رئيس التحرير
عصام كامل

وجهان لعملة واحدة.. نتنياهو وحماس!

18 حجم الخط

ما تفعله منظمة حماس حاليا في الأجزاء التي انسحبت منها إسرائيل وفق اتفاق شرم الشيخ برعاية ترامب ومصر وتركيا وقطر وغيرهم، لا يختلف كثيرا عما فعلته وتفعله إسرائيل سواء خارج الخط الأصفر أو داخله قبل الانسحاب..


إن استئناف حماس لنشاطها العنيف الدموي ضد من تصفهم بالمارقين والخونة المتعاونين مع سلطات الاحتلال من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة بلا محاكمات عادلة، هدفه الأوحد بيان السيطرة وتسجيل حضور أمني وهيمنة.. 

ورسالة للوسطاء بأن المنظمة هي من سيدير القطاع، خلال الفترة الانتقالية، رغم أنها وقعت على خطة ترامب ووافقت على الاختفاء من المشهد برمته حقنا للدماء الطاهرة والتشريد والتجويع..


وفي التحليل النهائي فإنه لابد من القول وبمنتهى الصراحة أن منظمة حماس هي مارقة في الأساس على الإجماع الوطني الفلسطيني، بل يمكن القول بطمأنينة ضمير أنها ليست بعيدة عن الضلوع في المأساة والكارثة، بل شريك بالسبب وليس بالفعل، في قتل سبعين الفًا وأكثر وجرح مائة وسبعين الف فلسطيني، وثلث القتلى أطفال ونساء وشيوخ..


لا معنى لما تفعله حماس من تصفيات ميدانية، وتنفيذ إعدامات على الهواء، ومواكب استعراض القوة، سوى إظهار أنهم مستمرون في تعطيل أي حل تفاوضي يجبر إسرائيل علي تنفيذ الانسحابات التالية المنصوص عليها في اتفاق العشرين نقطة، الذي وقع عليه ترامب مع مصر وتركيا وقطر في شرم الشيخ..

هم بفعلهم هذا يمارسون شراكة مريحة لإسرائيل، فهي توفر لنتنياهو ذريعة قوية للبقاء، وليلقي بوجه ترامب حججه بأن حماس كاذبة ولا تحترم اتفاقا..


أساسا أساسا من حرك حماس لبدء هجوم السابع من أكتوبر قبل عامين؟ هل كان الهدف تحرير فلسطين؟ هل حسبوا موازين القوة واطمأنوا أنهم قادرون علي ردع القوة الإسرائيلية ومنعها من رد الفعل التدميري الكاسح الذي جرى ويجري وسوف يجري؟ لحساب من أساسا تحركوا؟ هل كان الهدف فعلا إعادة الحياة للقضية الفلسطينية بعد أن نسيها العالم والعرب؟
 

الأثر الإيجابي الوحيد لذلك الهجوم هو بعث الروح في قضية ميتة، أما تعاطف العالم كله مع الشعب الفلسطيني فليس سببه ما فعلته حماس، بل صمود وصبر الناس في غزة، وحرب التجويع والإبادة والوحشية الإسرائيلية..


والمحزن أنه بدلا من تهيئة الأوضاع لدخول آلاف الشاحنات محملة بالطعام والشراب والدواء والكساء والغطاء، نجدها لا تتخلي عن أساليبها كمنظمة خسرت الحرب وجوعت الشعب وأهلكت الحياة، جنبا إلي جنب مع إسرائيل..


ليس أحب إلي قلب نتنياهو شئ أكثر مما تفعله حماس، وخروج بعض قادتها لتمييع بند تسليم السلاح رغم قبولهم الضمني بأن تجميد السلاح وارد لدى جهة مستقلة، وكلاهما يطلق يد إسرائيل في الانقلاب على اتفاق غزة للسلام..

 

ولا يجوز أن ننسى أن نتنياهو تحرر الآن تماما من حبل الرهائن المشدود حول عنقه، فالعشرون رهينة عادوا إلى عائلاتهم سالمين، أما الجثث فتبقي جثثا قيد البحث والتنقيب، أما القضاء الكامل على حماس فحلم حياته، فمن الذي يوفر الذرائع الكاملة لتحقيق هذا الحلم؟ حماس نفسها!

ترامب يهدد بالتدخل، وينذر بأن إشارة من إصبعه إلى إسرائيل ستجعلها تفتح أبواب الجحيم.. علي حماس؟ لا بل علي الناس، الأبرياء، الجوعي، الجرحي.. وستهبط حماس إلى سابع أرض تختفي.. وتعود إسرائيل لإعلان الاحتلال الكامل للقطاع والبقاء فيه.. أوجه الشبه كثيرة وسافرة وكاشفة للغاية بين ما يفعله نتنياهو وحماس مع أبناء شعبها.. كلاهما يقتل الناس.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية