاصطناعي يعتمد بالأساس على المعلومات والبيانات، وهذا ما نفعله في المشروعات التي نقوم بها خلال هذه الفترة بالجامعة، من خلال التحول الرقمي وإعداد البنية التحتية المتكاملة التي نستطيع من خلالها أن نستعين بهذه المعلومات لعمل ما يسمى بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
 

 

وكيف يتم ذلك في قطاع المستشفيات؟
 

لدينا في جامعة القاهرة 27 مستشفى، جميعها يجري تحاليل وأشعة ونتائج، ونحن بحاجة للاستعانة بكل ذلك ودمجه على قواعد بيانات موحدة بحيث يتمكن الذكاء الاصطناعي من دراسة كل ذلك في خطوة واحدة، كما أن حجم المعلومات الموجودة بجامعة القاهرة قادرة على توليد الذكاء الاصطناعي في كافة القطاعات، وفي خدمة أغراض البحث العلمي وهذا ليس فقط في المستشفيات.

وكيف يتم تنفيذ الاستراتيجية داخل الجامعة على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس؟

أطلقنا استراتيجية الذكاء الاصطناعي في اكتوبر 2024، وهي تقوم على 4 محاور ونحن نعمل على تحقيقها، أحد هذه المحاور هو التعليم وانتاج المعرفة، لذلك قررنا أن يكون الذكاء الاصطناعي متطلب مهم للتخرج بالنسبة للطلاب وتم تطبيقه في الجامعة الأهلية ونعمل على تطبيقه في الحكومية، وفي البحث العلمي أعلنا عن مشروعات بحثية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي بجوائز مالية للباحثين، وكان من أهم متطلبات أغراض الترقية بالنسبة لاعضاء هيئة التدريس أن يقوموا بإجراء بحث في مجال الذكاء الاصطناعي، كما أننا نشجع على النشر العلمي المرتبط بالذكاء الاصطناعي ونقدم مكافآت وصلت إلى 90 مليون جنيه للنشر الدولي، أما المحور الرابع فهو متعلق بالوعي المجتمعي، وأتصور أننا من خلال المؤتمر قمنا بذلك حيث شارك به أكثر من 20 ألف مشارك وأجرينا 80 جلسة حوارية وأكثر من 350 متحدث وخبير ومتخصص وأكاديمي.
 

وإلى أي مدى تم تجهيز البنية التحتية بالجامعة استعدادا للذكاء الاصطناعي التوليدي؟

نحن نعمل على البنية التحتية وهي تقتضي أن نتعامل مع المكتبات ومع شئون التعليم والطلاب ومع تأهيل الكفاءات والكوادر الإدارية ووحدة البحوث والتصنفات والمعامل الموجودة بالجامعة، لذلك فإن الأمر يحتاج لمبالغ مالية ضخمة، ونحن نرصد الميزانيات بحيث نصل بالتدريج إلى الغرض الذي نسعى إليه.
 

كيف تعمل الجامعة على تحسين أوضاع أعضاء هيئة التدريس وزيادة رواتبهم؟

توفير الحياة اللائقة والرعاية لأعضاء هيئة التدريس والعاملين داخل جامعة القاهرة أولوية، ولذلك كنا حريصين على تعزيز الرواتب لهم وللعاملين أيضا، وهو ما اقتضى تأسيس جامعة القاهرة الأهلية، وهي جامعة تعتمد على أعضاء هيئة التدريس بها والعاملين، وتزيد من دخل عضو هيئة التدريس الذي يشارك في العملية التعليمية ويقوم بالتدريس بها بنظام الساعات المكتبية بها كما في الجامعة الأم، بالإضافة إلى العاملين الذين يشاركون في الجانب الإدراي بالجامعة الأهلية، هذا بالإضافة إلى رافد آخر لتحسين رواتب أعضاء هيئة التدريس والعاملين نعمل عليه الآن وهو الفرع الدولي لجامعة القاهرة بالخارج، بحيث سيكون للجامعة امتداد خارج مصر.
 

 ماهي البلدان التي سيكون بها امتداد دولي لجامعة القاهرة؟

نحن نعتزم أن يكون لنا 3 أفرع دولية خارج مصر في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعوية، وفي مدينة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي مدينة الدوحة بقطر، ونعمل في هذا الملف، وبالفعل استوفينا الإجراءات المطلوبة، وحصلنا على موافقات المجلس الأعلى للجامعات، كما حصلنا على موافقات مجلس الوزراء فيما يتعلق بفرع عجمان، والأمر كله في العرض أمام لجنة تابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لكي نرفع بمناذج التعاقدات التي سنجريها لكي تراجع من خلال قسم الفتوى والتشريع بمجلس الدولة، وهي إجراءات يتم إجراؤها تباعا حتى نصل إلى تأسيس الفرع، لكننا لسنا في عجلة من أمرنا، لأننا لن ننطلق بأفرع خارج جامعة القاهرة إلا إذا كانت مستوفاة بشكل كبير لكل مقومات العملية التعليمية وبمراعاة تامة لتوجيهات الرئيس السيسي بأن فرع الجامعة خارج مصر يجب أن يكون لائقا باسم مصر وجامعة القاهرة.
 

هل الجامعة مستعدة لما يسمى بتدويل التعليم العالي المصري وإنشاء أفرع دولية بالخارج؟

نحن في جامعة القاهرة مستعدون لهذا، ولدينا من الكفاءات والبرامج والمقررات ومن المقومات ما يسمح لنا بإقامة أفرع دولية في الخارج، وبأن نقوم بتدويل العملية التعليمية، خاصة وأن الإقبال على جامعة القاهرة كبير من الطلاب الوافدين.
 

 

كم يبلغ عدد الطلاب الوافدين بجامعة القاهرة وماهي الدول التي تمثل أعلى نسب بينهم؟

لدينا 33 ألف طالب وافد بجامعة القاهرة، من 99 دولة على مستوى العالم، والاعداد تتفاوت من دولة إلى أخرى، ومن بين هذه الدول السعودية والإمارات والكويت، البحرين والعراق وسوريا وفلسطين والسودان، بالإضافة لذلك هناك عدد كبير جدا من المقيمين بالخارج من رعايا وأبناء الدول العربية الذين لا تسمح ظروفهم بالقدوم إلى مصر للدراسة،وبالتالي ستجتذب الأفرع الدولية عدد كبير منهم.
 

هل صحيح أن النسبة الأكبر من بين هؤلاء الطلاب تتركز في كلية الطب؟

لا أبدا، هم موزعين على مختلف الكليات، في الطب وطب الأسنان والصيدلة والتجارة والآداب، ونحن حريصين على رعاية الوافدين لأنهم من أبناء الجامعة الذين نعتز بهم، كما أنهم سفراء لجامعتنا في بلادهم.
 

متى يمكن الإعلان عن انتهاء المرحلة الأولى من منشآت الجامعة الدولية والأهلية في مدينة 6 أكتوبر؟

لن يأتي الوقت الذي سنقول فيه إن إنشاءات الجامعة الأهلية أو الجامعة الأم قد انتهت لأن الجامعة تحرص دائما وأبدا على التوسع في إنشاءاتها، والعملية التعليمية تقتضى التوسع في الانشاءات نتيجة للكثافات الطلابية والحاجة تتزايد إلى المعامل والمختبرات والمراكز، لكن المنشآت الموجودة الآن تؤدي الغرض بشكل جيد، ونتطلع إلى مضاعفة انشاءاتنا، فلدينا 280 فدان جنوب طريق الواحات مخصصة لجامعة القاهرة الأهلية وسننتقل إليها، ونحن نسعى للدخول في شراكات مع جامعات أجنبية، كما أننا نسعى لأن يكون لدينا كيان خاص أو جامعة خاصة بجامعة القاهرة، سواء يتبع الجامعة الأم أو الجامعة الأهلية، وهذا كله في إطار الخطط المستقبلية التي نسير فيها بشكل تدريجي، لكن علينا اولا أن نعمل على استقرار الأمور في الجامعة الأهلية.
 

في عامها الأول، كم يبلغ عدد الطلاب بجامعة القاهرة الأهلية؟

الدراسة بالجامعة الأهلية بدأت في سبتمبر الماضي، ولدينا مايقرب من 3 آلاف طالب في العام الأول، والأعداد ستتزايد وبالتالي علينا أن نحرص على أن تكون الأماكن مهيأة لاستيعاب الطلاب.
 

إلى أي مدى تأثرت الجامعة الأم بإنشاء جامعة القاهرة الأهلية؟

تأثير الجامعة الأهلية على الجامعة الحكومية هو أغلبه تأثير إيجابي، لأنه أعطى الحافز لأعضاء هيئة التدريس للاجتهاد لكي يحصلوا على فرصة للتدريس في الجامعة الأهلية كما أنه زاد من الموارد المالية لأعضاء هيئة التدريس والعاملين ممن يعملون في الجامعة الأهلية والحكومية أيضا، وساهم في أن يكون لنا توسع في الأنشطة بين الجامعتين وأعطى أريحية مالية لضخ أموال في أنشطة واستثمارات ومباني تخدم الجامعتين، ومول الكليات داخل الجامعة الحكومية بموارد مالية لأن طلاب الجامعة الأهلية يدرسون في معامل ومختبرات الجامعة الحكومية فهذه كلها نقاط إيجابية.
 

ما تعليقك على الحديث بشأن إفراغ الجامعات الحكومية من كوادرها؟

قد يكون هناك قدر من التأثير السلبي بشكل أو بآخر، في أنه أحيانا في بعض التخصصات لن يكن لدينا العدد الكافي من أعضاء هيئة التدريس الذي يعمل في الجامعتين، لكننا نسعى لتدارك هذا الأمر من خلال  التعاقد مع أساتذة من الخارج وان كان لم يحدث ذلك حتى هذه اللحظة، لكن هذا أمر يقدره القسم العلمي في الجامعة الحكومية.
 

هل تمتلك جامعة القاهرة جامعة تكنولوجية؟

أتمنى أن يكون لجامعة القاهرة رافد تكنولوجي وجامعة تكنولوجية حتى تكتمل المنظومة، وهناك بعض الافكار في هذا الشأن بالفعل، من بينها أن تستحوذ الجامعة على إحدى الجامعات التكنولوجية، أو إنها تنطلق بجامعة تكنولوجية جديدة، لكنها ماتزال أفكار قيد الدراسة والبحث، ونحن لدينا من الكوادر ما يمكننا من تشغيل وإدارة جامعة تكنولوجية وهذا متطلب رئيسي تسعى إليه الدولة بأن يكون هناك توسع في التعليم التكنولوجي والفني.
 

كيف ترى التنافسية في مجال التعليم العالي في ظل التنوع ما بين الخاص والأهلي والحكومي والتكنولوجي والدولي؟ وإلى أي مدى تؤثر على مجانية التعليم؟

لابد وأن نتفق أنه لامساس بمجانية التعليم، لأن الجامعات الحكومية لا تزال تستوعب القطاع الأكبر من الطلاب ونحن حريصون على أن نوفر لهم بيئة تعليمية بمبالغ زهيدة للغاية، كما أن زيادة عدد الجامعات والتنافسية فيما بينها يخلق جودة في العملية التعليمة لأن كل جامعة تحرص على اجتذاب عدد أكبر من الطلاب وهذا لن يتحقق إلا إذا كانت هناك جودة تعليمية حقيقية يسعى ورائها أولياء الامور حتي يقوموا بتعليم أبنائهم التعليم الجيد، وهذا يدفعنا للتطوير من أنفسنا.
 

إلى أين انتهت خطة تطوير قصر العيني؟

التطوير قد يحتاج إلى وقت، ونحن سنحتفل في 2027  بمرور 200 عام على إنشاء قصر العيني، وبمرور كل هذا الزمن فمن المؤكد أن هناك مواقع داخل قصر العيني تحتاج إلى التطوير العميق، واستبدال الأجهزة الموجودة بأخرى حديثة، وهذا المجال بالتحديد يتطور بشكل كبير خاصة مع دخول الذكاء الاصطناعي في مجال الاجهزة الطبية، لذلك نأمل أن يكون في القريب إعلان عن خطوات واضحة لتطوير قصر العيني في مرحلته الأولى.
 

 

وهل صحيح أنه سيغلق أبوابه لحين انتهاء التطوير؟

كل المناقشات التي دارت بشأن تطوير القصر العيني انتهت إلى أنه لا مجال لإغلاق القصر العيني أثناء التطوير، ولأن القصر العيني يخدم أكثر من 2 مليون مريض سنويا وهو الملاذ الآمن للمرضى في مصر، والغرض من التطوير هو تسريع وتيرة العلاج وشفاء المرضى، واستقبال عدد أكبر من المرضى، لأن دورة علاج المريض في مستشفيات قصر العيني تتراوح ما بين 7 إلى 10 أيام، لكن بعد التطوير من الممكن أن تتقلص  إلى 3 أو 4 أيام، وهذا سيضاعف أعدد المرضى الذين يتلقون العلاج.
 

الحديث عن تطوير الخدمة الصحية دائما ما يثير أقاويل عن خصخصتها أو تقديمها بأجر عالي، هل سيحدث ذلك في قصر العيني بعد التطوير؟

من الصعب أن يحدث ذلك في مستشفيات جامعة القاهرة، فهي بالأساس مستشفيات تعليمية غرضها الأساسي هو خدمة المرضى، ولا تهدف إلى الربح، لكن لايوجد ما يمنع أن يكون هناك بعض القطاعات الاقتصادية التي يكون الغرض الأساسي منها ان تقوم بالصرف على القطاع العلاجي المجاني، لأن هذا توجه وفكر، ولأنه في وقت من الأوقات لن تستطيع الدولة أن تتحمل حجم النفقات الكبيرة جدا التي تتطلبها صيانة الاجهزة والمستلزمات الطبية وأجور الأطباء، وغيرها، وبالتالي فإن الحكمة تقتضي أن يكون هناك جزء اقتصادي بمقابل وخدمة متميزة لكي ينفق على العلاج المجاني، وهي نفس فكرة البرامج الخاصة داخل الجامعات فهي لم تنشأ إلا بغرض خدمة التعليم المجاني داخل الجامعات، والمقابل الذي يأتي من البرامج الخاصة يخدم العملية التعليمية في الجامعة ككل.
 

ماذا عن المشروعات الجديدة بمستشفيات جامعة القاهرة؟

ثابت ثابت أوشكت تجهيزاتها على الانتهاء، وبالفعل قمنا بتشغيل العيادات الخارجية بالمستشفى، وفي غضون أشهر قليلة ستعمل المستشفى بكامل طاقتها، أما المجمع الطبي للأطفال فنحن حريصين على العمل على انهائه في الفترة القادمة، ونطلق عليه "أبوالريش الجديدة"، ونحرص على أن يكون به جزء مستشفى عام لكي يخدم طلاب الجامعة الأهلية، ولأنه مجمع طبي فسيضم معهد فني للتمريض إضافة إلى سكن خاص بالأطباء والتمريض وفندق خاص بالمرضى، ونسعى لأن يكون مستشفى كبير يستوعب لـ 300 سرير، وعدد من غرف العمليات وعدد من العيادات الخارجية وهو مستشفى متكامل، ونأمل أن يدخل الخدمة في خلال 12 شهر من الآن، حيث انتهينا من التشطبيات، لكننا متوقفين على الأجهزة الطبية وهذا تحدي كبير.
 

هناك خطة تم وضعها لتطوير قصر العيني الفرنساوي أيضا، إلى أين انتهت؟
 

نسعى إلى تطوير القصر الفرنساوي، وهو يحتاج إلى جهد كبير في العمل، ونحن نقيم وضعه بموضوعية، ولا يمكننا القول أنه في حالة جيدة، أو أنه في حالة يرثى لها، لكنه يتطور من وقت إلى آخر، وحرصنا على أن يجري طلاب الجامعة الأهلية الكشف الطبي من خلال مستشفى الفرنساوي، وأن يكون التأمين الطبي لطلاب الجامعة الأهلية أيضا من خلاله كنوع من تعزيز الموارد، وقمنا بتسديد كل اجور الأطباء به، كما أننا نشتري اجهزة حديثة لكي يتمكن المستشفى من استقبال المرضى لأنه وحدة ذات طابع خاص، وبالتالي لابد من تعزيز خدماته وهذا بالطبع يحتاج إلى وقت ونحن نعمل على التطوير ونأمل أن يؤتي ثماره في القريب العاجل.
 

ما الذي تعمل عليه شركة جامعة القاهرة لإدارة الأصول المعنوية بالتحديد؟

الأصول نوعان هناك أصول مادية وأخرى معنوية، المادية هى كل ما يتعلق بالمنشآت والمباني وما إلى ذلك، أما المعنوية فهي تتعلق بالأفكار والإبداعات وبراءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية، والعلامات التجارية، وعندما يكون لدينا بحث انتهى إليه احد الباحثين بالجامعة، وهو فكرة جيدة قابلة للتطبيق في المجال الصناعي فإننا من خلال الشركة نتعاون مع الباحث ونوفر له شريك صناعي، بحيث ندخل في شراكة ثلاثية، على أن توفر الجامعة الحماية للفكرة وان يكن للباحث نسبة من الأرباح الناتجة عن عوائد استغلال بحثه في منتجات، وهذا فائدته كبيرة جدا لأنه يشجع الباحثين على البحث التطبيقي الذي نحتاج إليه في مصر، وحتى لا تظل الأبحاث العلمية حبيسة الأدراج.
 

وهل بدأت الشركة تتلقى أبحاث من هذا النوع؟

نعم تأتي إلينا أفكار جيدة جدا، ليس فقط من أعضاء هيئة التدريس، ولكن أيضا من خلال الطلاب، ومنها أفكار الطلاب في هاكثون الذكاء الاصطناعي التي تجاوزت 20 فكرة، والجامعة أعلنت عن رعاية الشركة لهذه الأفكار من خلال شراكات ثلاثية.
 

ما الذي يعيق وجود جامعة القاهرة بين أفضل 100 جامعة على مستوى العالم في التصنيفات الدولية؟

نحن في تنافس شرس مع جامعات العالم في التصنيفات الدولية، وهي تتطلب استيفاء مجموعة من المعايير وبدرجات معينة حتى نصل إلى مرتبة متقدمة، وهي ليست بالمعايير السهلة لأن بعضها قد لا نملك استيفائها، فمن ضمنها على سبيل المثال عدد علماء الجامعة الحاصلين على جائزة نوبل، وهذا قد لا يتوفر في جامعة القاهرة، كما أن من بين المعايير أن يكون هناك عدد معين من الأبحاث العلمية المنشورة في مجلة نيتشر أو مجلة ساينس وللأسف من يقوم بالنشر في هذه المجلات عدد قليل جدا ونخبة من العلماء في العالم لذلك هناك معايير أحيانا لا نملك استيفائها، لكن في المعايير التي نملك استيفائها دائم ما نحرص على التميز، ونشجع على النشر في المجلات العالمية المعتمدة الصف الأول والثاني، حيث تتنوع المجلات العلمية إلى 4 صفوف لكننا نحرص على النشر في مجالات الصف الأول منها، كما أننا لدينا وحدة التصنيفات الدولية التي تقوم بمراجعة موقف الجامعة من كل تصنيف ونقاط القوة والضعف التي ينبغي أن نعمل على تحسينها، وهي تبذل جهد كبير بلاشك، لذلك نجد دائما أن الترتيب يرتفع من مرتبة إلى أخرى.
 

 

كيف تشارك جامعة القاهرة في المشروعات القومية للدولة؟

نحن نعمل في المشروعات القومية للدولة بشكل كبير، ومنها مشروع تعزيز الهوية الوطنية من خلال كليتي التخطيط العمراني والهندسة، ومشروع القاهرة التاريخية من خلال كلية الآثار ومشروعات النقل والمونوريل، بالإضافة إلى المبادرات الرئاسية، وحياة كريمة والتعاون مع التحالف الوطني للعمل الأهلي، كل ذلك في إطار المشروعات القومية، ولدينا 145 مركز داخل الجامعة تؤدي خدمات جليلة للدولة المصرية.
 

 

كيف تعمل جامعة القاهرة على مواجهة الفكر المتطرف؟

لا نقوم فقط بعمل ندوات وملتقيات بغرض مواجهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم وتعزيز الإنتماء والولاء، لكن أيضا لدينا مكتب لتعزيز الهوية الوطنية والتراثية داخل الجامعة وهو متفرد في الجامعات المصرية، وهو يقوم بعمل ورش عمل وزيارات ميدانية للمشروعات القومية، ومسابقات طلابية ويغير فكر الطلاب ويعزز انتمائهم وولائهم للدولة المصرية، وكلما قمنا بذلك وصححنا المفاهيم كلما تمكنا من القضاء على الفكر المتطرف، كما أن لدينا جانب دعم نفسي ولدينا مركز للدعم النفسي وإعادة بناء الذات بالجامعة.
 

كيف ترى قرار بعض الجامعات بإجراء تحليل للمخدرات كشرط أساسي للترقي لأعضاء هيئة التدريس؟

لا نجري تحاليل مخدرات لأعضاء هيئة التدريس، لأننا لدينا ثقة تامة واطمئنان بشأن أوضاع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، لكن إن كانت هناك بعض المواقع والمناصب الإدارية المهمة التي تقتضي إجراء هذه التحاليل، فهذا الأمر يخضع لقوانين معينة تحكمه.
 

وماذا بالنسبة للعاملين والطلاب؟ مالذي تقدمه الجامعة لمن يثبت تعاطيه للمخدرات منهم؟

بالنسبة للعاملين، إن ثبت التعاطي، فوفقا للقواعد يتم فصل الموظف أو العامل لأن القانون هو الذي ينظم هذا الأمر وقد سبق أن قمنا بفصل عدد من العاملين بالجامعة في أعوام سابقة نتيجة التعاطي، أما الطلاب فلابد وأن نتأكد من أن الطالب بالفعل متعاطي، وفي هذه الحالة نأتي بولي الأمر ونوجه وننصح ونتخذ إجراءات رادعة لمنع هذا من خلال توقيع جزاءات على الطلاب لكن هذا الأمر نادر وقليل نتيجة للتوعية التي نقوم بها في الجامعة في الفترة الأخيرة.
 

ماهي أهم وأصعب التحديات التي تواجهك في إدارة الجامعة؟

التحديات كثيرة جدا، وهناك منها ما يتعلق بالأشخاص، فمثلا هناك عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس يخرج للإعارات وكفاءات من بينهم، وكنت في حاجة لاجتذاب هذه العقول وساعدني في ذلك الجامعة الأهلية، وأيضا تحديات من جانب الطلاب حيث أن هناك كثافات كبيرة تشارك في الأنشطة الطلابية وهي مهمة لجميع الطلاب، ومن حيث العاملين كنت احتاج إلى تأهيل وتدريب الكوادر وهذه كلها تحديات من حيث الأشخاص، أما من حيث الموضوع فإنني واجهت تحدي أن يكون كل الموجودين بالجامعة لديهم إنتماء وولاء للدولة المصرية وحرص على تأهيل الطلاب لمتطلبات سوق العمل ليس فقط من خلال البرامج الدراسية وانما من خلال ملتقيات التوظيف والتدريب، أيضا الموادر المالية كانت تحدي كبير جدا، لذلك كنت بحاجة للدعم المالي من خلال خلق موارد ذاتية لأتمكن من التوسع في الأنشطة وتوفير أحدث المعامل والأجهزة وكافة الامكانيات.
 

أخيرا، مالذي تحلم به لجامعة القاهرة؟

المناصب إلى زوال وكل شخص يؤدي دوره لفترة معينة، لكننى أتمنى ان نكمل بعضنا البعض، وأن كل مسئول يأتي يكمل ويبني على ما تركه سابقه، وان نعمل وفق استراتيجية معينة ونعمل على تنفيذها وأن نصل بأن نرى جامعة القاهرة في مصاف الجامعات الأكثر تميزا على مستوى العالم وهو حلم ليس بعيد المنال لأن مقومات الجامعة وتاريخها يسمح بذلك.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية