جيفارا، قصة أشهر الثوار في التاريخ وهذه حكايته مع فاتن حمامة
جيفارا، زعيم ثوري كوبي ماركسي، طبيب وكاتب وقائد عسكري ورجل دولة عالمي، أشهر الثوار في التاريخ، تم إعدامه في مثل هذا اليوم عام 1967، وُلد عام 1928 بالأرجنتين، وسافر عندما كان طالبًا في كلية الطب بجامعة بوينس آيرس ــ تخرج منها عام 1953ــ إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية على متن دراجة نارية، وهو في السنة الأخيرة من الكلية، وكونت تلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة أمريكا الجنوبية وبالظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين على المزارع اللاتيني البسيط، وزاد حماسه بعد مشاهدته حال الفقراء المعدمين والتفاوت الطبقي هناك حتى رأى ضرورة الثورة على الأوضاع.
انضم تشي جيفارا إلى الثورة الكوبية بعد أن التقى راؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة بعد خروجه من السجن في كوبا، حيث رأى فيدل كاسترو أنهم في أمس الحاجة إليه كطبيب، وانضم إليهم في حركة 26 يوليو التي غزتْ كوبا للإطاحة بالنظام الدكتاتوري المدعوم من طرف الولايات المتحدة وسرعان ما برز جيفارا بين المسلحين وتمت ترقيته إلى الرجل الثاني في القيادة حيث لعب دورًا محوريًّا في إنجاح الحملة على مدار عامين من الحرب المسلحة التي أطاحت بنظام باتيستا.

وبعد نجاح الثورة تولى تشي جيفارا وزارة الصناعة في كوبا حيث أسس قوانين الإصلاح الزراعي، وعمل رئيسًا تنفيذيًّا للقوات المسلحة الكوبية، كما تجول في معظم دول العالم كدبلوماسي باسم الاشتراكية الكوبية، ولم ينسَ الرئيس كاسترو مساندة تشي جيفارا له خلال رحلة نضاله، فبعد تنصيبه رئيسًا للبلاد، كرم صديقه ومنحه الجنسية الكوبية، وأعطاه رتبة "ميجور" ثم عيَّنه سفيرًا متجولًا وممثلًا لشخصه، للترويج للثورة الكوبية في العالم، وكسب تأييد عالميا لها.
القبض عليه ثم الإعدام
وغادر تشي جيفارا كوبا في عام 1965 من أجل التحريض على الثورة في الكونغو كينشاسا وأعقبها محاولة أخرى لإشعال الثورة في بوليفيا، لكن هناك تم إلقاء القبض عليه من قِبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بمساعدة القوات البوليفية، وتم تقديمه للمحاكمه وإعدامه.

حضر الوزير الكوبي والثائر الأرجنتيني العالمي تشي جيفار الدورة الـ 19 للجمعية العامة للأمم المتحدة وألقى خطابًا ثوريًّا عن حالة الظلم والفقر الذي تعاني منه بلاده بأسلوب ثوري لاذع وأطلق الحضور على ذلك اليوم “يوم جيفارا في الأمم المتحدة”.
لكنْ جاءت نهاية جيفارا حين أرسله كاسترو إلى بوليفيا، لتكون نقطة انطلاق لحرب ثورية مناهضة للتوسع الأمريكي هناك، ولكن أمريكا بمجرد علمها بوصوله إلى هناك، أرسلت فريقًا من "سي آي إيه" لتساعد قوات الجيش في القضاء على مجموعة جيفارا، وبالفعل هاجم 1500 من قوات بوليفيا مجموعة جيفارا التي لم تتعدَّ 15 فردًا، في أحد الوديان الضيقة، وبرغم ذلك استمر القتال 6 ساعات كاملة، دون تدخل من كاسترو، الذي ترك صديقه يواجه الموت منفردًا حيث قُبض عليه وحكم بإعدامه.

زار جيفارا مصر مرتين والتقى فيهما الرئيس جمال عبد الناصر، الأولى عام 1959 وعام 1965 واستقبله الرئيس عبد الناصر وأعلن جيفارا أنه جاء إلى مصر لإعجابه بالثورة في مصر وللتعلم منها، ومن قائدها عبد الناصر، وسلمه الرئيس عبد الناصر وسام الجمهورية من الدرجة الأولى.
لقاء فاتن حمامة
وفي أحد لقاءاته في مصر التقى تشي جيفارا الفنانة فاتن حمامة التي أجرت معه حوارًا جانبيًّا عن عدة نواح في حياته، سجله الكاتب أحمد بهاء الدين وأعاد نشره في مجلة "صباح الخير" بعد استئذان صاحبة الحوار في صورة مقال بقلمه.
أحمد بهاء الدين يكتب لقاء الممثلة والثائر
كتب بهاء الدين يقول: بدأ الحديث حيث قدم جيفارا نفسه لفاتن حمامة وقال: أنا لست كوبيَّ الأصل، ولستُ شيوعيًّا لكني كنت أهوى الماركسية، أنا من الأرجنتين، وكنت أحب المغامرة في صباي لدرجة إني طفت الولايات المتحدة تقريبًا بالسيارات، ومع ذلك لم أكن لاعبًا، فقد درستُ وتخصصتُ في علاج مرضى الجذام متأثرًا بأحوالهم، لكني سمعتُ أن هناك ثورة قامت في جواتيمالا فذهبت إلى هناك وحصلتُ على إذن بمزاولة الطب هناك، وفعلت حتى ضربت أمريكا الثورة فتركت جواتيمالا إلى المكسيك وهناك التقيتُ الزعيم كاسترو، ومنذ 12 سنة لم نفترق فليس هناك راحة في حياتي.
وأضاف بهاء الدين: تحدثت معه الممثلة المصرية عن السينما المصرية وعن فيلمها الأخير "الحرام" عن قصة الدكتور يوسف إدريس، وكتب السيناريو سعد الدين وهبة، كفيلم واقعي عن حياة عمال التراحيل في الريف المصري يروي مأساتهم دون دعاية مفتعلة.
رأي جيفارا في فيلم الحرام
قاطعها جيفارا ضاحكًا وهو يقول: عظيم جدًّا ألا يكون الفيلم مجرد دعاية وأن يناقش قضية، فهذه الدعاية السافرة هي عيب ما يسمونه الواقعية الاشتراكية في الفن، فالواقعية لا تكفي في العمل الفني إذا كان رديئًا من الناحية الفنية، كما أن الفن الجيد هو الذي يستخدم فيه الفنان حواسه كلها، فالرسم التجريدي مثلًا عيبه في رأيي أن الفنان لا يستخدم فيه إلا حاسة البصر فقط، والواقعية الاشتراكية عيبها أن الفنان يستخدم فيها معلوماته السياسية فقط، ولهذا فكل منهما ناقص في رأيي.
الرقص للترفيه في كوبا
سألت فاتن حمامة جيفارا عن فنون الترفيه في كوبا التي اشتهرت بالرقص والاحتفالات المبهجة وقالت إنها قرأت نقلًا عن إحدى الصحف الأمريكية أن الكوبيين لم يعودوا يرقصون كما كانوا يفعلون من قبل؟

ضحك جيفارا بشدة وقال: مستحيل.. لا توجد قوة على الأرض تستطيع أن تمنع الكوبيين من الرقص، خاصة أن الأهداف الستة التي أعلنها كاسترو مثل العمل للجميع والخبز للجميع يوجد أيضًا الترفيه للجميع، والترفيه عند الكوبي معناه الرقص قبل أي شيء، ويأتي بعد الرقص لعبة البيبسول.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
