فتنة في اتحاد الكتاب.. إحالة أعضاء للتحقيق على خلفية الجمعية العمومية والتأمين الصحي.. وعلاء عبد الهادي يلتزم الصمت

أحال اتحاد كتاب مصر، برئاسة الدكتور علاء عبد الهادي، عددًا من أعضائه للتحقيق، وذلك في أعقاب انعقاد الجمعية العمومية الطارئة، وتصاعدت الخلافات حول أداء الاتحاد في عدد من الملفات، أبرزها منظومة التأمين الصحي، وتعديلات اللائحة الداخلية، وتفاقمت الأمور بشكل غير مسبوق، فيما التزم رئيس الاتحاد الدكتور علاء عبد الهادي بالصمت ورفض الإدلاء بأية تصريحات أو تفسيرات لما آلت إليه الأمور.

وكشفت الكاتبة منى ماهر، عضو مجلس إدارة الاتحاد، أن قرارها بالاعتراض على أداء الاتحاد لم يأت من فراغ، بل من تجربة شخصية مؤلمة، حيث حاولت الاستفادة من خدمات شركة التأمين الصحي التي يتعاقد معها الاتحاد، لكنها فوجئت بسوء الأداء، مضيفة أنها لم تحتج لخدمات شركة التأمين الصحي من قبل، لكن بعد خضوعها لعملية جراحية في نهاية يناير عقب إصابتها بالسرطان، قررت اختبار مدى فعالية الشركة في علاج الكتاب. 

وبدأت الأزمة عندما لم تتلق ماهر أي إفادة من الشركة حول كيفية صرف فواتير الأدوية، التي جلبتها من إحدى الصيدليات الكبرى، وعندما تواصلت مع الشركة، طُلب منها التحدث مع "اللجنة الطبية" بالاتحاد، وهو ما وصفته ماهر بـ “التهرب من المسئولية”.  

كما أعربت الكاتبة عن صدمتها بعد اطلاعها على بنود التعاقد، والتي تنص على أن الشركة "لا تتكفل بعلاج الأمراض المستعصية"، مؤكدة أن هذا البند يفرغ التأمين من محتواه، ويجعل منه خدمة تقليدية لا تغني ولا تسمن من جوع، خاصة أن العديد من الكتاب لا يمكنهم تحمل تكاليف العلاج الباهظة للأمراض الخطيرة.

وفي محاولة منها لإصلاح الوضع، قدمت ماهر شكوى رسمية للاتحاد تعبر فيها عن عدم رضاها عن أداء الشركة، وكتبت منشورات على صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي، ونجحت في إقناع الجمعية العمومية بتخصيص مبلغ 10 آلاف جنيه من "صندوق الخير" لدعم الحالات الخاصة من الكتاب، لكنها فوجئت بتحويلها إلى التحقيق، بعد شكوى من الشركة التي تقدم الخدمات الطبية لاتحاد الكتاب ضدها. 

وعبرت ماهر عن استيائها من إجراءات التحقيق، مؤكدة أنها ذهبت إليه وهي في حالة إعياء شديد، وأن الاتهامات الموجهة إليها كانت غريبة وغير حقيقية، مثل "إساءة للاتحاد"، و"عداء للشركة"، و"الإضرار بسمعة الاتحاد"، وهو ما نفته جملة وتفصيلا، مؤكدة أن اعتراضاتها كانت مهنية وتهدف إلى مصلحة الكتاب. 

من جهته، روى الشاعر عمارة إبراهيم، عضو الاتحاد المحال للتحقيق، تفاصيل خلافه مع رئيس الاتحاد، الدكتور علاء عبد الهادي، خلال الجمعية العمومية التي عُقدت في 11 يوليو. وأشار إبراهيم إلى أنه اعترض على التعديلات المقترحة على اللائحة الداخلية، خاصة المادة 58 التي تخص تحويل الأعضاء للتحقيق، مشيرًا إلى أن التعديلات "غير قانونية" وتتنافى مع قانون الاتحاد. 

وعرض إبراهيم مشروعًا بديلًا للتأمين الصحي، يقوم على مبدأ "التعاقد المباشر" بين الاتحاد والمراكز الطبية والمستشفيات، دون وجود شركة وسيطة مثل التي يتعامل معها الاتحاد حاليًا، وقال إن هذا المشروع سيوفر نسبة خصم كبيرة تصل إلى 50%، وسيستفيد منه الكتاب وأسرهم، مؤكدًا أن هذا أفضل من وجود شركة وسيطة تستفيد من الطرفين، وتقلل من قيمة الدعم المادي المقدم للمرضى.

وبعد الجمعية العمومية، بدأ إبراهيم في التواصل مع عدد من المراكز الطبية الكبرى لتطبيق مشروعه ولكن لأنه ليس عضوا في مجلس الاتحاد أو رئيسه تم اخباره بأن التواصل يجب أن يكون من خلال الاشخاص المسؤولة في الاتحاد، ولصعوبة تواصل عمارة مع رئيس الاتحاد، حيث وضع له حظرًا (بلوك) على هاتفه ومنصاته الاجتماعية، الأمر الذي اضطره إلى إصدار بيان على صفحته يخلي فيه مسئوليته، ويحكي تفاصيل ما حدث.

وأشار إبراهيم إلى أنه فوجئ بخطاب من الاتحاد يستدعيه للتحقيق بتهمة "نشر افتراءات وأكاذيب" والإضرار بالنقابة، واستعداء وزارة الثقافة، وهو ما وصفه بـ "الافتراء" و"الكذب"، مؤكدًا أن علاقته بالوزارة جيدة، وأن كل ما فعله كان نقدًا بناءً يهدف إلى مصلحة الاتحاد، وعبر إبراهيم عن اعتزازه بانتمائه لاتحاد الكتاب، لكنه أكد أنه لن يصمت على الأخطاء التي تضر بمصلحة الأعضاء، مشيرًا إلى أن الخلاف شخصي، ويجب أن يوضع له حد، وأن يتم التعامل معه وفقًا للقانون واللوائح.

على صعيد متصل، تحدثت الكاتبة سارة عبد العزيز، ابنة الكاتبة الراحلة راضية أحمد، عن مأساة والدتها، التي توفيت بسبب عدم قدرتها على دفع تكاليف العلاج، رغم كونها عضوة في الاتحاد. 

وقالت سارة إن والدتها حصلت على تغطية مالية من الاتحاد بالفعل خلال الجلطة الأولى التي أصيبت بها، لكن في الجلطة الثانية، التي كانت سبب الوفاة، لم يكفِ المبلغ المخصص لها، مما تسبب في "تقصير في العلاج".

ووصفت سارة الوضع بـ "المهزلة"، مشيرة إلى أنها تواصلت مع رئيس الاتحاد، الدكتور علاء عبد الهادي، للحصول على الدعم ونقل والدتها إلى أحد المستشفيات التابعة لوزارة الدفاع، لكن رده كان بعد 10 أيام من وفاتها، مؤكدًا أن الأوراق وصلت من وزارة الدفاع لنقل والدتها لإحدى مستشفيات القوات المسلحة. 

وأضافت سارة أنها اعترضت خلال الجمعية العمومية الطارئة، لكن رئيس الاتحاد تجاهل الجلطة الثانية، وتمسك بالجزء المتعلق بالجلطة الأولى التي قام الاتحاد بتغطيتها، مؤكدًا أن والدتها حصلت على المبلغ المخصص لها، وهو ما اعتبرته سارة "غير منطقي"؛ إذ لا يمكن أن يتم وضع "سقف" للعلاج، خاصة في الحالات الحرجة. 

وطالبت سارة بفتح تحقيق في واقعة والدتها، والذي وافق عليه رئيس الاتحاد ولكن بشرط إذا ثبت خطؤها أن تحال للتحقيق، وذلك برغم أنها ليست عضوة بنقابة اتحاد كتاب مصر من الأساس.

بدورهم.. أشار عدد من الأعضاء، ومن بينهم عمارة إبراهيم ومنى ماهر، إلى أنهم لم يتلقوا دعوات رسمية لحضور الجمعية العمومية الطارئة، وأنهم علموا بالاجتماع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أكدت منى ماهر أنها لم تتسلم خطاب التحقيق، وأن رد الاتحاد كان أن شركة البريد أكدت أنها أرسلته، وهو ما نفته تمامًا، مطالبة بالدليل على استلامها للخطاب.

حيث قال الشاعر عمارة إبراهيم إنه منذ خروجه من عضوية مجلس إدارة الاتحاد في عام 2018 وحتي 2025 لم يتلق أي دعوة لحضور أي جمعية عمومية والتي كان يتلقها سابقًا دون أدني مشكلة.  

وبالإضافة إلى ذلك، كشف إبراهيم وماهر عن أن مجلس الإدارة وافق على تعديلات اللائحة الداخلية، دون اطلاع بعض الأعضاء عليها، وأنهم مُنعوا من الحصول على نسخة منها برغم كون مني ماهر عضوا بمجلس إدارة الاتحاد، وهو ما يخالف القانون، ويجعل من الجمعية العمومية مجرد "جمعية للتصديق" على قرارات متخذة مسبقًا، وليس لمناقشة التعديلات والبنود.

وأكد الأعضاء المحالون للتحقيق أنهم لن يسكتوا عن حقهم، وأنهم يهدفون إلى حماية الاتحاد، والمطالبة بتحسين الخدمات المقدمة للكتاب، خاصة في مجال التأمين الصحي، وتفعيل آليات الرقابة والمحاسبة، حتى لا تتكرر المآسي، مثلما حدث مع الكاتبة الراحلة راضية أحمد.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.