من قصص القرآن الكريم، تفاصيل مقتل السحرة ونجاة بني إسرائيل من قبضة فرعون
نستعرض في السطور التالية مشاهد من القصص التي وردت في كتاب الله العزيز، القرآن الكريم، علنَّا نستخلص منها العبر والدروس التي تفيدنا في الدنيا، بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل، فنستزيد من الأفعال الطيبة، والتصرفات الراقية، ونتعامل بالحسنى مع الآخرين، فنفوز ونسعد في الآخرة.
الملك يتهم سيدنا موسى بأنه "كبير السحرة"
ما زلنا مع القرآن الكريم، والآيات التي تروي تفاصيل قصة سيدنا موسى، وأخيه هارون، عليهما السلام، يقول تعالى: "قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين. قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون. إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين" (الشعراء: 29 – 51).
إن فرعون كذب وافترى، وكفر غاية الكفر في قوله: إنه لكبيركم الذي علمكم السحر، وأتى ببهتان يعلمه العلماء، بل العامة في قوله: إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون، وقوله: لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف، يعني: يقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى وعكسها، ولأصلبنكم أجمعين، أي; ليجعلهم مثلة ونكالا; حتى لا يقتدي بهم أحد من رعيته وأهل ملته، ولهذا قال: ولأصلبنكم في جذوع النخل، أي; على جذوع النخل; لأنها أعلى وأشهر، ولتعلمن أينا أشد عذابا وأبقى، يعني: في الدنيا.
"قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات"، أي; لن نطيعك ونترك ما وقر في قلوبنا من البينات، والذي فطرنا قيل: معطوف. وقيل: قسم.
"فاقض ما أنت قاض"
"فاقض ما أنت قاض"، أي: فافعل ما قدرت عليه.
"إنما تقضي هذه الحياة الدنيا"، أي: إنما حكمك علينا في هذه الحياة الدنيا، فإذا انتقلنا منها إلى الدار الآخرة، صرنا إلى حكم الذي أسلمنا له واتبعنا رسله.
"إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى" (طه: 73). أي: وثوابه خير مما وعدتنا به من التقريب والترغيب، وأبقى، أي; وأدوم من هذه الدار الفانية.
"قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون. إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا"، أي; ما اجترمناه من المآثم والمحارم، "أن كنا أول المؤمنين" أي: من أهل مصر، بموسى وهارون، عليهما السلام.
واستمروا في مواجهة الملك بمنتهى الشجاعة، قالوا: طوما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا"، أي: ليس لنا عندك ذنب إلا إيماننا بما جاءنا به رسولنا، واتباعنا آيات ربنا لما جاءتنا، "ربنا أفرغ علينا صبرا"، أي; ثبتنا على ما ابتلينا به من عقوبة هذا الجبار العنيد، والسلطان الشديد، "وتوفنا مسلمين".
وحاولوا أن يعظوه ويخوفوه بأس ربه العظيم: "إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا"، يقولون له: فإياك أن تكون منهم فكان منهم.
"ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلا"، أي: المنازل العالية، "جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى"، فاحرص أن تكون منهم.
لكنه كذب وأبى، وبغى واستكبر.
وتحكي كتب التفاسير أن فرعون صلبهم وعذبهم، قال عبد الله بن عباس، وعبيد بن عمير: كانوا من أول النهار سحرة، فصاروا من آخره شهداء بررة.
ويؤكد هذا قولهم: "ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين".
خروج بني إسرائيل من مصر
وفي محاولة من بني إسرائيل للنجاة من قبضة الملك، طلبوا منه السماح لهم أن يخرجوا لعيدٍ لهم، وأذن لهم، وهو كارهٌ لذهابهم، وقد تجهّزوا للخروج هروبًا من فرعون وبطشه.
وخرجوا من أرض مصر، مُتجّهين نحو بلاد الشام، قَالَ اللَّه تَعَالَى: "وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ * فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ".
لكن ما إن علم فرعون بخروج بني إسرائيل مع سيدنا موسى، عليه السلام، من أرض مصر، حتى اشتد غضبه عليهم، وقام بجمع جنوده للحاق بهم وإرجاعهم إلى أرض مصر، قال الله تعالى: "فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ* إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ* وَإِنَّهُم لنا لغائظون* وَإِنَّا لجَمِيع حذرون".
ورأى موسى، عليه السلام، ومن معه، فرعون وجنوده فخافوا أن يُدركهم فرعون ويمسك بهم، فيعودوا إلى مصر، وظنوا أن فرعون سيدركهم لا محالةً؛ لأنه ليس هناك طريقٌ آخر، لكنّ موسى، عليه السلام، طمأن بني إسرائيل، قال تعالى: "فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ* كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ* فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ".
نجاة موسى وبني إسرائيل
وأنقذ الله، تعالى، موسى وبني إسرائيل من فرعون وجنوده بأن أمر البحر بالانشقاق، فانفلق البحر إلى نصفين، وسار فيه بنو إسرائيل مع موسى بعيدًا عن فرعون، فقد كانوا يخشون الغرق؛ لوجود البحر أمامهم، ولم يكونوا يتوقعون أن يكون هروبهم عن طريق البحر.
كانت معجزة أخرى من الله، تعالى، لسيدنا موسى، حيث فلق البحر، فنجوا من استعباد الملك لهم.
قال تعالى: "وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ* إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤمنين* وَإِن رَبك لَهو الْعَزِيز الرَّحِيم".
وبعد أن عبروا جميعا، عاد البحر لسيرته الأولى، وغرق فرعون ومن معه، فقد دخل الملك ومن بقي معه من الجنود إلى البحر وهو مُنشقٌ، فما إن وصلوا إلى منتصف البحر، حتى أطبق عليهم الماء، فغرقوا، وهنا رضخ فرعون واستسلم، بعد مرحلةٍ طويلةٍ من الطغيان والاستعلاء في الأرض، وأعلن إسلامه، وقال كلمة التوحيد لكن بعد فوات الأوان. قال تعالى: "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ* آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ* فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا


