رئيس التحرير
عصام كامل

إزدواج المعايير العربية

18 حجم الخط

نجحت قطر في حشد وعقد ثلاث مؤتمرات قمة في يوم واحد ردا على انتهاك إسرائيل لاراضيها، وهذا حقها وطبيعي جدا، حدث ذلك في نفس التوقيت الذي كان الكيان يستعد لاحتلال غزة بعد أن دمرها وفرض حصارا مذلا ليس علي غزة ولكن على كل المنطقة، وراحت طائراته تقوم بنزهات مدمرة على لبنان وسوريا واليمن.. 

لدرجة اغتيال مجلس وزراء اليمن بالكامل، وقتل 31 صحفيا يمنيا دفعة واحدة بدون أن يشعر العرب بأي إهانة أو حتي أي رد فعل غير بضعة بيانات هزيلة تستنكر وتدين، جعلت نتنياهو يخرج مستهزئا بتلك البيانات.. 

 

بل وصل الفجر الإسرائيلي لدخول سوريا وفرض الوصاية علي الدروز، وأصبح المتحدث الرسمي باسمهم، ومهما كانت الاختلافات مع حماس والحوثي والدرز فقد كان الصمت ورد الفعل الهزيل مشجعا للتمادي في فرض الوصاية الإسرائيلية على المنطقة، وتبجح بإعلان المضي نحو اسرائيل الكبري.. 

 

وبينما كانت المظاهرات تعم تل أبيب ولندن وباريس ومدريد والجامعات الأمريكية كان الشارع العربي يكتفي بمتابعة ترندات السوشيال ميديا ومباريات الكرة وحفلات الشواطئ، ومن الملاحظات أن الحوثي الذي يقاوم أصبح إرهابيا منبوذا، والأنظمة المطبعة مع الكيان هي التي تقاوم!

 

بل إن اليمن التي هي أصل العرب والعروبة وأقدم حضارة في التاريخ الإنساني تصبح رهينة الأشقاء، وهذا ليس دفاعا عن الحوثي ولكنها المعايير العربية المزدوجة، والأمر هكذا ليس لنا أن ننتقد الغرب في معاييره المزدوجة مع قضايانا.. 

 

ثم إن قطر استدعت 57 دولة عربية وإسلامية في مهرجان للخطابة فقط أما الحماية فلها أمريكا، وكأن الهجوم الاسرائيلي الخاطف علي بضعة مبان سكنية يقيم فيها قادة حماس في الدوحة، رغم ادانتنا الشديدة لهذا الهجوم الغادر والجبان، كأنه قلب الموازين والمعادلات الإقليمية والأوضاع القائمة في الشرق الاوسط  وفي العالمين العربي والاسلامي، رأسا علي عقب، وليس حرب الابادة الشاملة والتطهير العرقي والتهجير القسري التي دمرت غزة ومحت معالمها، لم تشهد المنطقة العربية مثيلا له منذ أكثر من قرن كامل، وكذلك رغم كل ما شهدته من حروب بشأن فلسطين. 

 

الكارثة الحالية في فلسطين المحتلة، فوق ما يمكن لأي كلمات أن تصفه علي حقيقته من فرط فظاعته وبربريته ووحشيته.. ورغم ذلك، فإن كل ما نسمعه الآن من الحكومات العربية والاسلامية هو عما حدث لقطر، وكأنه نهاية التاريخ، وتلك هي الازدواجية في أفضل صورها.. 

 

ثم كان الانسياق العربي في شيطنة المقاومة، حتى وقفت وحيدة وجعلت إسرائيل الارهابية تصف المقاومة بالإرهاب، وواصل ما اتفق اصطلاحا على تسميتهم الذباب الإلكتروني، اللجان الإلكترونية، وأتباع الوحدة 8200 الاستخبارية العسكرية الإسرائيلية، التي تقود الحرب الإلكترونية، حربهم الكلامية على منصات التواصل وبعض الفضائيات العربية ووسائل الإعلام بهدف شيطنة المقاومة وتحميلها مسؤولية ما يجري في غزة.. 

والتي امتدت لدى البعض وتوسعت إلى شيطنة الفلسطيني نفسه ومحاصرته بحرب عنصرية مقيتة بل وشيطنة أي مقاومة، لدرجة ان كل وسائل الإعلام العربية تقول عن إبادة غزة (العملية العسكرية) وهو الوصف الإسرائيلي لها.
 

تجارب الماضي أثبتت أن التخلي عن السلاح لم يجلب سوى المزيد من القتل والتهجير، وأن المقاومة ليست مجرد خيار سياسي، بل ضرورة وطنية لإعادة الحقوق. 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية