رئيس التحرير
عصام كامل

وداعًا أحمد مراد الجمل

18 حجم الخط

هناك لحظات في الحياة تشبه الصاعقة، تأتي بلا مقدمات وتترك في القلب فجوة لا يسدّها شيء. هكذا كانت لحظة سماعي بخبر وفاة الصديق العزيز والكاتب الصحفي المبدع أحمد مراد الجمل. رحل هادئًا كما عاش، وترك خلفه ذكرى طيبة، وقلوبًا ممتلئة بالوفاء، ورفاقًا لم ينساهم ولن ينسوه.

 

عرفتُ أحمد مراد الجمل قبل أكثر من 20 عامًا، شابًا نبيلًا في جوهره، راقيًا في كلمته، مشرقًا بابتسامته. جمعتنا الأيام في مهنة البحث عن المتاعب، وكانت بوابة الصداقة هي "روزاليوسف"، حيث كان رئيسًا لقسم التحقيقات الصحفية مع الراحل الكبير عبد الله كمال، واختارني يومها أن أكون نائبًا له. 

كان ذلك التكليف في حقيقته ثقة فوق العادة في شاب كان لا يزال يتحسس طريقه في مهنة مرهقة، لكنه آمن به وبموهبته التي رآها، ومن هنا  كانت بداية علاقة لم تكن مجرد زمالة مهنية، بل صداقة قوية، وأخوّة صادقة.

عملنا معًا ما يقرب من ثلاث سنوات ونصف في ممرات روزاليوسف، نفكر ونكتب ونقاتل بكلماتنا ونبني جيلًا جديدًا من الصحفيين، نتناقش ونختلف ثم نضحك ونعود وكأن شيئًا لم يكن. كان أبوخالد- كما أحب أن أناديه- قلبًا كبيرًا ووجهًا باسمًا، يقدّر رفاقه ويصنع من المحبة أسلوب حياة، ومن الوفاء دستورًا.

 

وحين عزم على السفر إلى الكويت، لم يتردد لحظة واحدة في دعمي، ورشحني خليفةً له لإدارة الملف السياسي في مكتب صحيفة الراي الكويتية بالقاهرة، الذي كان مديرًا له الكاتب الصحفي الراحل عبد الله كمال أيضًا، فكان خير سند، وخير ناصح، وخير من آمن بقدراتي. سنوات عدة قضيتها هناك، وكانت بصمته فيها واضحة لا تُمحى. 

 

عاد أحمد مراد الجمل إلى مصر قبل عدة سنوات ليكمل رحلة العطاء في مؤسسة اليوم السابع، كاتبًا صحفيًا قبل أن يواجه أزمته الصحية الأخيرة على إثر حادث أليم تعرض له، تلك الأزمة لم ينتصر عليها الجسد، لكنها لم تهزم روحه الكبيرة ولا سيرته الطيبة.

 

اليوم.. أكتب عنه والقلب يعتصر ألمًا، ليس فقط لأنني فقدت صديقًا عزيزًا، بل لأنني فقدت أخًا أكبر، ومعلمًا صادقًا، ورجلًا نادرًا في أخلاقه وتواضعه وإنسانيته. كانت بيننا سنوات عديدة فارقة في العمر، لكنها لم تكن إلا سنوات احترام ومحبة وتقدير.

 

رحمك الله يا أبا خالد، يا صاحب القلب الهادئ والروح الطيبة، يا من تركت في حياتنا أثرًا لا يزول. أسأل الله أن يجعل مثواك الجنة، وأن يغفر لك ويرحمك بواسع رحمته، وأن يجمعنا بك في جنات النعيم كما جمعنا على دروب الصحافة الصعبة.

سلام عليك يوم عرفتك، ويوم ودّعتنا، ويوم نلقاك عند ربٍ لا تضيع عنده الودائع.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية