ظل عبد الناصر والسادات، هكذا صنع محمود فوزي مدرسته الخاصة في الدبلوماسية المصرية
في مطلع القرن العشرين، وفي قرية شبرا بخوم بمحافظة المنوفية، ولد محمود فوزي عام 1900، ليكون شاهدًا ومشاركًا في أكثر من نصف قرن من التحولات الكبرى التي شهدتها مصر والعالم. لم يكن انتماؤه الريفي عائقًا أمام طموحه، بل كان دافعًا لأن يضع لنفسه مسارًا مختلفًا.
من محمود فوزي؟
درس الحقوق في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، وهناك بدأ وعيه القانوني يتشكل، قبل أن يحصل على منحة استكمل بها دراساته العليا في إنجلترا والولايات المتحدة، ليعود حاملًا دكتوراه في القانون الدولي من جامعة إلينوي.
هذه الرحلة الأكاديمية صاغت شخصيته؛ فهو لم يكن مجرد خريج تقليدي بل مثقف دولي، يعرف اللغات، ويفكر بعقل القانوني الذي يبحث دائمًا عن الصياغة الدقيقة والحل الوسط. تلك الملامح ستصبح لاحقًا جزءًا من صورة "الدبلوماسي الهادئ" الذي عرفه العالم.
دخل فوزي السلك الدبلوماسي مبكرًا، متنقلًا بين القنصليات المصرية في نيويورك وطوكيو والقدس. وكانت محطته الأهم تمثيل مصر في الأمم المتحدة، حيث برز اسمه كدبلوماسي يملك قدرة على التفاوض في ملفات معقدة تخص فلسطين والعلاقات مع القوى الكبرى. وقد اكتسب هناك شبكة علاقات وخبرة تفاوضية جعلت القيادة المصرية بعد ثورة يوليو 1952 ترى فيه الرجل الأنسب لإدارة وزارة الخارجية.
نجاحات محمود فوزي مع وزارة الخارجية
تولى حقيبة الخارجية عام 1952 ليجد نفسه في قلب واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا في التاريخ المصري. شارك في مفاوضات الجلاء مع بريطانيا، وكان أحد الأصوات التي صاغت موقف مصر في مواجهة العدوان الثلاثي عام 1956. ومع عبد الناصر، لعب دورًا محوريًا في بلورة سياسة عدم الانحياز، وفي نسج شبكة العلاقات المصرية مع إفريقيا وآسيا في مواجهة الاستقطاب الدولي.
لم يكن فوزي رجل خطابات نارية، ولم يسعَ للأضواء، لكنه امتلك ما يشبه "الدبلوماسية الباردة" القائمة على الصبر والدقة والقدرة على إدارة التوازنات. هذه الصفات جعلته مقربًا من السادات أيضًا، الذي عينه رئيسًا للوزراء في أعقاب وفاة عبد الناصر عام 1970، ثم نائبًا لرئيس الجمهورية.
في سبتمبر 1981، رحل محمود فوزي بهدوء كما عاش وهو يحمل إرثًا ثريًا؛ دبلوماسي وقانوني يعكس صورة مصر التي أرادت أن تكون جسرًا بين الشرق والغرب، وصوتًا مستقلًا في زمن الحرب الباردة وترك خلفه تجربة فريدة: تجربة رجل ظل وفيًا لفكرة أن السياسة ليست دائمًا خطابة ولا مواجهة، بل في أحيان كثيرة فن الصياغة الدقيقة والبحث عن مساحة مشتركة.
واليوم، بعد مرور أكثر من قرن على ميلاده، لا يزال يُستشهد بسيرته كأحد أعمدة الدبلوماسية المصرية، ورمزًا لجيل آمن بأن مكانة مصر تُصنع بالعلم والانفتاح على العالم، بقدر ما تُصنع بالقوة والقرار السياسي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
