حديث قلب
توفيق الدقن.. وديع ظلمته ملامحه!
عملت معدا للبرامج بالتليفزيون (من الخارج في بداية حياتي الصحفية) لسنوات طويلة، وفي ظهيرة ذات يوم رحت أبحث عن مكان شاغر بالكافيتيريا بالدور الرابع، فلم أجد سوى منضدة كان يجلس عليها الفنان الكبير توفيق الدقن أحد أهم نجوم السينما المصرية، وصاحب أشهر الأفيهات المضحكة التي مازال يرددها رجل الشارع حتي اليوم رغم مرور 27 سنة علي رحيله!
لمح الفنان الكبير حيرتي في البحث عن مكان أجلس عليه فأشار بيده للجلوس معه علي منضدته لأنه كان بمفرده، ودار بيننا حديث ودي لم يتجاوز الربع ساعة، وسرعان ما رسمت أهم ملامح شخصيته خلال تلك المدة القصيرة؛ أنت أمام إنسان طيب وديع غير تلك الشخصية الشريرة التي إعتدت علي رؤيتها منذ نعومة أظافري في الأفلام القديمة في أدوار النصاب واللص والبلطجي والسكير والعربيد!
كان حواره معي منذ أكثر من أربعين سنة حنونا صادقا ويتعامل معي بصوت هامس غير الذي سمعته جهوريا حادا وأنا صغيرا، موهبة طاغية، فقد ظلمته ملامحه الغليظة الشرسة!
ولو أردت تفاصيل أكثر عن شخصية هذا الفنان المبهر، تابع هذا المقال الذي كتبه شخصيا عن ذاته، ويحكي فيه عن جانب من مشوار حياته:
فى عدد 3 سبتمبر سنة 1956 كتب الفنان الكبير الراحل توفيق الدقن مقال جميل في مجلة الكواكب بعنوان: دموع في الطريق الطويل.. حكى فيه جزء من حكايته في الفن قائلا: كنت أظن أن الفن كله ضوء، حتى اقتربت منه فاكتشفت أنه ضوء ونار معًا.
لم أولد ممثلًا، ولم أكن أحلم يومًا أن أعتلي خشبة المسرح أو أقف أمام الكاميرا. كنت موظفًا صغيرًا في مصلحة حكومية، أعيش حياة عادية كآلاف الموظفين، أذهب إلى عملي في الصباح وأعود آخر النهار لأقضي المساء في هدوء. لكن في أعماقي كان شيء خفي لا أعرف له اسمًا، يوقظني كلما مررت أمام مسرح أو رأيت لافتة كُتب عليها أسماء النجوم.
كنت أقف طويلًا أمام تلك اللافتات المضيئة، أشعر بدفء غريب يسري في عروقي. كان المسرح بالنسبة لي عالمًا مجهولًا، لكنه يجذبني كما يجذب النور الفراشة.
وذات مساء وبالصدفة غاب أحد الممثلين عن الحضور، فطلب مني أن أقول جملته مؤقتًا. قلتها... فإذا بالتصفيق يملأ المكان! ظننت أنهم يسخرون مني، لكنهم أكدوا أن لدي موهبة لا يستهان بها، وأن عليَّ أن أستمر. ومن تلك اللحظة تغيّر مجرى حياتي.
ثم أتيحت لي فرصة الدراسة بمعهد التمثيل، وهناك تعلمت أن الفن ليس مجرد شهرة أو تصفيق، بل هو مسؤولية ورسالة. كنت أعود من البروفات متعبًا، لكن قلبي مفعم بالرضا. كنت أشعر أنني وجدت المعنى الحقيقي لحياتي.
ثم جاءت السينما... وكان معظم أدواري البلطجي. ومنذ تلك اللحظة ارتبط اسمي بالشخصيات القاسية أو الشريرة، رغم أنني في حياتي الخاصة لا أستطيع أن أؤذي نملة.. يقولون إن ملامحي تساعدني على أداء الشر، لكنني أؤمن أن الشر في الفن ليس دائمًا شرًا مطلقًا، بل هو وجه من وجوه الإنسان. خلف كل شرير نقطة ضعف، وجراح خفية، وهناك تكمن متعة الأداء.
أسعد ما في حياتي أن الجمهور بات يعرفني ويذكرني بالاسم، حتى لو لم أكن بطل الفيلم. ذلك وحده يكفيني لأشعر أني سرت في الطريق الصحيح، وأن تلك الصدفة الأولى -يوم وقفت على خشبة المسرح لأقول جملة لا تخصني- لم تكن صدفة أبدًا، بل كانت قدري الجميل الذي انتظرني منذ البداية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
